(أنس بلحاج)
كيغالي - وجدت رواندا نفسها مجبرة على فرض قيود صارمة جديدة لأسبوعين في العاصمة كيغالي وثماني مدن أخرى، وذلك بغية استعادة السيطرة على الوضع الوبائي إثر موجة ثالثة من (كوفيد-19) أكثر ضراوة وشدة، والضغط قوي لسلالة "دلتا"، ونقص مخزون اللقاح.
وبالتوازي مع هذا الحجر الصحي الجديد، وهو الثالث منذ بداية الجائحة، أطلقت السلطات الرواندية حملة فحص واسعة النطاق في كيغالي لتقييم انتشار الفيروس بالعاصمة التي تظل بؤرة الجائحة مع تسجيلها أزيد من نصف الإصابات والوفيات.
وفي هذا الصدد، قال وزير الصحة الرواندي، دانيال نغاميجي، "يتعلق الأمر بأكبر حملة فحص يتم تنظيمها على الإطلاق في البلاد منذ ظهور فيروس كورونا المستجد في مارس من السنة الماضية"، مشيرا إلى أن هذه العملية واسعة النطاق تهدف لإجراء فحوصات، في غضون أيام قليلة، لحوالي 15 في المائة من سكان كيغالي، أي ما يعادل 106 آلاف نسمة.
وأضاف المسؤول، في تصريح صحافي، أن الحملة، التي بدأت يوم السبت مع دخول الحجر الصحي حيز التنفيذ، سيتم توسيعها قريبا لتشمل المدن الأخرى المتضررة من عودة ظهور الجائحة.
ونجحت دولة الألف تل أول الأمر في احتواء الوباء، حيث فرضت اعتبارا من مارس 2020 إحدى أولى عمليات الحجر الصحي المشددة في القارة الإفريقية، فضلا عن حملات واسعة للكشف عن الحالات المخالطة وتتبعها. وقد سبق أن فُرض الحجر الصحي التام على العاصمة في يناير لمدة أسبوعين.
وفي الأسابيع الأخيرة، واجهت رواندا زيادة غير مسبوقة في حالات الاصابة ب(كوفيد-19)، حيث تقاطرت حوالي ألف حالة جديدة يوميا على المستشفيات والمراكز الصحية، التي وجدت نفسها للمرة الأولى تعاني من نقص في عدد الأسرة.
وبحسب توقعات السلطات الصحية، فإن الإغلاق الجديد والفحص الشامل سيقللان من معدل الإصابة اليومي في البلاد بنسبة 70 في المائة.
وقال وزير الدولة لدى وزارة الصحة، المكلف بالصحة العمومية، ثارسيس مبونجا، في مداخلة عبر الإذاعة الوطنية الرواندية، "نأمل أن يؤدي الإغلاق الشامل إلى خفض معدل الإصابة بنسبة 70 في المائة، إذا تم احترامه".
وأضاف أن 60 في المائة من حالات الإصابة الجديدة المسجلة في الأيام الأخيرة تعزى بالأساس إلى المتحور دلتا من فيروس كورونا، موضحا أنه تم تأكيد هذا الرقم من خلال الاختبارات الجديدة التي أجريت في جميع أنحاء البلاد.
وأكد أن المتحور دلتا، الذي ينتقل بنسبة 55 في المائة أكثر من متغير ألفا وفقا لمنظمة الصحة العالمية، هو "المسؤول الأول عن انفجار حالات الإصابة بكوفيد 19 والوفيات الناجمة عنه في البلاد".
وفيما يتعلق بالتلقيح، كانت الحملة التي انطلقت في مارس الماضي بطيئة بشكل واضح، كما هو الحال في العديد من البلدان الإفريقية، ويرجع ذلك بشكل خاص إلى نقص الإمدادات وتردد السكان.
ولتحقيق مناعة جماعية ضد كوفيد-19، خططت السلطات الرواندية لتلقيح 30 في المائة من السكان هذا العام و60 في المائة بحلول نهاية عام 2022. ولكن حتى الآن، تم تلقيح 401 ألف و200 شخص فقط، أي ما يزيد قليلا عن 3 في المائة من السكان.
وتسبب الإغلاق الجديد المفروض على رواندا في صدمة اجتماعية بين السكان الروانديين مع إغلاق المتاجر والشركات والإدارات، وتعليق النقل وحظر التفاعلات الاجتماعية وتقييد الحركة خارج المنزل.
وفي مواجهة هذا القلق، أطلقت السلطات الرواندية لتوها برنامجا للمساعدات الغذائية ستستفيد منه 210 آلاف أسرة تنتمي إلى الطبقة الهشة طوال فترة الحجر. هذه المبادرة الاجتماعية، التي تهدف إلى الحد من تأثير الحجر الصحي على الطبقة الهشة من الساكنة، تقودها وزارة الجماعات المحلية.
ويظل حظر التجول المفروض من الساعة 6 مساء حتى الساعة 4 صباحا ساريا في المدن التي لا يشملها الحجر، حيث يتعين إغلاق المتاجر والشركات قبل الساعة 5 مساء، مع استثناء الوصول والمغادرة من مطار كيغالي، ولكن مع بروتوكول صحي صارم.
وسجلت الدولة التي يبلغ عدد سكانها 12 مليون نسمة، إجمالي ما يقرب من 58 ألف و200 حالة إصابة بفيروس كوفيد -19، من بينها 666 حالة وفاة، وفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة.
