نحن في السعودية كان لدينا (إكسبو محلي) اسمه (مهرجان الجنادرية) وهناك وجه شبه بين الجنادرية المحلية و EXPO العالمي فمن اعتاد على زيارة مهرجان الجنادرية كل عام كان يجد نفسه يتنقل بين مدن المملكة ويستمتع بمشاهدة كل التفاصيل (المتعوب) عليها في جناح كل منطقة دون أن يغادر العاصمة الحبيبة القلب النابض ولن ينسى الذكريات الجميلة التي ترسخت عبر سنوات المهرجان ومن زار معرض EXPO بدبي أو سبق أن زاره في إحدى الدول التي قامت بتنظيمه يستطيع التنقل بين عشرات الدول ويكتشف ثقافات وصناعات ومنتجات وطقوس وعادات كل دولة من خلال الـ EXPO فمهرجان الجنادرية (إكسبو) محلي إن صح التعبير كونه يحمل نفس الفكرة.
وما شهدته بلادنا من قفزات تاريخية في السنوات الأخيرة وما حققته من نجاحات في تنظيم وإدارة المناسبات الدولية سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو رياضية وغيرها من الفعاليات لدليل على ثقة المجتمع الدولي في المملكة من جانب وفي إمكاناتنا في الإدارة والتنظيم من جانب آخر.
عن نفسي بعد مشاهدتي لمعرض المملكة في EXPO بدبي وكيف كان الإقبال من قبل الأجانب أحسست أن لديهم نوعا من الشغف لاكتشاف (السعودية) ولسان حالهم يقول نريد زيارة المملكة التي تكونت لديهم صور قاتمة ومغلوطة رسمها أعداؤنا لجعلها غير جاذبة للسياحة، وبناء عليه الكرة في ملعبنا للاحتراف السياحي لاستقبال السياح من شتى بلدان العالم ليشاهدوا السعودية على حقيقتها وهذا كفيل بتغيير الصور السلبية والتي للأسف أصبحت عند البعض في العالم الغربي شبه نمطية، فلدينا تنوع جغرافي ثقافي فنون فلكلور بل حتى أكلاتنا الشعبية سوف يصبح لها شعبية وصدى عالمي وغيرها، وكل هذه عوامل جذب تنقصها احترافية سياحية ومن هذا المنطلق اقترح إعادة مهرجان الجنادرية كل ثلاث أو خمس سنوات وليس سنويا كما كان في الماضي بحيث يرافق كل منطقة ركن خاص بنقل السياح إلى كل منطقة يرغبون في زيارتها بعد مشاهدة المحاكاة simulations في جناحها وكأن المهرجان معرض مصغر للواقع المعزز augmented reality كمحفز لنقل صيوفنا السياح إلى بقية المناطق والمحافظات.
كلنا شوق إلى ذلك التاريخ الذي ارتبط برؤية وطن وطموح قائد الاستضافة EXPO عام ٢٠٣٠ وهذا التاريخ له قيمة ومعنى عند كل مواطن كما ذكر ولي العهد حفظه الله بأن التوقيت الذي حددته بلاده لاستضافة معرض إكسبو يتزامن «مع عام نحتفل فيه بتتويج جهودنا الرامية إلى تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030».
ولكم أن تتخيلوا في عام ٢٠٣٠ بوجود EXPO العالمي والجنادرية المحلية في العاصمة الرياض عاصمة السياسة والاقتصاد والثقافة حينها سنكون مثل من يتنقل داخل الفؤاد (الجنادرية) وخارجه (EXPO) وكيف سيكون الأثر على زوار المملكة بعد التنقل بين المحلي والعالمي.. ولا أنسى أن أختم المقال بشكر لوزارة الحرس الوطني التي اتحفت المواطنين على مدى ٣٣ عاما بمهرجان محلي بمواصفات عالمية في زمن شحت فيه المهرجانات..
Saleh_hunaitem@