نحب وطننا ولا نكره فيسبوك


بعدما قدمت استقالتها وفي أيامها الأخيرة في الشركة دخلت فرانسيس هوجن الموظفة السابقة في فيسبوك لآخر مرة إلى حسابها على شبكة فيسبوك الداخلية للتواصل بين الموظفين، وكتبت رسالة قصيرة وعميقة: «أنا لا أكره فيسبوك.. أنا أحب فيسبوك، وأرغب في إنقاذه». لاحقا وبعدها بأشهر تصدرت تصريحات هوجن وصورها وسائل الإعلام حول العالم حين سربت عشرات الآلاف من وثائق الأبحاث والتقارير السرية لفيسبوك التي تكشف هوس الشركة الأمريكية بالربح والمصالح الاقتصادية والسياسية على حساب الضرر الكبير الذي تلحقه بالمجتمعات من تفرقة سياسية وعنف وكراهية فضلا عن المعلومات المضللة. هذه الحقائق تعكس أن المنصات الرقمية لشركات التقنية الأمريكية العملاقة ليست مجرد وسائل للتواصل الاجتماعي والتسويق بل هي مشروع أكبر بكثير. في العام 2009 وفي عز انطلاقة فيبسوك وتويتر، كنت أدرس ماجستير الإعلام والاتصال في بريطانيا حينما طلب منا الأستاذ أن نكتب بحثا عن تأثير مواقع التواصل في إشاعة الديموقراطية بالمجتمعات، تحمست للواجب واستشهدت بالتأثير الإيجابي لتويتر على الثورة الخضراء في إيران التي اعتمدت على تويتر عقب فوز أحمدي نجاد في ذات العام. نلت درجة مرتفعة على الواجب، لكن الحقائق التي تتكشف عاما بعد آخر لعل منها ما أفرزته ثورات ما يعرف بالربيع العربي، كانت دائما تؤكد أن هذه المنصات الأجنبية لها أجندات مشبوهة.

هوجن توضح الأمر بشكل أدق في حديثها ولبرنامج «60 دقيقة» على قناة CBS مطلع أكتوبر الجاري، تقول: «لدينا أدلة من مجموعة متنوعة من المصادر على أن خطاب الكراهية والخطاب السياسي المثير للانقسامات والتفرقة والمعلومات المضللة على فيسبوك وعائلة التطبيقات تؤثر على المجتمعات في جميع أنحاء العالم».


قصة مديرة المنتجات في فيسبوك هوجن التي روتها لـ CBS ولصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية تثبت بالوثائق أن فيسبوك تعلم يقينا أن حجم الدمار الذي تلحقه سياسات المنصة الرقمية الاجتماعية بالمجتمعات كبير، لكن تضارب المصالح مع الربح والمال والأجندات السياسية أكبر وأهم بالنسبة لها.

نحن لا نكره مواقع التواصل، لكننا نحب وطننا ومجتمعنا أكثر، ويتوجب علينا حمايتهما بسن التشريعات والضرائب لمحاصرة الدور المتعاظم لشركات التقنية الأجنبية وتصحيح فوضى المحتوى الإعلامي والاحتكار الضار.

woahmed1@
تاريخ الخبر: 2021-10-20 02:40:35
المصدر: اليوم - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 47%
الأهمية: 63%

آخر الأخبار حول العالم

رئيس نيجيريا يصل إلى الرياض - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-27 03:23:49
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية