تلك الكثيرة، التي عددت منها شيئا يسيرا يفتقدها البعض فأنفسهم محاصرها بالتأفف والرفض والسخط فقد اعتادت على ألا ترى سوى ما ينقصها فسكنت الكدر.
البعض تجدهم ذوي أرواح مشرقة يقدرون الحياة ويعيشونها بترف مستمتعين بلحظاتها دون كدر رغم نقص حواسهم، أو رغم تركهم عملا يحبونه مجبرين لمزاولة عمل لا يستهونه، رغم انغماسهم بمسؤولياتهم مؤجلين أحلامهم، رغم جوعهم أو صبرهم عن طعام يرغبون به.
والبعض يسكنهم الكدر لأن ليست لديهم قدرة على كبح جماح رغباتهم في كل ما يستضعفهم، فيعيشون في دوامة السخط على ذاتهم، أو يشغلون أنفسهم بالتطلع إلى ما لا يستطيعون تملكه، ويرهقونها بالأمنيات المقرونة بالاستعجال فتوهن وتتملكها الرغبات العاجزة، وأحيانا يصاحب ذلك جنوح النفس للتخلي عن أساسيات أخلاقية من أجل إدراك الرغبات، فإن أُدركت اُستقبلت بفتور فَقد فُقدت معنى السعادة بعدما أُجهدت النفس ورخصت باسترخاص قيمة القيم في مشوار الحياة.
القناعة والرضا والأخلاقيات ثلاثي يضاف إلى قائمة وصفات السعادة، التي من الممكن أن تتحقق دون أن تتطلب معجزات.
* إدراك
كلما علا سقف التطلبات دون قدرة هبطت المعنويات وسكنتك المنقصات ودُفنت المسرات في الكدر.
@ALAmoudiSheika