شكك السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام بجدية حملة الرئيس جو بايدن لمواجهة تنظيم "داعش - خرسان" ملمحاً إلى إمكانية عودة الولايات المتحدة إلى أفغانستان بسبب التهديد الذي ستشكّله أفغانستان على مصالح الولايات المتحدة مستقبلاً. وقال غراهام إن الهجمات بالطائرات دون طيار على مواقع تنظيم داعش الإرهابي لا تكفي لوضع التنظيم المتطرّف تحت السيطرة، كما أعرب عن تشكيكه بوعود طالبان بأنها لن تسمح للقاعدة وداعش بالتمدد في أفغانستان.

وقال غراهام في حوار أجراه مع شبكة "بي بي سي البريطانية" إن طالبان "ستوفر ملاذًا آمنًا للقاعدة التي لديها طموحات لطرد الولايات المتحدة من الشرق الأوسط وجنوب آسيا، ومقاتلة كل أثر أميركي في تلك المنطقة." مضيفاً "سنعود بقوة إلى العراق وسورية، ومثلها سنعود إلى أفغانستان عاجلاً أم آجلاً فالخيار هو بين ترك التهديد يتفاقم ويستهدفنا أو ضربهم قبل أن يهاجموننا".

وعلى الرّغم من تأييد غالبية الشعب الأميركي لقرار الانسحاب النهائي من أفغانستان، أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن 69 % من الأميركيين يعتقدون أن الولايات المتحدة فشلت في تنفيذ انسحاب آمن ومنظّم.

الانسحاب يفسد

أهم وعود بايدن

يزداد تفاؤل الجمهوريين في الكونغرس بفرصهم في الفوز بانتخابات التجديد النصفي التي تجرى في خريف عام 2022، خاصة بعد أن أجّل الانسحاب من أفغانستان تمرير حزمة الإنفاق والبنية التحتية التي تعتبر جوهر أجندة بايدن الاقتصادية والتشريعية.

ومن المقرر أن يقوم أعضاء الكونغرس باستجواب وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن حول الانسحاب من أفغانستان بعد عودة أعضاء الكونغرس إلى العمل الأسبوع القادم.

وقد يؤخّر استجواب أنتوني بلينكن في الكونغرس عملية تمرير الحزمة الاقتصادية التي يرغب الحزب الديموقراطي بانتزاع موافقة مجلس النواب عليها لتجنب إغلاق حكومي طويل إذا لم تمر خطة التمويل الحكومي.

وقاد الانسحاب من أفغانستان الحزب الديموقراطي إلى خسارة فئات أساسية ساعدت الديموقراطيين على الفوز في انتخابات 2020 مثل الجنود الأميركيين والمحاربين القدامى، حيث أعلنت تانيا برادشير، رئيسة أركان شؤون المحاربين القدامى في الجيش الأميركي أن الانسحاب بالشكل الذي جرى فيه له تبعات مدمّر على قدامى المحاربين وأفراد الخدمة العسكرية الأميركية وآلاف المترجمين والمتعاقدين مع الجيش الأميركي، حيث يشعر 70 ألف جندي أميركي حاربوا في أفغانستان بهزيمة معنوية كبرى بسبب الانسحاب الذي فرّط بمكتسبات 20 عاما.

وبحسب إعلان تانيا برادشير، فإن المئات من جنود الخدمة الأميركيين يعانون من نوبات خوف واضطراب وغضب، فيما يعتقد العشرات منهم أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر ستقع مرة أخرى.

يفترض أن تسعى طالبان الأربعاء إلى إقناع الأفغان الذين يتظاهرون في المدن الكبرى بنواياها الحسنة، بعد إعلان حكومة موقتة مكونة حصرا من أعضاء في الحركة المتطرفة ولا تضم نساءً، وهو ما يتناقض مع وعودها بالانفتاح.

وبعد عودتها إلى السلطة منتصف أغسطس، بعد عقدين من فرض حكم قاس وقمعي في أفغانستان بين عامي 1996 و2001، أعلنت حركة طالبان "الثلاثاء" تشكيل حكومة غير "شاملة" إطلاقا، خلافا لما وعدت به في البداية.

وجميع أعضاء هذه الحكومة التي يترأسها محمد حسن أخوند، المستشار السياسي السابق لمؤسس الحركة الملا محمد عمر الذي توفي في 2013، هم من طالبان وينتمون إلى إتنية البشتون، مع استثناءات نادرة جدا.

وتضم هذه الحكومة كذلك العديد من الذين كان لبعضهم تأثير كبير في نظام طالبان خلال التسعينات ومدرجين على لوائح عقوبات الأمم المتحدة. وكان أربعة منهم معتقلين في سجن غوانتانامو بحسب بيل روغيو، رئيس تحرير "لونغ وور جورنال" وهو موقع أميركي مخصص للحرب على الإرهاب.

وأصبح عبدالغني برادر، المؤسس المشارك للحركة نائبا لرئيس الوزراء، والملا يعقوب نجل الملا عمر وزيرا للدفاع.

وأسندت حقيبة الداخلية إلى سراج الدين حقاني زعيم شبكة حقاني التي صنّفتها واشنطن بأنها إرهابية والمقربة تاريخيا من تنظيم القاعدة. وخلال إعلانه التشكلية الحكومية، أكد الناطق باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد أنها "ليست كاملة" وأن الحركة ستحاول لاحقا ضم "أشخاص من أجزاء أخرى من البلاد".