تصعيد يستبق استعداداته للمعارك التي قد يخوضها في الفترات المقبلة للدفاع عن حقوق العمال بصفة خاصة وحقوق الشعب بصفة عامة، وقد أكد الاتحاد في مناسبات عديدة كان آخرها يوم أمس أنه جاهز لمعركة كسر العظام مهما كانت التكاليف، حيث شدد نور الدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل خلال إشرافه على افتتاح مؤتمر المكتب الوطني للمرأة العاملة أمس على أن الاتحاد لن يسكت ولن يخون الوطن ولن يخون العمال ولن يوافق على تمرير قرارات جاهزة دون التشاور فيها وذلك ردا على المقترحات المقدمة بتجميد الأجور لمدة خمس سنوات والتقليص في كتلة الأجور.
تحذيرات متواصلة وجهها الأمين العام للمنظمة الشغيلة إلى رئاستي الجمهورية والحكومة ورفع لاءات عديدة ضدّ قرارات الحكومة للإنقاذ والإصلاح إلى جانب رفض المنشور عدد 20 الذي يحدد شروط وضوابط التفاوض مع النقابات ، وحسب الطبوبي ستكون لهذا المنشور تداعيات خطيرة على المناخ الاجتماعي، وحمّل الحكومة مسؤولية غلق باب الحوار مع الاتحاد، هذا وحذر الطبوبي من انفجار اجتماعي خطير بسبب حالة الاحتقان التي تعيشها البلاد حاليا، مشيرا إلى أن هذا الانفجار ستكون له انعكاسات سلبية على المسار وعلى الدولة .
تونس أصبحت «تتسول» اليوم
أكد نور الدين الطبوبي أن ما يميز الاتحاد أن له نباهة وقدرة على الإستباقية ومن يسير في الطريق الصحيح سيكون الاتحاد في صفه، مشيرا إلى أن تونس أصبحت اليوم «تتسول» بعد أن كانت صورتها مشرفة وكانت حديث كل المحافل الدولية، متسائلا عن السبب الذي أوصل البلاد إلى هذه الحالة؟ قائلا «لا نجد إلا نفس الخطاب السياسي المتكلس ونفس التفكير المقيت، القرارات الموجعة والاتحاد العام التونسي للشغل هو سبب البلية وكذلك كتلة الأجور..أي كتلة أجور يتحدثون عنها علما أن أضعف كتلة أجور موجودة اليوم في تونس ومن يستطيع العيش اليوم أمام تدهور المقدرة الشرائية؟.. ويتحدثون عن تجميد الأجور 5 سنوات والتقليص في كتلة الأجور..الله الله ..لن نخون الوطن ولن نخون عمالنا ولن نخون كلفنا ذلك ما كلفنا وما أقوله ليس شعارات بل قناعة رغم الهرسلة التي يتعرض لها الاتحاد من كل حدب وصوب وهذا لن ينقص أي شيء وسيبقى الاتحاد ثابتا في مواقفه ومبادئه...لن نخون من ائتمننا على مصالحه وخياراته...كلفنا ذلك ما كلفنا..ومهما كانت التكاليف لو أرادوها معركة تقدم وازدهار وبناء سنكون في المقدمة وإذا أرادوها معركة كسر عظام نحن جاهزون لها ولا خيار آخر لنا وكفى غوغائية».
خيانة عظمى
وتابع الطبوبي قوله «الاتحاد كالشجرة المثمرة الجميع يرميها بالحجارة..والحال أنه كان من الأجدر استغلال هذا المكسب «الاتحاد» للعمل معا. الى متى سيتواصل هذا الوضع؟ 10 سنوات عاشت فيها البلاد على نفس الخطابات والشعارات والمعارك السياسية.. شباب اليوم التجأ إلى قوارب الموت ومنحة العائلات المعوزة لا تتجاوز 180 دينار والأجر الأدنى المضمون لا يتعدى 400 دينار..الاتحاد لن يسكت على ذلك وليس من السهل أن يمضي على قرارات فيها ضرب لحقوق الناس وهذه يسمى خيانة عظمى والاتحاد لا يوجد فيه خونة بل يوجد فيه الصادقون والقرارات تؤخذ صلب هياكله المؤسساتية..البلاد باتت في مفترق الطرق.. الاتحاد لن تؤثر فيه الماكينة الفايسبوكية ورأسماله أخلاقه النقابية التي تربى عليها والمسؤولية أخلاق قبل كل شيء ومن ليست له أخلاق لا يمكنه قيادة البلاد».
هيئة إدارية وطنية في الأسبوع القادم
وأضاف الطبوبي أن موقف الاتحاد من قرارات 25 جويلية قد عبر عنه بوضوح في اليوم الموالي وشدد على أنه لن يكون إلا إلى جانب الشعب الذي نفذ صبره خاصة بعد جائحة الكورونا، ولكنه أكد في ذات اليوم أنه لن يعطي صكا على بياض لأي إن كان ولن يقبل أن يسير في المجهول وهو يطالب بتوضيح الرؤية والخيارات والمضامين، وذكر بموقف الاتحاد الرافض للبناء القاعدي، قائلا «البناء القاعدي لا سبيل إليه لأن الأحزاب السياسية ليست كلها سيئة، فهي التي تبني وتنمي الحياة السياسية والصندوق هو الذي يقوم بالفرز، والاتحاد له رؤيته في النظام السياسي وهي جاهزة وسيتولى تقديمها إلى الهيئة الإدارية الوطنية التي ستنعقد الأسبوع القادم إلى جانب رؤيته في القانون الانتخابي ورؤيته السياسية والاجتماعية إضافة إلى لوائح المؤتمر القادم للاتحاد أيام 16 و17 و18 فيفري 2022 في صفاقس..الاتحاد قوة خير وقوة إعداد ملفات وهو ما يعتز به وهذا الذي آثار قلق البعض..الاتحاد دائما يبدع ويقدم البدائل والحلول..أية قيادة سيفرزها المؤتمر سنة 2022 يجب أن تأخذ في أولوياتها المنظومة التربوية وتحسين الأجور.»
