ملاذ‏ ‏المتألمين‏..‏


‏00 ‏ها‏ ‏نحن‏ ‏للأسبوع‏ ‏الثالث‏ ‏علي‏ ‏التوالي‏ ‏نصحبكم‏ ‏في‏ ‏رحلتنا‏ ‏المتواصلة‏ ‏مع‏ ‏صديقتناسالي‏.. ‏يوم‏ ‏الأربعاء‏ ‏الماضي‏ ‏عادت‏ ‏إلي‏ ‏مستشفي‏ ‏مارمرقس‏ ‏لفكغرز‏ ‏الجراحة‏ ‏ورفع‏ ‏الدرنقة‏, ‏وبهذا‏ ‏اسدل‏ ‏الستار‏ ‏علي‏ 6 ‏سنوات‏ ‏من‏ ‏العذاب‏ ‏عاشتهاسالي‏ ‏محتملة‏ ‏أصعب‏ ‏الآلام‏.. ‏مأساتها‏ ‏لم‏ ‏تكن‏ ‏فقط‏ ‏في‏ ‏الآلام‏ ‏ولا‏ ‏في‏ ‏قسوتها‏ ‏إلي‏ ‏الحد‏ ‏الذي‏ ‏هرب‏ ‏معه‏ ‏النوم‏ ‏من‏ ‏عينيها‏ ‏ليالي‏ ‏كثيرة‏, ‏وتمرغت‏ ‏في‏ ‏الأرض‏ ‏ليالي‏ ‏أكثر‏, ‏مأساتها‏ ‏كانت‏ ‏في‏ ‏خوفها‏ ‏من‏ ‏دخول‏ ‏المستشفي‏ ‏وترك‏ ‏مشرط‏ ‏الجراح‏ ‏يخلصها‏ ‏من‏ ‏مر‏ ‏آلامهافتق‏ ‏سري‏ ‏وهي‏ ‏الجراحة‏ ‏التي‏ ‏صارت‏ ‏واحدة‏ ‏من‏ ‏أبسط‏ ‏الجراحات‏ ‏وأقلها‏ ‏خطورة‏,‏لكن‏ ‏حالة‏ ‏سالي‏ ‏لم‏ ‏تكن‏ ‏بالبسيطة‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏ترهلبطنها‏ ‏وكسته‏ ‏طبقات‏ ‏من‏ ‏الدهون‏ ‏تجعل‏ ‏الاقتراب‏ ‏منه‏ ‏أمرا‏ ‏في‏ ‏غاية‏ ‏الخطورة‏.‏
‏00 ‏أصارحكم‏ ‏أن‏ ‏الخوف‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏يتملكها‏ ‏تسلل‏ ‏إلينا‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏شاهدناها‏ 100 ‏كيلو‏ ‏جرام‏!! ‏وهي‏ ‏الشابة‏ ‏الصغيرة‏, ‏وتساءلنا‏:‏أي‏ ‏جراح‏ ‏يستطيع‏ ‏أن‏ ‏يقترب‏ ‏من‏ ‏هذه‏ ‏المنطقة‏ ‏المكدسة‏ ‏بالدهون؟‏!.. ‏لكن‏ ‏تجاربنا‏ ‏مع‏ ‏أصعب‏ ‏الحالات‏ ‏وتعاملنا‏ ‏مع‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏المستشفيات‏ ‏وعلاقتنا‏ ‏بالكثير‏ ‏من‏ ‏الأطباء‏, ‏وما‏ ‏لمسناه‏ ‏من‏ ‏مصاحبة‏ ‏الرب‏ ‏لنا‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏رحلة‏ ‏من‏ ‏رحلاتنا‏ ‏مع‏ ‏أي‏ ‏صديق‏ ‏يتألم‏.. ‏كل‏ ‏هذا‏ ‏سهل‏ ‏علينا‏ ‏الأجابة‏:‏فقد‏ ‏كنا‏ ‏نعرف‏ ‏طريقنا‏ ‏المباشر‏.. ‏مستشفي‏ ‏مارمرقس‏ ‏بشبرا‏ ‏والدكتور‏ ‏الجراح‏ ‏طلعت‏ ‏حلمي‏ ‏وما‏ ‏حسبناه‏ ‏وجدناه‏.‏
‏00 ‏ساعتان‏ ‏وسالي‏ ‏في‏ ‏حجرة‏ ‏العمليات‏, ‏وشريط‏ ‏الذكريات‏ ‏يدور‏ ‏في‏ ‏عيني‏, ‏حجرة‏ ‏العمليات‏ ‏الصغيرة‏ ‏صارت‏ ‏تشغل‏ ‏الدور‏ ‏الخامس‏ ‏بالكامل‏, ‏لم‏ ‏يعد‏ ‏هناك‏ ‏قلق‏ ‏مما‏ ‏بعد‏ ‏الجراحات‏ ‏فقد‏ ‏افتتح‏ ‏منذ‏ ‏سنوات‏ ‏غرفة‏ ‏للعناية‏ ‏المركزة‏, ‏المستشفي‏ ‏الصغير‏ ‏صار‏ ‏صرحا‏ ‏طبيا‏ ‏بإخلاص‏ ‏القائمين‏ ‏عليه‏, ‏الرب‏ ‏أعانهم‏ ‏وهم‏ ‏يعينوننا‏ ‏وكلنا‏ ‏في‏ ‏حقل‏ ‏الخير‏ ‏نجد‏ ‏الرب‏.‏
‏00 ‏البداية‏ ‏عمرها‏ ‏في‏ ‏الزمن‏ ‏ثلاثون‏ ‏عاما‏, ‏كنا‏ ‏في‏ ‏ذكري‏ ‏استشهاد‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏الرسول‏.. ‏يومها‏-26‏مايو‏1991- ‏افتتحت‏ ‏كنيسة‏ ‏مارمرقس‏ ‏بشبرا‏ ‏مستشفاها‏ ‏لخدمة‏ ‏أبناء‏ ‏الكنيسة‏ ‏وسكان‏ ‏الحي‏, ‏وقتها‏ ‏كنا‏ ‏في‏ ‏وطني‏ ‏في‏ ‏بداية‏ ‏خدمتنا‏ ‏للمرضي‏ ‏والمتألمين‏ ‏تحت‏ ‏مظلةالمحطة‏ ‏وتزامن‏ ‏ميلادنا‏ ‏مع‏ ‏ميلاد‏ ‏مستشفي‏ ‏مارمرقس‏, ‏ووجدنا‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏المكان‏ ‏الجديد‏ ‏ملاذا‏ ‏لأصدقائنا‏ ‏المرضي‏, ‏ورحب‏ ‏القمص‏ ‏لوقا‏ ‏قسطنطين‏ ‏رئيس‏ ‏مجلس‏ ‏الإدارة‏ ‏باستقبال‏ ‏الحالات‏ ‏المرضية‏ ‏التي‏ ‏ترعاها‏ ‏الجريدة‏ ‏وتصطحبها‏ ‏في‏ ‏رحلات‏ ‏للعلاج‏ ‏والشفاء‏, ‏إذ‏ ‏رأي‏ ‏أن‏ ‏الدور‏ ‏الذي‏ ‏تقوم‏ ‏بهوطني‏ ‏في‏ ‏رعاية‏ ‏أخواننا‏ ‏الأصاغر‏ ‏يتفق‏ ‏وهدف‏ ‏المستشفي‏ ‏في‏ ‏علاج‏ ‏غير‏ ‏القادرين‏.‏
‏00 ‏تذكرت‏ ‏كل‏ ‏هذا‏ ‏وسالي‏ ‏تسترجع‏ ‏القصة‏ ‏الطويلة‏ ‏للألم‏ ‏والعذاب‏ ‏الذي‏ ‏عاشته‏, ‏وهي‏ ‏لاتصدق‏ ‏ما‏ ‏حدث‏ ‏معها‏, ‏وأنها‏ ‏خرجت‏ ‏سالمة‏ ‏من‏ ‏واحدة‏ ‏من‏ ‏أخطر‏ ‏الجراحات‏, ‏الآن‏ ‏آمنتسالي‏ ‏أن‏ ‏عمل‏ ‏الرب‏ ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏أنقذها‏, ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏جاء‏ ‏بها‏ ‏إلينا‏ ‏في‏ ‏رسالة‏ ‏من‏ ‏الأب‏ ‏الذي‏ ‏يرعاها‏, ‏وهو‏ ‏الذي‏ ‏هيأ‏ ‏لها‏ ‏ولنا‏ ‏هذا‏ ‏الصرح‏ ‏الطبي‏, ‏وهو‏ ‏الذي‏ ‏وضع‏ ‏في‏ ‏الجراح‏ ‏النابغة‏ ‏دكتور‏ ‏طلعت‏ ‏حلمي‏ ‏هذه‏ ‏المهارة‏… ‏مع‏ ‏سالي‏ ‏نشكر‏ ‏الرب‏, ‏وأشكر‏ ‏كل‏ ‏الأصدقاء‏ ‏الذين‏ ‏دعوتهم‏ ‏للصلاة‏ ‏واستجاب‏ ‏الرب‏ ‏لصلواتهم‏.‏

التعليقات

تاريخ الخبر: 2021-07-24 14:24:23
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 57%

آخر الأخبار حول العالم

افتتاح المعرض التشكيلي "الرحلة 2" في تناغم الفن بجدة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-04-26 03:24:03
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 52%

60 مزارعا يتنافسون في مهرجان المانجو السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-04-26 03:24:02
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 54%

أخنوش: الحكومة تقوم بإصلاح تدريجي ولن يتم إلغاء صندوق المقاصة

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-26 03:24:51
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 52%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية