قام بعض أهالي عين بن فهيد بمحافظة الأسياح، وبجهود ذاتية ومتابعة من عمدة الأسياح فهد بن عبدالعزيز الفهيد، بتأهيل إحدى العيون التاريخية العشر بالمدينة، لتضاف ضمن خط المسار السياحي بالمحافظة، وهي العين المسماة بالعين الشمالية، والتي كانت تنبع طبيعيا من مكان مرتفع وتصل إلى الروضة الواسعة عبر قناة تمتد لأكثر من 3000 متر، وتم حفر القناة قديما بطريقة الثقب الأفقي من تحت الأرض على شكل سراديب لسقيا النخيل والزروع والخضروات الصيفية.

ويذكر لـ"الرياض" أحد الملاك نايف بن صالح الفهيد، أن العين التي أعيد بعثها عام 1285هـ على يد محمد بن فهيد، كانت من أكثر العيون العشر غزارة للمياه، إذ كانت تسقي أكثر من 5000 نخلة، كذلك مبذر 200 صاع من الزرع (القمح) في الليلة الواحدة، ومع انتشار المزارع وكثرة حفر الآبار الارتوازية توقفت تلك العيون فاضطر الأهالي إلى حفر بئر ارتوازي ينبع ذاتيا لإعادة جريان الماء.

وتاريخيا فان العيون كانت موجودة قبل البعثة وبعدد أكثر بكثير من الموجود حالياً، فيما اقتصر دور المجددين الذين تعاقبوا على بعثها على إعادة استنباطها وذلك بما يعرف بالسمل أي تنظيفها وإزالة العوائق من أتربة وصخور، وآخر من استنبطها محمد بن فهيد بعد عام 1200هـ، وسبقه قبلها ما يعرف بسلطان مارد صاحب القلعة الشهيرة في الأسياح شرق عين بن فهيد في القرن العاشر الهجري.