قضت محكمة روسية الاثنين بحظر جماعة "موسكويي غوسودارستفو" المتطرفة، التي ذاع صيتها في وسائل التواصل الاجتماعي بالبلاد، لآرائها العنصرية المتحيزة ضد المرأة ونشر خطاب الكراهية إزاءها.

"موسكويي غوسودارستفو"، أو "دولة الرجال" بالعربية، إحدى الجماعات اليمينية المتطرّفة الروسية، التي تجمع بين الشعور القومي الشوفيني والتمجيد للذكورية. منذ تأسيسها سنة 2016 كانت عرضة لملاحقات داخلية في موسكو التي تعتبرها تهدّد النظام الدستوري.

محاكمة "دولة الرجال"

وحكمت المحكمة الإقليمية في نيجني نوفغورود، شرق العاصمة موسكو، بحظر جماعة "موسكويي غوسودارستفو" (دولة الرجال)، باعتبارها جماعة متطرفة، مما سيعرّض أعضاءها لاتهامات جنائية إذا ما واصلوا نشاطاتهم.

فيما ترافع محامو الجماعة بأن حملات التشهير والتحريض التي تقودها على وسائل التواصل الاجتماعي ليست عنصرية، بل تتماشى مع القانون الذي أقرته روسيا بمنع الحملات الإشهارية المدافعة عن حقوق المثليين والأقليات الجنسية. غير أن المحكمة استندت في قرارها الأخير إلى تقارير "مركز مكافحة التطرف" الروسي، الذي يصف الجماعة بأنها تسعى لإقامة نظام ذكوري متطرف يضطهد النساء.

وفي سنة 2018، واجه مؤسس جماعة "دولة الرجال" فلاديسلاف بوزدنياكوف، حكماً قضائياً بالسجن لمدة سنتين بتهمة التطرف، بعد أن تابعته النيابة العامة الروسية على خلفية "أنشطة مهينة للمرأة"، فر منها بوزدنياكوف إلى بولندا حيث يقيم الآن ويدير أنشطة جماعته. وسنة 2019 أدانت محكمة خاباروفسك أربعة من أعضاء الجماعة بتهمة التطرف.

من التطرف القومي إلى كراهية النساء!

أسّس فلاديسلاف بوزدنياكوف جماعة "دولة الرجال" سنة 2016، محدداً آيديولوجيتها بأنها "قومية باترياركية" تهدف إلى السيادة الذكورية القومية ومناهضة أشكال الدفاع عن حقوق المرأة كافةً، وتعادي الأقليات الجنسية والملونين. وتتركز أنشطة الجماعة في شنّ حملات تنمُّر ضد النساء والتحريض على العنف ضد نشطاء حقوق المرأة والمثليين الجنسيين. وحسب محامي الجماعة فإن تلك الأنشطة تهدف إلى "دعم قيم الأسرة الروسية والعيش الصحي للأطفال والعائلات، وبالتالي هم يدعون إلى أسلوب حياة صحي".

ومن بين أشهر ما فعلته الجماعة إطلاقها حملة إهانة وتشهير في حقّ الروسيات اللاتي تواصلن مع الجماهير الأجنبية التي أتت لمناصرة منتخباتها خلال كأس العالم التي احتضنتها البلاد سنة 2018. وفي مارس/آذار 2021 شنّت الجماعة هجوماً إلكترونياً على ناشطات نسويات، منهن زوجة السياسي المعتقل ألكسيس نافالني، تظاهرن من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين. تقول إحداهن: "لقد بدؤوا أولاً بالتحذير ونشر بياناتي الخاصة، تلا ذلك آلاف الرسائل من أتباع الجماعة تتضمن الإهانة والتشهير والتهديد بالقتل".

يكشف مقال لمجلة "الإيكونوميست" أنه عندما ينجح أفراد الجماعة في التشهير بإحدى ضحياهم، يسعون إلى نشر معلوماتها الخاصة، أرقام هواتفها وعناوين سكنها. وينقل عن المخرجة الروسية آنا كوزمينيخ، التي سبق أن تعرضت لهجوم من أتباع "دولة الرجال"، أن أقسى لحظات الرعب التي عاشتها عندما بعثوا إليها بصورة شقيقتها الطفلة، في إشارة إلى تهديدهم بإيذائها.

ويرتكز نشاط جماعة "دولة الرجال" بالأساس على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً موقع "فكونتاكتي" الروسي واسع الانتشار، وعلى تطبيق المراسلات تيليغرام. فيما حظر موقع "فوكونتاكتي" صفحة الجماعة العام الماضي نظراً إلى محتواها "المحرّض على العنف" حسب ما أوردته وسائل إعلام روسية.

TRT عربي