شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، افتتاح مشروعات استصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية، من بينها المشروع القومى «توشكى الخير»، وذلك فى إطار جهود الدولة لتحقيق نهضة تنموية متكاملة.

ويعد «توشكى الخير» أكبر مشروع استصلاح زراعى فى منطقة الشرق الأوسط، وأحد المشروعات القومية العملاقة التى نجح الرئيس فى إعادة الحياة لها بعد فترة من التدهور أصابت المشروع الذى يقع جنوب أسوان.

وافتتح الرئيس، عبر تقنية «فيديو كونفرانس»، طريق «توشكى- شرق العوينات» بطول ٣٦٠ كيلومترًا، حيث وجّه الشكر للقائمين على إنشاء الطريق، معتبرًا أن الانتهاء من حوالى ٣٥٠ كيلو، خلال هذه المدة الزمنية، يعد إنجازًا كبيرًا، معربًا أيضًا عن شكره للشركات التى أسهمت فى إنشائه.

زراعة أكثر من 2 مليون نخلة.. شق الترع وحفر الآبار لتوفير المياه اللازمة.. والاعتماد على التقنيات الحديثة

خلال افتتاح المشروع القومى «توشكى الخير» شهد الرئيس فيلمًا تسجيليًا عن مشروع توشكى من إنتاج إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، تحت عنوان «توشكى خيرك يا مصر».

واستعرض الفيلم مشروعات استصلاح أراضٍ زراعية بمنطقة «توشكى»، وآخر ما تم إنجازه من تطوير واستصلاح وزراعة أكثر من ٢ مليون نخلة، فضلًا عن شق الترع وحفر الآبار لتوفير المياه اللازمة للزراعة.

وقال اللواء أركان حرب وليد حسين أبوالمجد، مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة، فى كلمة خلال حفل الافتتاح، إن رؤية الرئيس السيسى للمستقبل تشدد على ضرورة أن يكون الأساس فى بناء مصر الحديثة اقتصادًا قويًا قائمًا على علوم وتقنيات حديثة تضمن له النمو والاستقرار، مشيرًا إلى أن «هذه الرؤية هى المحرك والدافع لما نراه من نهضة مصر وانطلاقتها كى تحقق رفعتها وتستعيد مكانتها».

وأضاف أن جهاز مشروعات الخدمة الوطنية يقوم، بناء على تكليفات الرئيس السيسى، بدعم خطط التنمية الشاملة المستدامة للدولة وبالتعاون مع الأجهزة المعنية ومراكز البحوث العلمية المتخصصة، حيث يشارك فى تنفيذ العديد من مشروعات الإنتاج الزراعى والإنتاج الحيوانى ومنتجات الألبان ومشروعات الإنتاج الداجنى والمزارع السمكية، والعديد من المشروعات الغذائية ومشروعات الصناعات الثقيلة والمشروعات التعدينية المختلفة، إضافة إلى العديد من أنشطة الخدمات المتخصصة.

ولفت إلى أن الدولة المصرية، رغم كل الجدل ومحاولات التشكيك فى جدوى مشروعها القومى، أثبتت أن رؤيتها ثاقبة وأن اختيارها هذه المنطقة لم يكن مبنيًا على أوهام، ولكن كان وفق خطط تنموية مدروسة ومحسوبة.

وقال إن خطط الدولة المصرية تسير فى مسارها الطبيعى لتحقيق عائد يعزز من قيمة الاقتصاد الوطنى، وما تحقق من إنجازات يأتى استكمالًا لمسيرة التنمية الشاملة لتحقيق الرفاهية والأمان للوطن والمواطن، مضيفًا أنه فى إطار حرص الرئيس السيسى على توجيه جهود التنمية إلى جنوب مصر، وبناء على أوامره بزيادة الرقعة الزراعية بنحو ٢ مليون فدان جديدة، تضاف هذه المساحة الجديدة فى توشكى.

وأوضح أنه تم البدء فى استصلاح وزراعة ٨١٥ ألف فدان كالآتى: ٥٠٥ آلاف فدان فى منطقة توشكى مزروع منها، حتى الآن، ٨٥ ألف فدان، وجارٍ حاليًا زراعة ٤٢٠ ألف فدان، و٢٠٠ ألف فدان فى شرق العوينات، بالإضافة إلى ٤٨ ألف فدان تم الانتهاء من زراعتها بالكامل فى كل من الفرافرة والنوبارية ووادى النطرون والتل الكبير و«الملاك» وأنشاص ووادى الشيح، بخلاف ٦٢ ألفًا و٨٨٠ فدانًا تم استغلالها فى مشروع الصوبات الزراعية.

وأضاف أنه بالنسبة لمساحة ٥٠٠ ألف فدان فقد تم الانتهاء من استصلاح وزراعة المرحلة الأولى، ومن المخطط زراعة ٣٫٢ مليون نخلة على مساحة ٣٧ ألف فدان من أجود أنواع التمور، مؤكدًا أنه تم الاعتماد على «أنظمة الرى المحورية الحديثة» كوسيلة رئيسية للرى.

عائد اقتصادى ضخم وخلق الآلاف من فرص العمل المباشرة

عقب ذلك شهد الرئيس فيلمًا تسجيليًا بعنوان «البساط الأخضر»، أكد أن العمل على تأمين الأمن القومى الغذائى للمصريين من أهم أولويات القيادة السياسية الحالية والمستقبلية.

ونوه الفيلم إلى أن «بعث الحياة لأرض مصر حلم نراه واقعًا تحقق باستخدام أحدث أساليب الزراعة ووسائل الرى فى العالم من خلال العديد من المشروعات القومية، أبرزها مشروع المليونى فدان الذى يشمل مشروعات قومية عديدة، منها توشكى وشرق العوينات والدلتا الجديدة ومستقبل مصر، ومشروع استصلاح وزراعة الأراضى بشمال ووسط سيناء.

ولفت إلى أن القيادة السياسية وجهت إلى ضرورة العمل على تصنيع أدوات خطوط الإنتاج لتعظيم القيمة المضافة ولتوطين الصناعات الاستراتيجية، كما قام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالعمل على توطين صناعة أجهزة الرى المحورى تعظيمًا للقيمة المضافة وتحقيقًا للاكتفاء الذاتى من تلك الأجهزة، مع توفير كبير للعملة الصعبة وتحقيق عائد اقتصادى ضخم، علاوة على خلق الآلاف من فرص العمل المباشرة.

واستعرض الفيلم تشييد المصنع العملاق فى المنطقة الصناعية بالعين السخنة، الذى يستهدف سداد احتياجات مصر السنوية من أجهزة الرى المحورى، الذى يوفر ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

كما استعرض الفيلم التسجيلى، ولأول مرة فى مصر، عملية تصنيع أجهزة الرى المحورى محليًا بنسبة تتجاوز ٧٠٪ من مكوناتها بأيادٍ مصرية.

استصلاح 12 منطقة بمساحة إجمالية 325 ألف فدان فى «جنوب الوادى»

استعرض اللواء أركان حرب كرم سالم، رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية العامة للمقاولات والتوريدات، بعض ما تم إنجازه من استصلاح وتطوير مشروع تنمية جنوب الوادى، حيث أكد أنه تم استصلاح ١٢ منطقة زراعية بمساحة إجمالية ٣٢٥ ألف فدان.

وقال «سالم» إن ١١ شركة وطنية هى من نفذت هذه الإصلاحات، حيث إن الأعمال الهندسية التى شهدتها المرحلة الأولى من مشروع الاستصلاح كانت شبكات رى وحفر ترع ومحطات طلمبات وشبكات كهرباء وطرق الخدمة والمدقات وأعمال التسويات والمناطق الإدارية.

وأضاف أنه تم تنفيذ ١١٠٧ كيلومترات شبكات رى، فضلًا عن ٩٩ محطة طلمبات بإجمالى ٤٤٨ طلمبة و١٢٣٥٠ برج هواء و٨٨١ كلم طرقًا و٤٤٢ كلم مدقات لأجهزة الرى المحورى، فضلًا عن أعمال التسويات، مشيرًا إلى أنه تم تنفيذ مناطق إدارية للعاملين بالمشروع بإجمالى ١٦ قرية، ٣ منها بطاقة ٥٣٠ فردًا و١٣ قرية بطاقة ١٦٠ فردًا.

رئيس «الهيئة الهندسية»: 49 مشروعًا فى مجال التنمية الزراعية بتكلفة 430 مليار جنيه

قال اللواء أ.ح إيهاب الفار، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، إن الدولة نفذت العديد من المشروعات خلال السنوات السبع الماضية، من أهمها مشروعات التنمية الزراعية لمواجهة التعدى على الأراضى الزراعية فى الوادى والدلتا، الذى أدى لوجود مناطق عشوائية كثيرة.

وأضاف «الفار»، خلال افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى عددًا من المشروعات بتوشكى: «ما يقرب من ٩٥٪ من سكان مصر يعيشون على ضفتى النيل ومنطقة الدلتا على مساحة ٣٣ ألف كيلومتر مربع تمثل ٤٪ من إجمالى مساحة مصر، حيث تعتبر هذه المنطقة من بين أكثر المناطق كثافة سكانية فى العالم، التى تبلغ أكثر من ١٥٤٠ شخصًا لكل كيلومتر مربع، مقارنة بـ٩٦ شخصًا لكل كيلومتر مربع فى باقى أنحاء الجمهورية، مما تسبب فى التعدى على الأراضى الزراعية فى الوادى والدلتا، الذى أدى بدوره إلى وجود مناطق عشوائية كثيرة».

وذكر أن الدولة وضعت استراتيجية للتنمية الزراعية تتوافق أهدافها مع رؤية مصر ٢٠٣٠، التى تم التخطيط لها بشكل علمى ومدروس بهدف تعزيز الزراعات المستدامة من خلال مواجهة متطلبات الزيادة السكانية من السلع الغذائية وإعادة توزيع السكان وجذب عدد كبير منهم لتخفيف التكدس السكانى بالوادى والدلتا، وإقامة مجتمعات زراعية صناعية للربط بين الأنشطة الصناعية والتجارية والخدمية لتحقيق الأمن الغذائى، والحد من استيراد السلع الاستراتيجية، وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، والاعتماد على أنظمة الرى الحديثة؛ لضمان ترشيد استهلاك المياه واستخدام مصادر المياه غير التقليدية بمعالجة مياه الصرف الزراعى.

ولفت «الفار» إلى أن مصر أطلقت- فى ظل ما تعانيه من عجز مائى- مبادرة لتشجيع المزارعين للتحول إلى نظام الرى الحديث فى إطار توجيهات الدولة لتعظيم استخدام المياه بهدف تحويل حوالى ٣٫٧ مليون فدان من منظومة الرى بالغمر إلى نظام الرى الحديث، بتكلفة مالية تصل إلى ٧٠ مليار جنيه، بالإضافة إلى المشروع القومى لتبطين وتأهيل الترع بإجمالى أطوال ٢٠ ألف كيلومتر، الذى تبنته القيادة السياسية بتكلفة تصل إلى أكثر من ٦٨ مليار جنيه، لتوفير ٥ مليارات متر مكعب من المياه سنويًا.

وأشار إلى إطلاق القيادة السياسية المشروع القومى للزراعات المحمية، الذى استهدف زراعة ١٠٠ ألف فدان بالصوب الزراعية، مما أسهم بقدر كبير فى سد الفجوة الغذائية وتحقيق قدر كبير من التوازن فى الأسعار.

وأضاف أنه منذ ٣٠ يونيو ٢٠١٤ تم تكليف الهيئة الهندسية ببعض المشروعات فى مجال التنمية الزراعية وصلت إلى ٤٩ مشروعًا، بتكلفة ٤٣٠ مليار جنيه، مشيرًا إلى أن أهم المشروعات الجارى العمل بها، حاليًا، هو استزراع ٥٠٠ ألف فدان بشمال وسط سيناء، ومشروع إنشاء الدلتا الجديدة، الذى تم خلال المرحلة الأولى منه استصلاح ٥٠٠ ألف فدان فى منطقة توشكى.

وبيّن أن منطقة شمال سيناء توجد بها ١٨٦ ألف فدان تمت زراعتها، فضلًا عن ٩٠ فدانًا سيتم الانتهاء من مرافقها خلال الشهرين المقبلين للدخول فى أعمال الزراعة، كما أشار إلى المشروع الجارى تنفيذه فى شمال وسط سيناء على مساحة ٢٧٠ ألف فدان، بالإضافة إلى منطقتين تتم دراستهما مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، وفى حال دخولهما إلى الاستصلاح ستصبح المساحة ٥٦٠ ألف فدان.