الانطفاء الوظيفي ورسالة التعليم


فلذات أكبادنا يعودون إلى مدارسهم وجامعاتهم بثقة كبيرة بربهم وقدرته سبحانه وتعالى، والأمل يحدوهم بأن تكون العودة أفضل ويتموا مسيرتهم العلمية باستعداد نفسي كبير وأذهان متجددة ومشاعر فياضة وحب كبير لمدارسهم ومعلميهم وزملائهم.

عادوا ولله الحمد للعلم والتفكير المتميز والإبداع، لما لا ومعلموهم ومعلماتهم قمة في الأداء مدركين المسؤولية الملقاة على عواتقهم والأمانة، التي اؤتمنوا عليها لتأديتها بضمائر حية، مراقبين الله جلت قدرته في كل ما يقدمونه لأبنائهم الطلبة وبناتهم الطالبات.


عادوا نعم ولكن استعدادهم الفكري والذهني وقدرتهم على الاستيعاب والفهم تحتاج للتهيئة الذهنية.

ومع الشكر والتقدير للمعلمين والمعلمات أشير لنقاط مهمة اكتسبتها من خلال خبرتي الطويلة كتربوية، وأرجو من كل مَنْ يحمل رسالة التعليم تقبلها.

بداية جميع المعلمين والمعلمات يعرفون أن الاهتمام بالقاعدة المهمة في التعليم، هي تهيئة أذهان الطلبة والطالبات ليقبلوا على الدراسة باستثارة وتشويق وجذب وانتباه بطرق وأساليب تعليمية تربوية متنوعة مثيرة للجذب وتهيئة الذهن والتفكير يعرفها كل معلم ماهر ومعظم المعلمين والمعلمات للأمانة، خاصة الذين يحبون مهنتهم ويعملون بها من أجل حبهم للمهنة، التي يعشقونها لا من أجل الراتب، أرجو المعذرة.

توجد فئة عكسهم (هم قلة) الظروف أجبرتهم على التخصص في مهنة التعليم أو أنهم تعرضوا في فترة من فترات العمل للانطفاء المهني، الذي يؤثر تأثيراً سلبياً على أداء المعلم وسلوكه وشخصيته ولا يسلم منه الطالب ولا تحصيله أيضاً.

فالانطفاء الوظيفي لا يصيب المعلم فقط، بل يصيب كل موظف في كل مهنة وفي كل القطاعات للأسف.

ولأن الانطفاء الوظيفي عملية مستمرة وما زالت قائمة على أرض الواقع، ولأنها استنزاف لطاقة المعلم، وإحساسه بفقدان ما لديه من استعداد عملي نتيجة لهذا الانطفاء قد يكون ليس بالمستوى الأفضل المطلوب منه.

هناك بالطبع أسباب كثيرة قد تكون استنفدت كل طاقاته ومصادر قوته فوصل لأقصى درجات الإرهاق النفسي والجسدي.

مثلاً مشاكل الحياة العائلية وضغوطها، التي لا تنتهي أو ربما الضغوط في مكان العمل من المسؤول مثلاً وربما.. وربما لا يهم، من الممكن التغلب عليها بالإرادة القوية والعزيمة والسير بأقدام ثابتة للعودة للتميز والمثالية كما كانت مع ثقتها ثقة كاملة بربها أولاً وأخيراً ثم بقدرتها وثقتها بنفسها.

أتمنى على كل معلم ومعلمة أن يكونوا رساليين بدافع ذاتي داخلي مؤمنين بأن التعليم رسالة وعبادة، يجب أن تؤدى بأمانة وإخلاص، رسالة لا تنقطع بانقطاع العمل، لا بالتقاعد، أو بالنقل، لا ينتظرون شكراً من أحد لوجه الله تعالى، رسالتهم ممتدة ما بقوا أحياء وحتى بعد موتهم.

فلا ينتهي عملهم ومسؤولياتهم بانتهاء اليوم الدراسي داخل المدرسة، بل يتعداه لخارجها وإلى أبعد مدى، مسؤولون بكل ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ سامية يحملون على عاتقهم مسؤولية مجتمع وأمة ووطن.

aneesa_makki@hotmail.com
تاريخ الخبر: 2021-09-04 01:38:57
المصدر: اليوم - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 48%
الأهمية: 68%

آخر الأخبار حول العالم

لجنة الانضباط بالرابطة الفرنسية توقف بنصغير لثلاث مباريات

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-26 18:25:49
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 57%

لجنة الانضباط بالرابطة الفرنسية توقف بنصغير لثلاث مباريات

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-26 18:25:43
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 58%

طلبة الطب يعلقون كل الخطوات الاحتجاجية تفاعلا مع دعوات الحوار

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-26 18:25:52
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 66%

طلبة الطب يعلقون كل الخطوات الاحتجاجية تفاعلا مع دعوات الحوار

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-26 18:25:59
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 50%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية