أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن العيش المشترك هو الأصل بين أبناء الشعب المصري وأن علو صوت بعض الجماعات المتطرفة خلال بعض الفترات يعد استثناءًا وأن الوطن لجميع أبنائه، مشيرًا إلى أنه على مدار التاريخ لن تجد أزمات طائفية على مستوى النخبة، داعيًا إلى ضرورة تحول مفاهيم التسامح، والتعايش المشترك من مستوى النخبة إلى مستوى الشارع.
وقال إن الوزارة تبدأ خلال أيام نشر القوافل المشتركة في القرى والنجوع بين الواعظات والداعيات الدينيات والراهبات لدعم العيش المشترك ويتم إعدد برنامج قومي لمصر وهو صناعة قادة للرأي العام الديني الوسطي ونشر ثقافة التسامح الديني واحترام المواطنة.
والبرنامج الضخم يشمل إلى جانب الثقافة الأصيلة دراسة علم النفس، والاجتماع، وغيرها، وأن هذا الجهد جاء إثر جهد سنوات، منذ دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية لتجديد الخطاب الديني.
جاء ذلك خلال مشاركته في مؤتمر دور الدين في دعم العيش المشترك الذي ينظمه منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية بالعين السخنة بحضور الدكتور القس أندرية زكي رئيس الهيئة وسميرة لوقا مدير المنتدى ومشاركة عدد من القيادات الدينية والإعلامية والشخصيات العامة ونواب البرلمان، وقدم الجلسة الكاتب الصحفي محمود مسلم.
وأضاف د. جمعة أن فلسفة الوزارة كانت في أيام الفتنة هي حماية الكنائس ثم حماية دور العبادة لجميع الأديان ومنها المعابد اليهودية والتأكيد على احترام معتقدات الآخرين والمواطنة وأثره في تحقيق السلام العالمي وأصدرنا كتب في هذا الشأن.
وأكد على اهتمام الوزارة ومثل هذه اللقاءات التركيز على أهمية إعلاء قيمة العلم لأن الجاهلية من الجهل ضد الحلم وليس العلم والدين ولن يحترم الناس ديننا ما لم نتفوق علميًا وثقافيًا.
وأشار وزير الأوقاف إلى أن ثمة مبادرات تجري في هذا الشأن من بينها مبادرة الواعظات، والراهبات، معربًا عن تقديره للمجلس القومي للمرأة نظير دعمه في هذا الشأن، مؤكدًا أن ما تقوم به الدولة تجاه الفقراء لإقامة حياة كريمة من صميم المواطنة وعدّد وزير الأوقاف الإصدارات التي أنتجها برنامج التعايش المشترك منذ بدايته، مبتدئًا بـ«حماية الكنائس»، والذي تطور حسب قوله إلى حماية دور العبادة واحترام معتقدات الآخرين.
اقرأأيضا||شيخ الأزهر: الهجرة النبوية كانت ولا تزال ملهمة للإنسانية
وأعلن عن مؤتمر سيقام في فبراير المقبل تحت عنوان «عقد المواطنة»، وأثره في تحقيق السلام المجتمعي، والعالمي، مندهشًا من حصر المواطنة في بعدها الديني فقط، وأردف قائلًا: «لن يحترم الناس ديننا إلا إذا تفوقنا في دنيانا».
وأكد الدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية أن مصر تتجدد وتتغير نحو الأفضل وأن الإرادة السياسية تدعو لقبول الآخر والتعددية وأن الرئيس عبدالفتاح السيسي لديه اهتمام بقضايا العيش المشترك وأن هناك مكان لجميع أبناء الوطن في كافة المجالات وفي كل مكان وأن العيش المشترك قضية هامة وأنه لدينا نموذج حقيقي للعيش المشترك يجب أن ننتبه عليه، فهو ليس فقط يعنى ما نتفق عليه ولكن أن نحترم ما نختلف عليه.
وتابع أن حدود الحرية هي احترام الآخر وقبول الاختلاف، وأن المواطنة تؤدي هذا الأمر بشكل كبير، موضحًا أنه لا يجوز اختطاف النص الديني من سياقه، والنص مقدس ولكن قراءة النص تحتمل أكثر من رأي، وأنه لا يوجد قراءة شرعية وحيدة للنص، فالبعض يدعى أن قراءاته هي فقط الصحيحة.
وتابع قائلا: «إن تجديد الخطاب الديني تحتاج إلى مزيد من الوقت يتم خلاله إعادة تشكيل الوعي وقبول أفكار الآخر واحترامها».
وأشارت سميرة لوقا إلى أن الهيئة الإنجيلية تخدم 3 ملايين مواطن بطريق مباشر من خلال قطاع التنمية بها ونحو 5 ملايين بطريق غير مباشر من خلال مشاركته في جميع المبادرات ومنها المبادرة الرئاسية حياة كريمة وإعادة إعمار القرى ومبادرة المواطنة التي تنفذها مع وزارة التضامن في المناطق الأكثر تشددًا.
ونوهت إلى الدور الذي يقوم به منتدى حوار الثقافات في دعم الحوار والعيش المشترك والقضايا الوطنية.
