أربكت تحالفات جديدة في ليبيا بين الشرق والغرب حسابات رئيس الحكومة الليبية عبدالحميد الدبيبة وداعميه، وفي مؤشر لعدم استعداده للتخلي عن السلطة، بدأ الدبيبة بتكوين تحالفات عسكرية في مشهد قد يكرر تجربة الصراع المسلح على السلطة.
حالة الاستقطاب التي سادت البلاد منذ فتح أبواب الترشح للانتخابات أثارت المخاوف من عودة سيناريو الصدام بين شرق ليبيا وغربها.
إلا أن ما يحدث في الأيام الأخيرة من تغييرات على خارطة التحالفات السياسية من جهة والميليشيات العسكرية على الأرض من جهة أخرى ينذر بما هو أخطر من انقسام بين شرق وغرب، وقد يشعل ساحة الغرب الليبي داخليا وتحديدا بين طرابلس ومصراتة.
وتعيش العاصمة حالة استنفار منذ أيام، فرئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة أمامه أيام معدودة في منصبه بموجب خريطة الفترة الانتقالية.
لكن المؤشرات تشير إلى أنه لن يتنازل بسهولة خاصة بعد أن شكل قوة عسكرية تحت مسمى "القوة الضاربة " تضم أبرز ميليشيات طرابلس المنضوية تحت وزارة الدفاع مثل قوات الردع الخاصة واللواء 444 وقوات رحبة الدروع وكتيبة النواصي إضافة إلى ميليشيا فرسان الجنزور والكتيبة 301 .
وتتمركز هذه الميليشيات في معسكر 7 أبريل وتسيطر على منطقتي صلاح الدين وبن غشير استعداداً للسيطرة على المقار الرسمية بالعاصمة طرابلس.
على الجانب الآخر من الغرب الليبي نجد ميليشيات مصراتة مثل ميليشيات لواء الحلبوص والصمود وحطين وكتيبة المرسي، هذه الميليشيات ترى أنها الأقوى حيث تتميز بالتفوق العددي والنوعي وبالتسليح، والأهم أنها تدين بالولاء لفتحي باشاغا الذي يمكن القول أنه كان ممثل الغرب في اجتماع بنغازي مع خليفة حفتر الذي غاب عنه الدبيبة، ما قد يشعل شرارة الصراع داخل الغرب الليبي كما حدث في العام 2020.
فسيناريو صراع الأجنحة الداخلي بين فايز السراج وفتحي باشاغا ليس ببعيد وقد يتكرر بين السراج والدبيبة، خاصة وأن الخلافات بينهما لا تخفى على أحد .
فبعد فشل اجتماعات ملتقى الحوار السياسي في يوليو الماضي في التوصل إلى قاعدة قانونية ودستورية للانتخابات حذر باشاغا الدبيبة علانية مؤكدا حينذاك أن عمر حكومته سينتهي في الثالث والعشرين من ديسمبر بحلول الساعة 12 وأنها ملزمة بإنجاح الانتخابات وإلا ستدخل البلاد في فوضى.
وهدد حينها باستخدام "قوة السلاح" لمنع الفوضى، والآن وبعد الإخفاق فعليا في إجراء الانتخابات فالخوف أن تتحول الحرب الكلامية إلى مواجهة فعلية.
