قال المحلل السياسي التونسي باسل ترجمان، إن الرئيس قيس سعيد، حدد خلال إعلانه تكليف نجلاء بودن بتشكيل الحكومة، مهامها بمكافحة الفساد ومحاربته، وهذا أمر يحتاج الكثير من الجهد بسبب تغلغل الفساد في كل مؤسسات الدولة، ووجود شبكة تحالفات بين بعض الأحزاب ولوبيات الفساد في البلاد.

وأضاف «ترجمان» لـ«الدستور»، أن الملفات الاقتصادية والاجتماعية ستكون الشغل الشاغل للحكومة الجديدة التي ستكون حكومة مصغرة تعمل على مواجهة التحديات التي تواجه البلاد. 

وأوضح أن استهداف الفساد ليس موجها ضد طرف بعينه، ولكن كل من شارك فيه سيكون مستهدفا، وتحت طائلة القانون، دون تشفي ودون تصفية حسابات مع أي فصيل سياسي.

وأشار إلى أن التحدي الأكبر الذي تواجهه الحكومة الجديدة هو تفكيك منظومة الفساد، وإعادة جذب الاستثمارات، وخلق مناخ اقتصادي سليم، لافتا إلى أن مشكلة البطالة وتشغيل الشباب وتمكين المواطنين من التمتع بالحق في العمل والسكن والحياة الكريمة ملفات يجب توحيد الجهود للتعامل معها.

ويترقب الشارع التونسي حلولا سريعة للأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي خلفتها 10 سنوات من حكم حركة النهضة الإخوانية وسيطرتها على مفاصل الدولة، خصوصا بعد تكليف رئيسة الحكومة الجديدة نجلاء بودن رمضان، الأربعاء بتشكيل الحكومة، كأول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ البلاد.

مؤشر إيجابي

وتوالت ردود الفعل المرحبة بقرار تكليف «بودن»، حيث عبر الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سمير الشفي، عن ارتياح المنظمة «لتكليف شخصية بتشكيل حكومة، وهو ما يعدّ مؤشرا إيجابيا في حد ذاته».

ونقل موقع إذاعة «موازييك» التونسية عن «الشفي» قوله: «كما نسجل بارتياح تكليف رئيسة حكومة امرأة.. في ذلك رسالة قوية جدا للمرأة التونسية في أن تتحمل مسؤولية على رأس الدولة».

وأضاف: «من المهم اليوم أن تتوفر في رئيسة الحكومة الكفاءة والقدرة على التجميع، وأن تكون لها رؤية وبرنامج اقتصادي واجتماعي للقضايا الشائكة، وعلى ضوء ذلك سنحدد موقفنا من هذا التكليف».

كما شدد على أمل الاتحاد التونسي للشغل في أن تكون رئيس الحكومة المكلّفة «شخصية لها القدرة على صياغة تشاركية لبرنامج إنقاذ لهذه المرحلة الصعبة. وعلى تنفيذ الاتفاقات المبرمة».

رسالة للداخل والخارج

من ناحيتها، قالت رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية راضية الجريبي، إنها سعيدة جدا بتكليف رئيس الجمهورية قيس سعيد للسيدة نجلاء بودن لتشكيل الحكومة.

واعتبرت «الجريبي» قرار «سعيد» رسالة للداخل والخارج أن هناك إرادة سياسية تؤمن بقدرات المرأة وكفاءتها، وأن لدينا قيادات تؤمن بالمساواة التامة بين المرأة والرجل، وإن مكتسبات النساء وخاصة مجلة الأحوال الشخصية خط أحمر.

وفي تصريحات نشرتها صحيفة «الشروق» التونسية، أضافت رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة: «مرة أخرى، تونس تضرب المثل في مجال إشراك المرأة في مواقع القرار، ونأمل أن تراعي رئيسة الوزراء مبدأ التناصف في تشكيل حكومتها».