حزن في أول قرية عمل بها نبيل فاروق: عالج الفقراء واشترى لهم الدواء - المحافظات


رحل الدكتور نبيل فاروق، اليوم الأربعاء، إثر أزمة قلبية، أحزن الكثير من أهالي قرية أبودياب شرق بمركز دشنا، شمال محافظة قنا، خاصة العجائز وكبار السن منهم الذين عاصروا فترة عمله بالقرية كطبيب لوحدة صحة القرية، في ثمانينيات القرن الماضي، ولما تركه من أثر طيب في نفوسهم بفعل إنسانيته.

كما ذكر رحلته على مدار عام ونصف في مذكرات طبيب في الصعيد الجواني، كشف خلالها أهم المواقف التي تعرض لها؛ منها معالجة رجال كبير المطاريد في الجبل، ومعالجة سيدة هوارية من ثقب الباب، وعجل البوهي.

وقال رمضان إبراهيم بشير، كاتب ومؤلف، ابن عمدة القرية وقتما كان الطبيب الراحل نبيل فاروق يعمل بالوحدة، "أفجعنا وأبكانا خبر الرحيل المفاجئ لرجل المستحيل الدكتور نبيل فاروق؛ إثر أزمة قلبيَّة، وإنا لله وإنَّا إليه راجعون، كان صديقا صدوقا، وقد بدأتْ علاقتي به قبل أن يحترف الكتابة؛ حيث كان طبيبا ـ تنفيذا لأمر التكليف ـ بوحدة أبو دياب شرق الصحية بمحافظة قنا، وذلك في بداية الثمانينات، وكان هو صديقا لوالدي ـ رحمه الله ـ  وقد سرد ذلك في "مذكرات طبيب في صعيد مصر الجواني"، كوكتيل 2000، والتي أرسلها لي حينها؛ كهدية، وكنتُ أتواصل معه ـ هاتفياً ـ وهو كذلك.

وأوضح أن هناك الكثير من الذكريات الطيِّبة بينهما، و"يشهد الله أن أول تهنئة تأتي إليَّ ـ في أي مناسبة ـ يكون هو صاحبها، وكان يحرص عليها قبل حلول المناسبة بيوم أو يومين".

وتابع في تصريحات لـ"الوطن"، أن الطبيب ترك أثر طيبا في نفوس القرية، وبعد فترة قليلة من العمل في الوحدة الصحية، تعرف على أهالي القرية، وكان ينتقل إلى منازل المرضى في القرية، وذلك بعد المواعيد الرسمية في أي وقت من الليل والنهار، فكان لا يتقاضى أجرًا من المرضى الفقراء بل كان يساعدهم بثمن العلاج.

وأوضح: "أتذكر كان الطبيب الراحل يتردد على مدينة قنا دوما التي تبعد عنا بمقدار 18 كيلو متر، ويشتري الجرائد والكتب حيث كان كثير القراءة، كما كان يأتي كل ليلة يجلس في ديوان العمدة يتساهر ويتسامر وكنا نبادله الحكاوي عن عاداتنا وتقاليدنا، وكان يبادلنا نفس الحديث حتى تعرف علينا أكثر وأصبح واحدا منا، وكنا على تواصل معه حتى وقت قريب".

وأضاف "رمضان" أن فاروق كتب عن مدة عمله في القرية، في "مذكرات طبيب في الصعيد الجواني"، ذكر فيها كل المواقف التي تعرض لها خلال عمله.

وذكر في المذكرات، أنه عالج سيدة هوارية وذلك ليس بالأمر الهين بحكم العادات والتقاليد المتشددة في الحفاظ على نسائهم حتى من نسمات الهواء، ومن باب "النساء لا تتطلع على الأغراب"، وكان أغرب من تعرض لها عندما جاءه رجل يركب حمارا وطلب منه الذهاب معه إلى المنزل وفوجئ بسيدة مخرجين أحد أصابعها من ثقب باب تسيل منه الدماء، وطلب منه العلاج وخيط اصبعها وضمد الجرح من ثقب الباب.

كما ذكر في المذكرات، إنه جاء شخص يدعى "محمود" وحمله على حماره وسار لمدة أكثر من نصف ساعة في الجبال القريبة التي تبعد كيلو أو 2 كيلو من الوحدة التي يعمل بها، واستخرج رصاصة من أحد رجال كبير المطاريد وأنه فعل ذلك مرتين، وأنه كتم ذلك في سره حتى لا يتعرض لأذى منهم.

وذكر كذلك في مذكراته عجل "البوهي"، الذي دخل عليه ليلا الوحدة الصحية، وعندما سأل العمال قالوا له "اتركه عجل البوهي البركة"، كما خبروه يطلقون عليه هذا الاسم نسبة للشيخ له مقام ويقام له احتفال قبل شهر رمضان، يطلقون هذا العجل يسير في البلاد ويأكل من الزراعات التي تمر من أمامه وبعد ذلك يذبح في آخر ليلة من الاحتفال بمولد صاحب هذا المقام.

تاريخ الخبر: 2020-12-09 21:21:17
المصدر: الوطن - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 48%
الأهمية: 56%

آخر الأخبار حول العالم

أخنوش: الحكومة تقوم بإصلاح تدريجي ولن يتم إلغاء صندوق المقاصة

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-26 03:24:51
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 52%

60 مزارعا يتنافسون في مهرجان المانجو السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-04-26 03:24:02
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 54%

افتتاح المعرض التشكيلي "الرحلة 2" في تناغم الفن بجدة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-04-26 03:24:03
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 52%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية