تمكن مهندس الإعلام الآلي عبد الرحيم سليماني، بعد سنة من تخرجه من جامعة عبد الحميد مهري بقسنطينة، أن يخرج ابتكاراته للعلن، و يستقطب اهتمام كبرى الشركات الطاقوية، نظرا لأهمية مشاريعه و دورها الفعال في الحد من المشاكل المتعلقة بالتحكم في سير قنوات الغاز و الكهرباء، و التدخل في الوقت المناسب لإصلاح الأعطاب المسجلة، بواسطة الهاتف، و بالتالي  تجنب  وقوع  حوادث مميتة، و أكد للنصر، بأن  عمله ضمن فريق شاب، و في مناخ يشجع على الابتكار، ساعداه في تجسيد أفكار، كانت تعتبر حلما بعيد المنال. 

أسماء بوقرن

تحدث عبد الرحيم، الحائز على شهادة ماستر 2 في الإعلام الآلي سنة 2020، للنصر، على هامش الطبعة الأولى للصالون الوطني للرقمنة و تكنولوجيا المعلومات بفندق ماريوت بقسنطينة، عن شغفه بعالم الاختراعات الرقمية و رغبته في إيجاد حلول للمشاكل التي تتخبط فيها كبرى الشركات الوطنية، لتواكب تطورات العصر، فسعى للبحث عن فضاء يوفر مناخا ابتكاريا، فوجده بشركة «أمنهيد» بالعاصمة، التي يسيرها طاقم من الشباب يجمعهم نفس الطموح، مشيرا إلى أن الشركة متخصصة في الإلكترونيك و الكهرباء و التحكم عن بعد في العتاد و صناعة الخزائن الرقمية لكبرى المؤسسات، و تصميم أنظمة «سكادا» و غيرها.
مشروع «قاطاك أولين غاز»  للتحكم الرقمي في تسيير الغاز  و البترول    
محدثنا أوضح بأنه انتقل إلى العاصمة و اشتغل في مجال الأنظمة و البرمجيات، قبل أن يغير هذا الميدان، بحثا عن مجال يوفر فرصا أكثر للابتكار، لتجسيد أفكار حديثة، وسط جو ابتكاري، فالتحق بفرع «قاطاك» و هو اختصار لـ « global algerie technologies « الذي يعد أحد الفروع الخمسة لشركة «أمنهيد»، و الذي يعنى بإيجاد حلول  لكبرى القطاعات، خاصة في قطاع الكهرباء و الإلكترونيك و المراقبة و التحكم عن بعد  في المعدات،  فوجد المجال خصبا لتفجير أفكاره.  أضاف الشاب ، بأنه تمكن في ظرف وجيز رفقة فريق فرع «قاطاك»، الشاب الحامل لشهادات في عدة تخصصات علمية، من اقتراح حلين لمشروعين رقميين لكبرى شركات الغاز و المياه، و حتى الشركات البترولية، ثم تجسيدهما، الأول اختار له تسمية « قاطاك أولين غاز» و يتعلق بالتحكم الإلكتروني في سير الغاز و الكهرباء، تمكنوا من خلاله أن يزاوجوا بين عدة تخصصات، و يجسدوا أفكارهم الابتكارية، المتماشية مع إستراتيجية الدولة، لرقمنة جل قطاعاتها.  

عن تفاصيل ابتكار أول مشروع، قال عبد الرحيم بأنه و بعد القيام بمشاورات عديدة بين أعضاء الفريق، المتكون من مختصين في الهندسة الآلية و الإعلام الآلي و هندسة الكهرباء و الإلكترونيك، تم ضبط فكرة المشروع و كل محاوره، قبل أن ينطلق الفريق في دراسة السوق، و التشاور مع مجموعة من الشركات الوطنية التي تواجه مشكل التحكم في تسيير الماء و الكهرباء و الغاز.
و أضاف مهندس الإعلام الآلي الشاب عبد الرحيم،  بخصوص ما يتضمنه المشروع من آليات و معدات، بأنه يحتوي على راصد ضغط  الغاز، و مضخة و راصد الإضاءة، إلى جانب خزانة إلكترونية خاصة بمعالجة و تحيين المعلومات، و إرسالها بواسطة شبكة «جي آس أم» ـ تغطي كامل التراب الوطني ــ  إلى قاعة الموزع الآلي، التي تضم تطبيقا يقوم بمعالجة المعلومة و الاستفادة من كل المعلومات المرسلة، مشيرا إلى أن القسم الأول من الخزانة الإلكترونية، المقسمة إلى قسمين، يختص بمعالجة و تحليل المعلومات.  و يعتبر المشروع،  حسب ذات المتحدث، حلا مفيدا للمؤسسات الكبرى كسوناطراك و سونلغاز، لتمكينها من التحكم عن بعد، مع إتاحة إمكانية الغلق عن بعد، في حال تسجيل عطب معين، و هذا يحمي بنسبة كبيرة جدا من الحوادث المميتة، كما يقدم التطبيق إحصائيات من خلال الراصد، حول نسبة الاستهلاك في حقل معين، إذ يكفي أن يكون الهاتف مزودا بشبكة إنترنت و يحتوي على تطبيق « «guatak solutiones» الخاص بالمشروع، لتصله التنبيهات في ظرف وجيز لا يتعدى ثانيتين، مضيفا بأن الشركة تضمن صيانة دورية للجهاز.  
و أوضح خريج كلية الإعلام الآلي و تكنولوجيا المعلومات بجامعة قسنطينة، بأن المشروع جاهز، و تم عرضه خلال معرض «ناباك» بوهران الشهر الفارط، على  الرئيس المدير العام لمؤسسة سونلغاز، و كذا على مسؤولي الأمن المنزلي و الصناعي لسونلغاز، الذين انبهروا بالفكرة و اقترحوا تقديم مشروع مماثل، يقدم نفس الحلول سالفة للذكر، للقنوات الموصولة  بالمنازل، مؤكدا بأن الفريق يسعى إلى تصغير هذه التكنولوجيا، لتشمل الاستعمال المنزلي، و تمكين إيصال اللوحة الذكية بعدادات الكهرباء و الغاز المنزلية، مع توفير تطبيق إلكتروني للمواطنين، لتصلهم تنبيهات للهاتف، بخصوص وجود تسربات، ليتمكنوا من توقيفها عن بعد.   
مشروع « وتر موني توريغ» ثاني ابتكار لفريق «قاطاك»

يتعلق المشروع الثاني، حسب عبد الرحيم، بالتحكم عن بعد في سير المياه و أطلق عليه تسمية «وتر موني تورينغ»، و يعني متابعة تسير و استهلاك المياه، و فكرته منبثقة من فريق فرع «قاطاك»، حيث تم ضبطها بعد مشاورات عدة مع الأعضاء، و قدم كل عضو إضافة للمبتكر، و انطلقت العملية بعد الإنتهاء من انجاز كل المحاور النظرية، و إعداد دراسة دقيقة للسوق.و قدم المتحدث شروحات حول ما يحتويه المشروع من معدات، و كيفية عمله، قائلا بأنه يضم عداد مياه و راصد لقياس كمية الاستهلاك، إلى جانب راصد موصول بالمضخة للتحكم في سير المياه، كما يتوفر على راصد ثالث خاص بتسجيل التسربات، و رابع لرصد قياس درجة حرارة المياه، كما يتوفر المشروع على خزانة إلكترونية مقسمة إلى قسمين، مخصصة لمعالجة المعلومات واستقبالها من المراصد، حيث تصل إلى المستخدم عبر التطبيق منبهات في حال تسجيل خلل ما. ويتيح التطبيق إمكانية مراقبة كل القنوات والمضخات، و كذا التأكد إذا كانت المضخات تقوم بوظيفتها الفعلية، كما يظهر التطبيق درجة حرارة المياه المسجلة، و تصل المعلومات في ثانيتين على الأقل. و أشار المتحدث إلى أن  المشروع تم عرضه في معرض الإنتاج الوطني، و قد جسد منذ حوالي 6 أشهر، و أبهر الجهات المعنية  و المهتمين به، و بالأخص شركة سيال لتوزيع المياه بوهران، و يتم حاليا التباحث لتبني المشروع، ليخرج إلى العلن، و تقطف ثمار جهود فريق «قاطاك».