دمج وتمكين.. لغة الإشارة تتحول من ثقافة «الندرة» إلى الرواج


أكد مستفيدو البرنامج التدريبي لأساسيات لغة الإشارة في نسخته الأولى، أهمية الدورة في دمج الأشخاص ذوي الإعاقة، وتوفير الخدمات لهم بيسر وسهولة، وتمنوا أن يتم إدراج مادة خاصة لأساسيات لغة الإشارة ضمن المناهج الدراسية للطلاب والطالبات؛ لتوضيح طرق التعامل الأمثل والصحيح مع هذه الفئة.

وأوضح المتدربون، في ختام الدورة التي نظمها فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمنطقة الشرقية، أنهم اكتسبوا المهارات التي تؤهلهم للتواصل الفعال مع الأشخاص ذوي الإعاقة، وتعلموا أساسيات لغة الإشارة إلى جانب حصولهم على معلومات مهمة كمسببات الصمم لدى الأطفال، والحرص على عدم تأليف إشارات عند التواصل معهم؛ لئلاً يفهموها بشكل خاطئ، وتجنب زراعة القوقعة للأطفال لما ينتج عنها من أضرار قد تؤدي للوفاة، والحرص على التدخل المبكر لعلاج الصمم وضعف السمع، وهو ما يسهم بدوره في إنشاء جسور للتواصل الفعال مع هذه الفئة.


تحقيق التواصل

وأكد مدير عام فرع الوزارة والمشرف العام على المشروع عبدالرحمن المقبل، أن تنفيذ هذا المشروع جاء بناء على رغبة وتوجيه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية، ويحرص فرع الوزارة على تقديم البرامج لمستفيديه بما يتوافق مع توجيهات وتطلعات القيادة الرشيدة، وبما يتناسب مع الاحتياجات الفعلية.

وقال إنه تم تصميم هذا البرنامج على ضوء الاحتياجات الفعلية في القطاعات الحكومية وغير الربحية؛ لتمكين وتأهيل منسوبيها من التواصل بلغة الإشارة وإتقان استخدامها مع ذوي الإعاقة السمعية، بما يكفل تقديم خدمة متميزة لهم وقضاء احتياجاتهم عند مراجعتهم للجهات بأفضل صورة ممكنة، منوهًا بضرورة نشر ثقافة اللغة في كافة القطاعات سواءً القطاع الحكومي أو غير الربحي أو القطاع الخاص، لتحقيق جانب التواصل بين الأشخاص ذوي الإعاقة «الصم وضعاف السمع» والمجتمع.

فعاليات متتالية

وأوضحت مساعد مدير عام فرع الوزارة لقطاع التنمية والمسؤول عن المشروع ابتسام الحميزي، أن فرع الوزارة يستهدف 330 متدربا، بواقع دورة في كل شهر تستمر لمدة 5 أيام حتى شمول العدد المستهدف، وذلك بالتعاون مع كافة القطاعات في سبيل تحقيق ذلك، لتسخير وتوفير كل ما من شأنه تسهيل العقبات وتيسير الخدمات للأشخاص ذوي الإعاقة «الصم وضعاف السمع»، مشيرة إلى أن من ضمن الخطط الموضوعة العمل على قياس أثر البرنامج التدريبي، من خلال زيارة الجهات؛ للتأكد من إسهام البرنامج في رفع جودة ومستوى تقديم الخدمة لهذه الفئة.

نقطة تحول

وقال رئيس مجلس إدارة نادي الصم بالمنطقة د. ناصر الشمري، إن تعميم صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية، لإطلاق مبادرة التدريب على لغة الإشارة لمنسوبي ومنسوبات القطاع الحكومي وغير الربحي، التي ينظمها فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمنطقة، بالتعاون مع النادي، يأتي لضرورة تلبية احتياجات هذه الفئة، وبذل فرع الوزارة الجهد الكبير في التنظيم والتواصل مع جميع الجهات الحكومية وغير الربحية.

واعتبر الشمري أن هذه المبادرة تعد نقطة تحول كبيرة في منظومة البرامج التدريبية، التي تتضمن التعريف بلغة الإشارة، كما أن تعميمها يعد خطوة ناجحة نحو إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة «الصم وضعاف السمع» مع المجتمع، والتفاعل مع متطلباتهم ومعرفة احتياجاتهم وفهم ما لديهم، مبديًا سعادته بما تحقق من إنجاز لهذا البرنامج في نسخته الأولى، الذي ستعقبه برامج أخرى متتابعة بهدف نشر ثقافة التدريب على لغة الإشارة.

دورة شاملة

وقالت المتدربة من إدارة المسؤولية الاجتماعية بفرع الوزارة منار الغامدي، إن الدورة جاءت شاملة لأساسيات اللغة، وساعدتها في طريقة التواصل مع الأشخاص ذوي الإعاقة «الصم وضعاف السمع»، مشيرة إلى أنها كانت تعتقد أن التواصل مع هذه الفئة صعب بعض الشيء ولكن بعد التحاقها بالدورة اكتشفت أن الأمر سهل، ولكن يحتاج للممارسة. وأكدت أنها ستواصل تعلم لغة الإشارة، للوصول إلى مستويات متقدمة لمساعدة ودعم هذه الفئة الغالية.

لغة ثانية

وأفاد المتدرب بدر الشمري من محافظة الخفجي، بأن الدورة مفيدة ومحفزة لتعلم أساسيات لغة الإشارة، ومن ضمن المهارات، التي اكتسبها إشارات اليد وحركات الأصابع؛ الطريقة الوحيدة للتواصل مع الصم وضعاف السمع، مشيرًا إلى تعلمه العديد من الحركات الإيمائية والتمثيل الصامت.

وقال «لغة الإشارة ستكون لغة ثانية بالنسبة لي وسأستمر في تعلمها حتى مرحلة الإتقان؛ لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة».

وأكد المتدرب عبدالهادي القحطاني، من جمعية البركة، أن الدورة مهمة جدًا لكافة القطاعات سواءً الحكومية أو غير الربحية وحتى القطاعات الخاصة، وذلك لتسهيل خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة «الصم وضعاف السمع» بكل يسر وسهولة.

وأضاف إنه اكتسب الكثير من المهارات ومن أبرزها معرفة كيفية التواصل والتعامل معهم، ومساعدتهم للتعبير عن مشاعرهم.

وأوضح المتدرب محمد الخالدي، من جمعية البركة، أن الدورة ممتازة ولها فوائد قيمة تعود بالنفع على الفرد والمجتمع، كونها تسهم في جعل لغة الإشارة مفهومة لدى أفراد المجتمع، وبالتالي دمج الأشخاص ذوي الإعاقة، من خلال مشاركتهم اهتماماتهم والتواصل معهم، مشيرًا إلى أنه اكتسب لغة جديدة تسهل التواصل معهم.

التعامل الأمثل

وبيَّن المتدرب محمد العثمان، من هيئة الموانئ بالمنطقة، أن الدورة مهمة جدًا لكل فرد من أفراد المجتمع، متمنيًا أن يتم إدراج مادة خاصة بتعلم أساسيات لغة الإشارة ضمن المناهج الدراسية للطلاب والطالبات؛ لأهمية معرفة طرق التعامل الأمثل والصحيح مع الأشخاص الصم وضعاف السمع.

وقال «العثمان» إنه اكتسب المهارات التي تجعله قادرا على إيصال فكرته ومناقشة أي فرد من أفراد الأشخاص ذوي الإعاقة، ناصحًا الجميع بالتسجيل بالدورة في نسخها القادمة.

مستويات مختلفة

وذكر المتدرب فيصل الخالدي من محافظة قرية العليا، أن الدورة مفيدة جدًا، للتواصل والتعايش مع الأشخاص ذوي الإعاقة؛ الصم وضعاف السمع، مشيرًا إلى أنه لم يكن يتوقع أنه سيخرج بهذه الفائدة الكبيرة، بالإضافة إلى أنه كان بحاجة منذ زمن إلى تعلم لغة الإشارة، إلى أن واتته الفرصة للتسجيل بالدورة وتعلم اللغة.

وأشار المتدرب يوسف اليحيى، من جمعية البركة إلى أنه اكتسب خلال الدورة أساسيات لغة الإشارة، التي تساعده في التواصل مع الأشخاص ذوي الإعاقة، متمنيًا أن تتكرر بمستويات مختلفة.

وأوضح «اليحيى» أنه اكتسب معلومات مهمة كمسببات الصمم لدى الأطفال، والحرص على عدم تأليف إشارات عند التواصل معهم لئلا يفهموها بشكل خاطئ، وتجنب زراعة القوقعة للأطفال لما ينتج عنها من أضرار قد تؤدي للوفاة، والحرص على التدخل المبكر للأطفال، الذين يعانون من الصمم وضعف السمع.

خطط مستقبلية

من جهته، بيَّن مقدم الدورة العامل بفرع الوزارة خالد الحمود، أن هذه المبادرة تعتبر الأولى من نوعها على مستوى وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بخطتها، التي تمتد لـ3 سنوات كخطة أولية، وستكون هناك خطط أخرى مستقبلية، تهدف جميعها لخدمة فئة مهمة من فئات المجتمع، وتساهم في تحقيق هدف من أهداف رؤية المملكة ٢٠٣٠.

وحث «الحمود» كافة الجهات الحكومية وغير الربحية على التعاون مع فرع الوزارة لتدريب منسوبيهم؛ للرفع من كفاءة موظفي إدارات خدمة العملاء وتقديم الخدمات للأشخاص ذوي الإعاقة (الصم وضعاف السمع) بكل يسر وسهولة.

وقالت مستفيدة نادي الصم بالمنطقة الشرقية نوال العمري: إن مبادرة تدريب منسوبي القطاع الحكومي وغير الربحي على لغة الإشارة فريدة من نوعها، تهدف إلى تأهيل منسوبي تلك القطاعات لإتقان لغة الإشارة وتمكينهم من التواصل معنا؛ لتسهيل وتيسير خدمتنا في تلك الجهات.

تاريخ الخبر: 2021-07-29 22:37:07
المصدر: صحيفة اليوم - السعودية
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 43%
الأهمية: 45%

آخر الأخبار حول العالم

السعودية قد تمثَل للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-26 12:26:10
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 70%

السعودية قد تمثَل للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-26 12:26:17
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 62%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية