أسعار النفط بانتظار قفزة بدعم 3 عوامل .. أزمة الغاز وضعف الدولار وانقطاع الإمدادات


مالت أسعار النفط الخام إلى التراجع بسبب فرض قيود الإغلاق وتحجيم السفر لمواجهة انتشار متغير أوميكرون من فيروس كورونا في العديد من دول العالم ولكن كبحت الخسائر أنباء إيجابية عن إنتاج دواء جديد لمكافحة الوباء إلى جانب ثبوت فاعلية اللقاحات الحالية في مواجهة المتغير.
كما يدعم الأسعار تقلص المخزونات النفطية الأمريكية بمستوى أكبر من التوقعات السابقة إلى جانب استعداد مجموعة المنتجين في أوبك + للتدخل في السوق بصفة مستمرة لتعديل مستويات الانتاج بما يعزز التوازن بين العرض والطلب ويدعم الاستقرار.
ويقول لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون إن العقود الآجلة للخام الأمريكي ارتفعت نسبة 2.3 في المائة، كما حصلت الأسعار على دفعة جيدة بعد أن ذكرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات النفط الخام انخفضت بنحو 4.72 مليون برميل في الأسبوع الماضي.
وأشار المختصون إلى تأثر حركة النقل بسبب قيود أوميكرون الجديدة ما أدى إلى ارتفاع مخزونات البنزين في الولايات المتحدة حيث انخفض الطلب ما يقرب من نصف مليون برميل يوميا في الأسبوع الماضي خاصة في ظل القيود التي تم تطبيقها في بعض المدن الصينية بينما تظهر بيانات مضادة أن تأثير أوميكرون في الطلب العالمي لا يزال محدودا إلى حد ما حتى الآن.
وأكدا أنه إذا تعافى الطلب بسبب النجاح في احتواء مخاطر الوباء سيؤدي ذلك إلى شح العرض في الأعوام المقبلة ما يزيد من ارتفاع الأسعار وتقلبها مشيرين إلى بيانات صادرة عن وكالة الطاقة الدولية تفيد بأن الأسعار المرتفعة ليس بالضرورة أن تؤدي إلى نمو الإمدادات النفطية.
وفي هذا الإطار، يقول مفيد ماندرا نائب رئيس شركة "إل إم إف" النمساوية للطاقة إن أسعار النفط الخام في حالة تقلب ولكنها قد تستعيد المكاسب لاحقا بسبب عدة عوامل منها أزمة الطاقة في أوروبا وانقطاع الإمداد من ليبيا ونيجيريا إلى جانب ضعف الدولار الذي يتربط بعلاقة عكسية مع أسعار النفط الخام.
وأوضح أن حركة التداول على النفط صارت هادئة بسبب موسم الأعياد واقتراب نهاية العام مشيرا إلى أن مكاسب الأسعار تعثرت خلال الشهرين الماضيين جزئيا بسبب مخاوف الطلب بعد ظهور متغير أوميكرون ونتيجة لحالة التوتر والإفراط في المخاوف التي صاحبت اكتشافه وأدت إلى تراجع الاستهلاك خاصة في آسيا ما يشير إلى زيادة العرض على المدى القريب.
من جانبه، أوضح أندريه جروسي مدير شركة "إم إم أيه سي" الألمانية للطاقة أن أسعار النفط الخام على الأرجح ستعود إلى وتيرة المكاسب قريبا على الرغم من زيادة العرض من أوبك + وذلك بسبب أزمة الطاقة في أوروبا وزيادة الطلب على المنتجات النفطية في توليد الطاقة كما قلصت مصافي التكرير في ساحل الخليج الأمريكي شحنات الديزل إلى أوروبا لإعطاء الأولوية للطلب المحلي وللمشترين في أمريكا اللاتينية.
وأشار إلى أن أسواق النفط تشعر بالقلق من احتمال تفاقم معاناة الطلب تحت تأثير انتشار أوميكرون إضافة إلى زيادة العرض التي تلوح في الأفق، لكن في المقابل يخشى المنتجون من نقص الإمدادات في الأعوام المقبلة ما لم يرتفع الاستثمار في مشاريع جديدة حيث ظل الاستثمار في إمدادات النفط والغاز الجديدة باقيا عند أدنى مستوى خلال عقد ونصف العقد.
ويرى ديفيد لديسما المحلل في شركة ساوث كورت الدولية أن التوقعات الدولية تنبه إلى أن الاقتصاد العالمي سيستمر في الاعتماد على النفط الخام بصورة رئيسة لعقد آخر على الأقل.
ونبه إلى التحذيرات المهمة التي أطلقتها أوبك وكبار المنتجين بها من أن انخفاض الاستثمارات العالمية في الإمدادات الجديدة في الأعوام الأخيرة قد يؤدي إلى نقص محتمل في المعروض النفطي في المستقبل.
وبدورها، تقول ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة أفريكان إنجنيرينج الدولية إن الاستثمارات النفطية الجديدة قد تواجه تحديات واسعة في العام المقبل 2022 خاصة أن بعض الشركات العملاقة مثل "بي بي" و "شل" تتحدث عن إن إنتاجها النفطي قد بلغ ذروته بالفعل لافتة إلى أن هذا يعني دورا أكبر لأوبك لتوفير الاحتياجات من الإمدادات النفطية خاصة أن الطاقة الاحتياطية في العالم تتركز بشكل رئيس تقريبا في منطقة الشرق الأوسط.
وأشارت إلى أن منتدى الطاقة الدولي نبه أخيرا إلى أن الاستثمار في المنبع لا يزال منخفضا للعام الثاني على التوالي ويقدر بنحو 341 مليار دولار موضحة أن الطلب على النفط باق وسيستمر في النمو في المستقبل لافتة إلى تحذيرات وكالة الطاقة الدولية بأن العالم لا يستثمر بما يكفي لتلبية احتياجاته المستقبلية من الطاقة كما أن حالة عدم اليقين بشأن السياسات ومسارات الطلب تسبب تقلبات ومخاطر واسعة في السوق.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، تخلى النفط عن مكاسب سجلها في وقت سابق من الجلسة الخميس وتراجع متأثرا بإقدام بعض دول العالم على فرض قيود جديدة على السفر للحد من زيادة الإصابات بمتحور أوميكرون، لكن الخسائر ظلت محدودة بسبب تطورات إيجابية مرتبطة بالجائحة.
وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 12 سنتا أو 0.1 في المائة، إلى 72.62 دولار للبرميل بعدما قفزت 2.3 في المائة، في الجلسة السابقة.
ونزلت العقود الآجلة لخام برنت 18 سنتا أو 0.1 في المائة، إلى 75.11 دولار للبرميل بعد ارتفاعها 1.8 في المائة، في الجلسة السابقة.
وكانت المكاسب الكبيرة الأربعاء مدفوعة جزئيا بهبوط أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأمريكية الأسبوع الماضي. ومنحت الولايات المتحدة موافقة على أقراص مضادة لفيروس كورونا بدءا من سن 12 عاما في أول علاج محلي للمرض يؤخذ عن طريق الفم، فضلا عن كونه أداة جديدة لمكافحة المتحور أوميكرون سريع الانتشار.
وفي الوقت نفسه ذكرت شركة أسترازينكا أن ثلاث جرعات من لقاحها المضاد لفيروس كورونا فعالة ضد أوميكرون نقلا عن بيانات من دراسة معملية أجرتها جامعة أوكسفورد.
وعلى الجانب الآخر أعادت حكومات في أنحاء العالم فرض مجموعة من القيود للحد من انتشار أوميكرون.
لكن المخاوف المرتبطة بالتأثير المحتمل لقيود الحركة على طلب الوقود انحسرت لأن مجموعة أوبك+، المؤلفة من منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" وروسيا وحلفاء، تركت الباب مفتوحا أمام إعادة النظر في خطتها التي تقضي بإضافة 400 ألف برميل يوميا إلى الإمدادات في كانون الثاني (يناير).

تاريخ الخبر: 2021-12-24 01:23:19
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 37%
الأهمية: 41%

آخر الأخبار حول العالم

نادي الشباب السعودي يسعى لضم حكيم زياش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:26:30
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 68%

نادي الشباب السعودي يسعى لضم حكيم زياش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:26:34
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 64%

وزير الخارجية الإماراتي يلتقي زعيم المعارضة الإسرائيلية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:27:10
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 63%

وزير الخارجية الإماراتي يلتقي زعيم المعارضة الإسرائيلية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:27:12
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 63%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية