صراطُ الأحلام

أخبروهَا: أنَّ الجنَّة هناكَ في الأعلى! حيثُ الخُضرة، والجمال، والحياة الخالدة.

الهواء المُلوَّث يملأُ هذا الكوكب، بقدميها النَّحيلتَيْن تسيرُ فوقَ شوْكٍ يُدمي قلبها، تلحَقُ ظِلَّه في غابةٍ مُظلمةٍ، أشجارُها ذاتُ أغصانٍ شائكةٍ، لا تُثْمِرُ غير بُذورٍ فاسدةٍ.

أثناء سيرِهَا لا تسمعُ غير أصواتِ الحُزن، مع خَشْخَشَة ذكرياتِها الحزينة، التي اِسْتحالتْ وَرَقًا يابسًا تَدوسُ عليه.

شعرُها الأسودُ مُنسَدِلٌ على ظهرها، خُصلاته تنسابُ على جبينها، وهي تتراقصُ بهدوء على موسيقى أنفاسِه الخفيفةِ، مُحلِّقةٍ فوق روائع بساتينِ الأحلام، تتسارعُ الخُطى، تضطربُ، تفقِدُ إيقاعَهَا المُنتظم، تتعبُ من مُقاومة الغدر الذي يلهثُ وراءها. 

تلفحُ روحَهَا ريحٌ حارقةٌ؛ تُشوِّه جمالهَا، لعنةٌ تريد إبقاءَها في تلك الغابةِ وحيدةً، حتَّى تُهاجمَها، وتَعُضَّها ذئابٌ مسعورةٌ بأنياب الشرِّ؛ تتبخر سرابًا في المساء تمدُّ نجمةٌ نورَهَا. ترسمُ طريق النَّجاة لفتاةٍ عاشَت مُشرََّدةً في أحضان الشَّوارع.

وَهْــــــــــــــــــمٌ

يطاردُ السَّعادةَ، يمتطي صَهوَة غيمةٍ جامحةٍ، تُحلِّق به عاليًا، يُفكِّرُ في طَبْع قُبلةٍ على جبين القمر، يجدُها فكرةً رُومانسيَّة حالمةً لا تليقُ في هذا الظَّرْف. 

برأسه يدورُ سؤالٌ: «ماذا لو وقَعَ خلافٌ شخصيٌّ بين الأرض والقمر، وتطوَّرَ ليتسبَّبَ في شرْخٍ صغيرٍ على قلب السَّماء؟». بِكَفٍّ مُرتَعِشٍ تَحسَّسَ صدره، في هذه الأثناء هَبَّت ريحٌ خفيفةٌ، تبخَّرَت الغيْمة، فَقَدَ توازُنَه، وسقَطَ على الأرض.

خيانــــــــــة

ذات ليلةٍ: تركتُ لوحتـــي مليئةً بالألوانِ دون حِـراكٍ، ووضعتُ فُرشاتيَ الصَّغيرة بقُربــي، أغمضتُ عينيَّ لِبُرهةٍ، وعندما أفَقتُ، وجدتُ ظِلَّ امرأةٍ. 

نهايــــــــــــــــــــــــــــــة

قبلَ اللِّقاء المُرتَقَب، أطلقتْ وِزارةُ الصِحَّة قرارًا بِحظْر التِجْوال، قدَّم لها اِلْتماسًا؛ يطلبُ اِحْتسابَ زَمَنٍ ضائعٍ.

عاصفة

اِشْتدَّتْ ريــاحُ البحر، زادَ اِضْطرابُ الأمواجِ، تشبَّثَ بمقعده في مُؤخِّرَة السَّفينة، وهــو يصرخُ: «قلتُ لكم.. حتْمًا سأصِلْ».