سؤال تُجيبه تجربة البلادِ التي لطالما شهدت نزاعاتٍ على السلطة وانتهت بسيناريو واحد.. حكومةِ أمرٍ واقع .
فمنذ الإطاحةِ بنظام معمر القذافي، دخل الفرقاءُ الليبيون في معتركِ البحثِ عن رئيسٍ جديدٍ وسلطةٍ جديدة، ظهرت معها الخلافاتُ والانقساماتُ بين الشرقِ والغرب.
عامَ ألفين وأربعةَ عشر شكل المؤتمرُ الوطنيُّ العام حكومةَ الإنقاذِ الوطني برئاسةِ خليفة الغويل، ورفضت التسليمَ لحكومتين. الأولى هي الوفاق برئاسةِ فائز السراج والتي تشكلت بموجبِ اتفاقِ الصخيرات وانتزعت سلطاتِها من الغويل بعد مواجهاتٍ عسكرية لم يعترف بها البرلمان ومنح ثقتَه لحكومةٍ مؤقتة برئاسةِ عبدالله الثني استمرت المناكفاتُ حتى نجحت الأممُ المتحدة بصياغةِ اتفاقٍ جديد من خلالِ ملتقى الحوار،وأفضى إلى تشكيلِ حكومةِ الوحدةِ الوطنية برئاسةِ عبد الحميد الدبيبة التي من المفترض أن تُنهيَّ ولايتَها بالانتخاباتِ الرئاسية " وهذا يبدو مؤجلا حتى الآن" .
وهنا نقف مجددا أمام سيناريو حكومةِ الأمرِ الواقع البرلمانُ أصدر بيانا طالب فيه بتشكيلِ حكومةٍ جديدة للمرحلةِ المقبلة وخارطةٍ سياسيةٍ جديدة، فيما تشير المعطياتُ على الأرضِ إلى أن الدبيبة يرفض الرحيل.
ولنجاح ذلك بدأ الدبيبة باستمالةِ داعمين جددٍ له شكّل قوةً عسكريةً تحت مسمى "القوة الضاربة " تضم ميليشياتٍ عدة بمسمياتٍ رسمية هدفُها حمايةُ نفوذِه وحلفاءُ الأمس تحولوا إلى المعسكرِ الآخر نحو طرابلس.
والحديثُ أصبح علنيا عن ضرورةِ رحيلِ حكومةِ الدبيبة وتشكيلِ أخرى من قبلِ البرلمان، وسط مخاوفَ من عودةِ النزاع ِ القديم ِ على السلطة والانتظارِ طويلا لانتخابِ أولِ رئيسٍ للبلاد.