2021 عام سيئ للبائعين على المكشوف .. عين السلطات عليهم


عانى البائعون على المكشوف سوء عام 2021، وفوق ذلك يواجهون الآن تحقيقا من قبل وزارة العدل الأمريكية. فعلى الرغم من دورها المهم في الأسواق المالية، إلا أن تكتيكات بعض صناديق التحوط التي تبيع على المكشوف ستخضع مرة أخرى للتدقيق.
ستنظر التحقيقات الجنائية في تقارير البحوث الصادرة عن البائعين على المكشوف، وما إذا كانوا قد استخدموا علاقاتهم لخفض أسعار الأسهم. لم ترد وزارة العدل على الفور على طلب للتعليق.
صغار المستثمرين على منصة ريديت، حيث تم التعبير عن كثير من العداء لصناديق التحوط خلال نوبة جنون جيم ستوب في وقت سابق من هذا العام، كانت استجابتهم مزيجا من البهجة والتشكيك في اتخاذ أي إجراء نتيجة للتحقيق. كتب أحد مستخدمي المنصة: "جيد.. لقد آن لبعض الرؤوس أن تتدحرج".
لطالما كان البيع على المكشوف، باعتباره أداة تشتهر بها صناديق التحوط للمراهنة على انخفاض سعر السهم، تكتيكا مثيرا للجدل. ينظر إليه النقاد أحيانا على أنه طريقة يقتات بها القائمون على هذه الصناديق على حساب الشركات والعاملين وخفض أسعار أسهم الشركات الجيدة ـ على الرغم من أن الأدلة الأكاديمية تقول عكس ذلك.
لكن توقيت تحقيق وزارة العدل مثير للسخرية بالنظر إلى أن البائعين على المكشوف، بدلا من تحقيق مكاسب ضخمة من تكتيكاتهم، كانوا يمرون في كثير من الحالات بفترة بائسة في الأعوام الأخيرة.
شراء الأسهم الميمية، مثل جيم ستوب، عن طريق ريديت في وقت سابق من هذا العام فاجأ بعض الصناديق، ولا سيما ميلفن كابيتال، الذي لا يزال سهمه منخفضا نحو 40 في المائة هذا العام.
في بيئة القروض ذات الفائدة المنخفضة للغاية، يمكن أن ترتفع الأسهم التي ليس لديها سوى قليل من الإيرادات إلى تقييمات ضخمة، بسبب الثقل الأكبر الممنوح للتدفقات النقدية المستقبلية المتوقعة. وقد جعلها ذلك أهدافا خطيرة لصناديق التحوط التي استغرق بعضها وقتا لإدراك الخطأ.
كتب كريسبين أودي، مؤسس أودي أسيت مانجمنت، في رسالة إلى المستثمرين اطلعت عليها "فاينانشيال تايمز": "كنت أجد نفسي غالبا أبيع أسهما باهظة الثمن ومكلفة للغاية على المكشوف. اتضح لي ببطء أن جميع عوائد الأسهم منخفضة. إنها منخفضة مقابل عوائد السندات".
مديرو الأموال الذين يراهنون ضد شركة تسلا، بمن فيهم مايكل بوري ـ من فيلم ذا بيج شورت الشهير ـ أصابهم اليأس، وأدركوا أنه سواء أكانت فرضيتهم صحيحة أم لا على المدى الطويل، فإن المراهنة ضد الأسهم مكلفة للغاية في المدى القصير. أشار بيتر سليب، كبير مديري الاستثمار في سفين إنفستمنت مانجمنت: "في البيئة الحالية للاستثمار بقيادة منصة ريديت من الخطير جدا بيع أي شيء له زخم على المكشوف".
تغلب البائعون على المكشوف على تراجع في شركة كلينوفيل الأسترالية للتكنولوجيا الحيوية، بعد أن اتخذت الشركة خطوة غير عادية في مواجهتهم. فقد تضمنت أساليب الشركة توجيه حديث هجومي إلى البائعين على المكشوف وتكليف محققين خاصين بفحص روابطهم المزعومة بمساهمي التجزئة الذين ينشرون على المنتديات عبر الإنترنت.
لكن في حين كانت هناك مشاكل، إلا أن تأثير البائعين على المكشوف في عالم الأسواق المالية والاستثمار الحقيقي لا يزال كبيرا. فقد اكتشف أكاديميون في كلية وارتون، وكلية بايز للأعمال، وكلية وارينجتون للأعمال في فلوريدا أخيرا، أن التقارير الصادرة عن البائعين على المكشوف، وكثير منها يكشف احتيال محاسبي أو سوء سلوك الشركة، أدت إلى متوسط انخفاض بنسبة 4 في المائة في سعر سهم الشركة المستهدفة في اليوم الذي ينشر فيه تقرير عن البيع على المكشوف. ووجد البحث أن هذا الانخفاض زاد إلى 24 في المائة خلال فترة تصل إلى ستة أشهر.
يميل البائعون على المكشوف إلى أن يكونوا متقدمين على المحللين في بنوك وول ستريت، الذين يتفاعلون مع نشر التقارير بخفض أسعار الشركات المستهدفة. كما انتهى الأمر بالشركات المستهدفة إلى خفض استثماراتها بمتوسط يبلغ 118 مليون دولار وخفض إصدارات أسهمها بمقدار 179 مليون دولار.
رهانات صناديق التحوط على الشركات المتضررة من الفضائح، مثل: وايركارد، حيث حققت الصناديق مليار يورو في أسبوع، وستاينهوف تؤكد على الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه في تحديد الشركات التي تعاني مشكلات.
قال ديفيد ميلر، المدير التنفيذي لشركة كيلتر شفيوت إنفسمنت مانجمنت: "إن فكرة أن البائعين على المكشوف ليس لديهم دور يلعبونه، لأنهم يدفعون الشركات الجيدة إلى الإفلاس ليست وجهة نظر أوافق عليها. تحتاج السوق التي تعمل بشكل جيد إلى السيولة، ما يعني أن المتداولين المستعدين لاتخاذ وجهات نظر ومواقف مختلفة مرحب بهم".
مهما كانت نتيجة تحقيق وزارة العدل، فإن البيع على المكشوف، بشرط استخدامه بشكل قانوني، يمكن أن يكون مفيدا للأسواق. مع سياسة نقدية أكثر تشددا من البنوك المركزية تهدف إلى الضغط على الشركات الاحتيالية ونماذج الأعمال غير المستدامة، يمكن أن يبدأ البائعون على المكشوف قريبا في الشعور بمزيد من الفوائد.

تاريخ الخبر: 2021-12-24 01:23:08
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 44%
الأهمية: 45%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية