ونعلم جميعًا أننا في عصر الإعلام الرقمي بجميع فنونه، والذي أوجد كقوة أُعيد تشكيلها وتنظيمها واستخدامها كوسيلة أقوى من السلاح والجيوش لغرس المفاهيم الخاطئة أو نشر الفوضى أو الانحراف الفكري والعقائدي وتذكية الخلافات، وتحيدها عن أساس الإعلام وهو البناء لا الهدم.
في السابق.. الاختلاف العام بين الأجيال لم يكن كبيرًا بقدر ما هو الآن، فالاختلاف بين كل جيل وجيل يفوق المسافة بين أجيال في السابق قد تصل إلى نصف قرن من التغيير، بعد أن تم تكثيف جرعات الرسائل والأهداف المرسلة عبر وسائل التواصل الإعلامي وغيرها، للوصول إلى تغييرات متعاقبة وسريعة، لنلاحظ الفرق الشاسع بين جيلين بات أوسع لدرجة وجود خلاف محموم وعدم تقبّل الفكر الآخر بشكل كبير جدًا أكبر مما كان عليه في السابق.
ولعلي هنا أعرج على أهمية أن تكون لوسائل الإعلام المحلية قنوات تحاكي الطفل وتقوده لبر الأمان بطريقة ذكية، لا تقيّده ولا توجّهه مباشرة، بل تطرح له الوجهة بشكل مقبول غير مباشر، وبذلك نُعيد توجيه جيل قادم إلى بر الأمان، وبالشكل الصحيح، وهنا أقصد بالتأكيد دور وزارات كالإعلام والثقافة والتعليم والرياضة ممثلة في هيئاتها، حيث أطرح عليها أسئلة منها ماذا عن الطفل؟ وأين هو من خارطة برامجها؟ وهل تكفي قناة أو وسيلة وحيدة لذلك؟ أم ماذا؟ وكيف نصنع جيلًا يواكب طموحنا ورؤيتنا بأفكارنا وهويتنا بعيدًا عن جذب القنوات الأخرى له؟، فلا توجد قناة تليفزيونية للأطفال سعودية تحاكي هذا الأسلوب، وتغرس مبادئ حب الوطن، وليس أفكار أوطان أخرى، تجمع صغارنا حولها بدلًا من أن يجتمعوا حول قنوات أخرى إن كان مفهومها تربويًا للأطفال، ولكن عُمقها ليس لأطفالنا، بل أطفالهم، كذلك الفعاليات قليل منها ما يُناسب الطفل، ويساهم في رُقيِّه، ويزيد من شغفه وحبه لوطنه وأسرته وبيته وما وُجد حوله.
قد نكون مقتنعين بما قدَّمناه، ولكن الواقع مختلف تمامًا عما نهدف له، ويجب علينا أن نحاول تكثيف جهودنا ونتكاتف كجهات ووزارات من أجل المستقبل وأطفال الرؤية وهويتها، ونقتحم بهم آفاق القادم بقوة، وروح وهوية جذورها في المملكة العربية السعودية.
@alsheddi