قصة جزائري أراد المساعدة في إطفاء حرائق الغابات.. فقلتوه وحر


كتبت – إيمان محمود

وسط حالة من الهلع والدمار عاشها أهالي الجزائر خلال الأسبوع الماضي؛ بعد نشوب حرائق ضخمة في الغابات ببعض الولايات، انتشر مقطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي يظهر فيه البعض يقتلون شابًا ويحرقون جثمانه، بزعم أنه كان يفتعل حرائق في منطقتهم.

حسب مقاطع الفيديو التي تم تداولها، تم القبض على الشاب من قبل مجموعة من الشباب، وأصروا على قتله، ورغم تدخل رجال الشرطة الذين حاولوا تخليص الشاب من أيديهم، إلا أنهم أخذوا الشاب عنوة من داخل سيارة الشرطة وقتلوه وحرقوا جثته وصوروا جريمتهم فخورين بها.

شكلّ مقطع الفيديو الذي تم تصويره في مدينة الأربعاء ناث إيراثن بمنطقة القبائل بالجزائر، حالة من الصدمة خاصةً بعد أن تعرّف أهالي المدينة التي ينتمي إليها الشاب، مؤكدين أنه انتقل إلى المنطقة المتضررة لمساعدة الأهالي في إطفاء الحريق.

الشاب المقتول هو جمال بن إسماعيل، يبلغ من العمر 38 عامًا، وهو فنان رسام وموسيقي من مدينة مليانة بولاية المدية، وبحسب الإعلام المحلي الذي انتقل إلى منزل عائلته، قدم أصدقائه شهادات عنه، تؤكد أنه جمع المال وأبلغ عائلته وأصدقائه بأنه متوجها إلى مدينة تيزي وزو لمساعدة أهلها في إخماد حرائق الغابات.
كما تداول رواد مواقع التواصل فيديوهات للشاب الضحية وهو يدلي بتصريح لإحدى القنوات المحلية الإلكترونية، أكد خلالها قدومه إلى محافظة تيزي وزو للمساعدة في إطفاء الحرائق.

وأعلنت النيابة الجزائرية، يوم الخميس، في بيان فتح التحقيق في قضية "القتل عن طريق الحرق.. حتى لا تمر هذه الجريمة البشعة دون عقاب".
وبحسب النيابة الجزائرية: "قامت مجموعة من المواطنين بإلقاء القبض على ثلاثة أشخاص كانوا على متن سيارة إثر شكوك راودتهم من أنهم متورطون في حرائق الغابات وبعد أن اعتدوا عليهم بالضرب تدخلت الشرطة لإنقاذ (الثلاثة) وتحويلهم إلى مقر الشرطة".

وتابعت: "غير أن المجموعة واصلت تهجمها على مقر الشرطة باستعمال العنف وتمكنوا من إخراج أحد الثلاثة وسحبه إلى ساحة المدينة والاعتداء عليه بالضرب وإضرام النار في جسده مما أدى إلى وفاته. كما تعرض عناصر الشرطة الذين تدخلوا لحماية الضحية وإنقاذه لإصابات متفاوتة".

من جانبها، طلبت منظمة العفو الدولية السلطات الجزائرية "أن تبدأ فورا في التحقيق" في الحادث، قائلة: "على السلطات أن تبعث رسالة واضحة بأنها لن تسمح بمثل هذا العنف".
كما اعتبرت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان في بيان ما حدث "عملا وحشيا، بمثل وحشية ما تعرض له ضحايا الحرائق".

وبعد الكشف عن حقيقة وجود جمال في موقع الحريق، سارع أهالي منطقة تيزي وزو إلى نشر بيانات استنكار وتبرؤ من جريمة قتل الشاب، ودعوا إلى محاسبة الجناة، كما أكدوا بأن من قاموا بالجريمة "الأطراف نفسها التي تقف وراء جريمة حرائق الغابات بهدف إحداث فتنة بين الجزائريين".

وسارع والد الشاب الجزائري لغلق باب الفتنة بين المنطقيتين قائلاً: "أبناء منطقة القبائل إخوتنا ونحن لا نبحث عن إثارة الفتنة"، وأضاف أن "ابنه شهيد وبطل تفخر به مدينته".
واستطرد: والد جمال بن سماعيل، في تصريح لقنوات محلية متوجها لأبناء مدينته "كونوا فخورين بابن مدينتكم لأنه بطل"، مشبها إياه بشهيد الثورة الجزائرية الشهير علي لابوانت.

كما تم تداول تسجيل صوتي قيل إنه لوالدة جمال تبكيه بحرقة، قائلة "يالله أنت هديتهولي وأنا هديتهولك".

تاريخ الخبر: 2021-08-13 16:26:32
المصدر: مصراوى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 51%

آخر الأخبار حول العالم

رئيس نيجيريا يصل إلى الرياض - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-27 03:23:49
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية