مرة أخرى وتحور جديد "لكورونا" مع "أوميكرون" الذى وصل اليوم لعشرات الدول في العالم، ويصنف أنه الأسرع انتشارا وليس الأخطر، وأصبحت التحورات سمة غالبة في انتشار فايروس "كورونا" ولعل أوروبا هي الأكثر تضررا والولايات المتحدة، وهي دول لا تفرض اللقاحات على سكانها، ولا تتشدد في معظمها حول أهمية أخذ اللقاحات في دخول الأماكن المزدحمة، وقد رأيت وعايشت ذلك في بريطانيا قبل أيام، فلا أحد يسأل هل أخذت اللقاح، وبدون كمامات في الأماكن المغلقة، وبدأ التشدد بالكمامات بعد ظهور "أوميكرون"، والحصيلة في أوروبا اليوم عشرات الآلاف من الإصابات والانتشار، هل نعود إلى نقطة الصفر والمربع الأول؟، الرئيس الأمريكي بايدن يشدد على "أن ظهور متحور جديد من فيروس كورونا لا يعتبر مدعاة للفزع والذعر، مستبعدا فرض إجراءات إغلاق مجددا في الولايات المتحدة"، هذا تصريح في 30 نوفمبر، وشدد مرة أخرى "إن الأوضاع تثير القلق حيال أوميكرون، لكنّه شدد على ضرورة "عدم الهلع"، مؤكدا أن الأوضاع حاليا مغايرة لما كانت عليه في مارس 2020.
الأثر الاقتصادي هو ثاني المتأثرين والمصابين بعد سلامة الإنسان أولا، ورأينا الأثر على البورصات، وبدء بعض الدول التشدد والإغلاق، رغم أنها لم تعد لمستويات مارس 2020 والتصور أنها لن تعود بنفس الحالة والحجم، فالعالم عانى كثيرا من أزمة كورونا 2020، ولليوم ما زالت الآثار، ولعل الأصعب هنا هو عدم وضوح الرؤية إلى أين المسار ينتهي، ولكن العالم كسب خبرة ومعرفة بالفايروس، ولن تكون هناك مصاعب كما كانت البدايات، وهذا ما يتضح من تصريحات قوة الانتشار صحيحة، ولكن ليس أكثر ضررا من "دلتا" وهذا ما يعزز بوادر انحسار أسرع من السابق، ولكن المسؤولية تقع على دول لم تفرض بشدة اللقاحات كأوروبا وأمريكا وبعض الدول، ونلحظ الفارق كمثال بالمملكة خاصة من ضبط عال وانحسار شديد وتعاف كبير وسيطرة مميزة على الوباء، وهذا ما عزز استمرار الحياة وعدم الإغلاق بخطط محكمة ومنظمة ومدروسة ولله الحمد.
العالم سيواجه موجات تعثر اقتصادية بسبب التحور الجديد، ولكن سيستمر بالتحسن والتعافي الأسرع، وهذا ما يعزز الثقة والنمو الاقتصادي على مستوى العالم، فالعالم اليوم ليس كعالم مارس 2020.
* نقلا عن "الرياض"
