باحث أثري: الفراعنة أول من احتفل بالميلاد.. وشجرة الكريسماس أصلها مصري - مصر


جدل يتكرر كل عام مع حلول أعياد الميلاد، حول أصل شجرة الكريسماس التي يلتف حولها الملايين حول العالم عشية عيد الميلاد، لتصبح الشجرة هي السمة الممـيزة لعيد الميلاد، لتختلف القصص حول أصل الشجرة ومن كان أول المحتفلين بها، وهو السؤال الذي جاوب عنه الخبير الأثري مجدي شاكر، مؤكدا أن أصلها فرعونيا مصريا.

وقال «شاكر»، في تصريحات لـ «الوطن»، «ليس غريبا عن الحضارة المصرية التي لا زالت تدهشنا، أن نكتشف أن معظم الحضارات وحتى الأديان يقتبسون منها الكثير، فهي أقدم حضارة عرفها التاريخ وأقدم من أي دين، وأهم محطة لمعظم الأديان السماوية كانت من مصر وحضارتها»، مشيرا إلى أن قصة الشجرة بدأت مع أسطورة الثالوث المقدس في الأساطير المصرية القديمة، والتي تمثل صراع البشرية بين الخير والشر وكان طرفا النزاع فيها هما «ست» الذي كان رمزًا لأخطاء البشرية وشرورها، فعبروا به عن الشر والخيانة والحسد، أما الطرف الثاني فهو «أوزوريس»، الذي كان علمًا على الحياة المتجددة، وتقول الأساطير إنه كان ملكًا صالحًا مُرسلا من الإله «رع» لإقامة العــدل وحمل تعاليم السماء إلى الأرض.

الثالوث المقدس وأصل شجرة الميلاد

 وتحكي الأسطورة، بحسب الباحث الأثري، كيف غـدر «ست» بأخيه «أوزوريس» الذي كان يبغض فيه الجمال والحكمة والخير فمكر به ودبر مكيدة للقضاء عليه، فاتفق مع أعوانه من آلهة السوء والشــر، أن يقيموا له حفـلاً تمجيدًا لأعماله الخالدة وتكريمًا لذاته وذلك بنية الغدر به.

وأوضح الباحث أنهم أعدوا تابوتًا جميلاً كسوته من الذهب، وزعم «ست» بأنه يقدم هذا التابوت النفيس هدية منه لأي من الحاضرين الذي يأتي على مقاسه ويناسبه، وهكذا جرب كل الحاضرين حظه في التابوت دون جدوى حتى جاء دور «أوزوريس»، وما إن رقد حتى أغلق «سـت» وأعوانه عليه الغطاء ثم حملوا التابوت وألقـوه في النيل، فحمله التيار حتى وصل إلى الشاطئ الفينيقي بمدينة بيبـلوس بجوار شـجرة ضخمة وارفة الظلال حوت التابوت في أحضانها بأمان، وكان في بيبلوس هذه ملكة جميلة هي الإلهة «عشـتروت» التي خرجت ذات يوم تتريض فبهرتها الشجرة الجميلة النادرة فوقفت مشدودة من الدهشة وأمرت بنقلها إلى حديقة قصرها.

ويواصل «بعد أن عثرت عليه إيزيس طلبت من عشتروت أن تهديها جذع الشجرة الذي يضم تابوت زوجها، فأهـدته لها، وأمرت حراسها أن يحملوا جذع الشجرة إلى سفينة أعدتها لها لتحملها هي وشجرتها المقدسة وتبحر بها إلى أرض مصر».

وأكمل «لما وصلت أرض مصر أخرجت الجثة من تابوتها ونفـخت فيها من أنفاسها فردت إليها الحياة، فباركها أوزوريــس هي وابنها حورس ثم صعد إلى السـماء ليعتلي العرش ويصير ملكًا للعالم الآخر ورئيسها لمحكمة الآخرة، وقيّمًا على الجنة والنار، أما إيزيس فقد أطلق عليها المصريون القدماء اسم الأم المقدسة التي تمنح الحـياة وتفرج الكروب وتشرح الصدور».

وأضاف الباحث «كان للثالوث المقدس من الحب والاحترام في نفوس المصريين، واستمر اعتقادهم بهذه القصة على مدار التاريخ القديم خصوصًا خلال فترات المحن والاضمحلال والأمل في الثالوث المقدس للنجاة فكان عيد الميلاد، أو عيد أوزوريس وتمثيل الإله وقيامته من أعز ما يحتفل به المصريون ومن أهم أعيادهم الدينية نسبة إلى حورس من روح الإله».

احتفالات مصرية قديمة تشبه الحديثة

وتابع شاكر: «كان يحتفل بهذا العيد في أول شهر كيـهك، وهو رابـع أشهر التقويم المصري، حين تنحسر مياه الفيضان فتعود الخضـرة إلى الأرض التي ترمز إلى بعث الحياة، وقد اصطلح المصريون القدماء على تهنـــئة بعضهم البعض بقولهم (سنة خضراء) وهي من الاصطلاحات العامية التي مازالت تعيش على شفاهنا».

ويقول الباحث إنه من أسطورة الثالوث المقدس أو أسطورة الميلاد نرى أن أوزريس قد عاش ومات وردت إليه الحياة ثانية فأصبح شــجرة خضراء، لذا كان المصريون القدماء يرمزون للحياة المتجددة فى مثل هذا اليوم من كل عام، وكان عظماء المصريين يحتفلون في العاصمة المقدسة أبيدوس  بعيد شجرة أوزير أمام معبـده، فيأتون بأكثر الأشجار اخضـراراًً لنصبها وزرعها في وسط الميدان، الذي يكتظ بالرجال والنساء والأطفال والشباب  الفقراء والضعفاء، انتظارا للهدايا والعطايا حيث يُلقون بطلباتهـم وأمنيــاتهم مكتوبة على الشقافات والبــــرديات تحت شجرة المعبود أوزيـر فيحققها لهم الكهنة قدر الإمكان».

وكان أهم تقاليد عيد الميلاد عند المصريين القدماء، بحسب الباحث الأثري، الاحتفال بشجرة الحياة التي يختارونها من الأشجار الدائمة الخضـرة التي تحتفظ بخضرتها طوال العام وقد سرت هذه العادة من الشرق إلى الغرب فخرجت من مصر ومنها إلى بابل ثم عبرت البحر المتوسط لتظهر في أعياد الرومان ثم تعود لتظهر مرة أخرى في أعياد ميـلاد السيد المسيح وشجرة الكريسماس الخضراء.

تاريخ الخبر: 2021-12-27 07:21:10
المصدر: الوطن - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 56%
الأهمية: 62%

آخر الأخبار حول العالم

هل يمتلك الكابرانات شجاعة مقاطعة كأس إفريقيا 2025؟

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-29 00:25:42
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 69%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية