سكان نيويورك يتحدون النصائح ويواصلون ارتداء الكمامات


في نهاية الأسبوع الماضي، اكتشفت شيئا مثيرا للفضول في المتنزه المحلي، جحافل من سكان نيويورك يرتدون الكمامات في بداية أشعة الشمس الصيفية.
لم يكن هذا ليبدو غريبا قبل أسبوعين، حيث إن نيويورك هي مكان تبنى سكانها (في النهاية) ارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة والمفتوحة بحماسة. لكن في الأسبوع الماضي، أعلنت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC، أن الأشخاص الملقحين بالكامل يمكنهم عدم ارتداء الكمامات في أي مكان، طالما تسمح بذلك القوانين المحلية. ثم أسقطت ولاية نيويورك فرض الكمامات في معظم الأماكن العامة بالنسبة للذين تلقوا التطعيم.
تقريبا كل شخص أعرفه فوق سن الـ16 عاما تلقى "الجرعتين" والأطفال الذين تزيد أعمارهم على 12 عاما يحصلون الآن على الحقن أيضا، على الرغم من أن مدينة نيويورك تقول إن 49 في المائة فقط من البالغين قد حصلوا على حقنتين حتى الآن.
ومع ذلك، لا يزال معظم الناس في الشارع يرتدون الكمامات طواعية. وكذلك في المتاجر والمطاعم. وعندما أجريت استطلاعا أخيرا بين الأصدقاء أثناء غداء مبكر في يوم أحد، كان هناك ضيف واحد فقط أعلن بفخر أنه توقف عن ارتداء الكمامة في الخارج - من أجل "تطبيع" المجتمع، على حد قوله.
كان كل شخص آخر يتشبث بقطع القماش المذكورة بشكل ما. قال أحد الضيوف الذي يعمل في التلفزيون، "أنا لست مستعدا للخروج دون كمامة - ليس بعدا".
لماذا؟ الارتباك حول تقاطع القواعد الفيدرالية وقواعد الولايات قد يفسر هذا جزئيا. تبنت بعض الولايات بشكل رسمي المبادئ التوجيهية الجديدة من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. ولايات أخرى لم تفعل. قام بعض شركات التجزئة، مثل وول مارت، كوستكو، وتريدر جو، بإسقاط فرض الكمامات، على الرغم من أنه قد "يطلب" العملاء الذين لم يتلقوا التطعيم أن يستروا في ارتدائها؛ وولايات أخرى لا تزال تحافظ على الأمر بارتداء الكمامات.
في غضون ذلك، اتخذ اتحاد التمريض الوطني أخيرا خطوة نادرة بمطالبة الناس بتجاهل الرسالة الواردة من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. قالت بوني كاستيلو، المديرة التنفيذية لمؤسسة التمريض الوطنية المتحدة، "الآن ليس الوقت المناسب لتخفيف الإجراءات الوقائية". وعندما أجرت صحيفة نيويورك تايمز استبيانا غير رسمي لعلماء الأوبئة، توقع 5 في المائة فقط أن الكمامات لن تكون ضرورية بحلول الصيف. ومن المتوقع أن يظل ارتداء الكمامات ساريا، على الأقل للأحداث الداخلية، لمدة عام آخر (مما قد يشير إلى معارضة أوسع لإرشادات مركز السيطرة على الأمراض أيضا).
لكن المخاطر الطبية ليست العامل الوحيد. لطالما جادل علماء الأنثروبولوجيا، في البداية على أساس البحث الذي تم إجراؤه في آسيا حول الأوبئة مثل سارس، أن ارتداء الكمامة أثناء الجائحة مفيد ليس فقط لأنه يمكن أن يوقف حركة الجراثيم جسديا، لكن أيضا لأن الكمامات هي وسيلة طقوس ورموز اجتماعية قوية.
على المستوى الفردي، ممارسة ارتداء الكمامة دافع نفسي حول الحاجة إلى تغيير السلوك. في وضع المجموعات، تشير هذه الكمامة إلى الولاء لمجموعة من القيم والمسؤوليات المدنية المشتركة. خلال حقبة ترمب، أصبح ارتداء الكمامة رمزا سياسيا أيضا، نظرا لأن عديدا من مؤيدي ترمب رفضوا ارتداءها، بدا أن وضع قطعة القماش على الوجه يشير إلى دعم قيم أكثر تقدمية وليبرالية.
الآن، تغيرت السياسة. مركز CDC في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن هو نفسه الذي يقول إن الكمامات ليست ضرورية. لكن القضايا النفسية الأخرى لم تختف. لا يزال ارتداء الكمامة يشكل لفتة تجعل الأشخاص المتوترين يشعرون بمزيد من الأمان نوعا ما. يبدو أيضا أنه رمز للاحترام تجاه المجموعة الأوسع، نظرا لأنه من المستحيل معرفة من الذي تم تطعيمه - أو الذي يشعر بالخوف من غير ذلك.
غرد باتريك تشوفانيك، المستشار الاقتصادي لشركة سيلفركريست لإدارة الأصول، "تلقيت التطعيم ولم أعد أرتدي كمامة". لكنه أضاف، "أنا صبور مع الناس الذين ما زالوا يرتدونها. ربما لم يتلقوا الجرعة الثانية. ربما يشكون من مرض معين. ربما تكون عادة. أو هم فقط بحاجة إلى الوقت ليصبحوا أكثر ثقة".
قد يبدو هذا التعاطف مع الذين يرتدون الكمامات غريبا بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في أماكن كانت بطيئة في التبني الطوعي لارتداء الكمامات، مثل المملكة المتحدة. وأجرؤ على القول إن إحجام سكان نيويورك عن التخلص من كماماتهم سيتلاشى ببطء عندما ترتفع معدلات التطعيم، ويصبح مزيد من الناس بلا كمامات - ودرجات الحرارة في الصيف فإن أغطية الوجه تجعل الشخص يشعر بالاختناق.
لكن في غضون ذلك، هناك استنتاجان يمكننا استخلاصهما. الأول يظهر كيف يمكن أن تكون الأنماط الثقافية مرنة في بعض الأحيان. قبل عام، مثل كثير من الناس، افترضت أن سكان نيويورك الذين تغلب عليهم النزعة الفردية سيجدون صعوبة في قبول الكمامات لأن هذه الممارسة مرتبطة بالمجتمعات ذات العقلية الجماعية، مثل تلك الموجودة في أجزاء من آسيا. كنت مخطئة.
الثاني، يغلب على ظني أن السبب الذي دفع سكان نيويورك إلى تبني هذه الكمامات في البداية، خلافا للتوقعات، يعكس حقيقة أن الرسائل الحكومية لم تنقل فقط إحساسا بالخزي بشأن عدم الامتثال، لكن أيضا انطباعا (أو وهما) بالوكالة الفردية.
أصبح سكان نيويورك يعتقدون أن ارتداء الكمامات شيء يمكن لأي شخص القيام به لتقليل المخاطر - على أنفسهم والآخرين. وهذا مكنهم، وقدم طريقة لاستعادة القليل من السيطرة في الأوقات المربكة والمخيفة.
لهذا السبب يبدو الأمر مزعجا تقريبا لمن يريد التوقف الآن. هناك درس مستفاد هنا، إذا أرادت الحكومات دفع الناس إلى سلوك أفضل، فيما يتعلق، على سبيل المثال، بتغير المناخ، فمن المفيد إبقاء الرسالة بسيطة، والأهم من ذلك، تشجيع الأفراد على الشعور بالقدرة على التصرف. يحسن بنا أن نتذكر ذلك، بعد فترة طويلة من دخول الكمامات في سلة المهملات.

تاريخ الخبر: 2021-05-20 23:23:43
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 34%
الأهمية: 39%

آخر الأخبار حول العالم

الشرطة تخلي اعتصاما للطلبة تضامنا مع غزة في جامعة جورج واشنطن

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-08 18:27:28
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 61%

اكتشاف مقبرة جماعية ثالثة وانتشال 49 جثة من مجمع الشفاء في غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-08 18:27:35
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 63%

تقرير رسمي.. 1.5 مليون من شباب المغرب عاطل ولا يبحث عن عمل

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-08 18:26:37
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 58%

لهذا السبب استمعت الفرقة الوطنية لعزيز غالي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-08 18:26:40
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 59%

الشرطة تخلي اعتصاما للطلبة تضامنا مع غزة في جامعة جورج واشنطن

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-08 18:27:25
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 64%

اكتشاف مقبرة جماعية ثالثة وانتشال 49 جثة من مجمع الشفاء في غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-08 18:27:32
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 54%

لهذا السبب استمعت الفرقة الوطنية لعزيز غالي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-08 18:26:39
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 62%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية