يد الغول لا تترك شيئا دون أن تنال منه....هكذا جرت العادة منذ قديم الأزل.. وإن كان سمة عنوان عريض للعام الماضي والذي قد يمتد للعام المقبل سيكون هو..... الغول... غول التضخم.
فمنذ أن بدأت الحياة في العودة إلى طبيعتها مرة آخرى وعاد الطلب لمستوياته العادية ارتفعت الأسعار على نحو مطرد إعمالا لقاعدة اقتصادية مفادها.....طلب مرتفع....معروض أقل....فارتفاعات في الأسعار....فأزمة تضخم جامحة قد ينتج عنها سنوات عجاف
انقطاع سلاسل التوريد العالمية ونقص الإمدادات عجلة الإنتاج العالمي عن الدوران جزئيا أو بشكل كامل عن العمل لأشهر طويلة بسبب جائحة كورونا أدى إلى تراجع الإنتاج والعرض وارتفاع الأسعار التي يزيد من حدتها ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين والمواد الأولية والوسيطة.
أيضا استمرار البنوك المركزية الكبرى حول العالم في نهج تيسيري بفوائد صفرية كان بمثابة صبا للزيت على النار......إذ دفعت تلك السيولة من الطلب على السلع بشكل أدى إلى ارتفاع مستمر في أسعارها وزاد من الضغوط التضخمية.
ضخ البنوك المركزية حول العالم أيضا لتريليونات الدولارات لمساعدة الشركات والأفراد المتأثرين بالجائحة في وقت ما يزال فيه الإنتاج دون مستوى ما قبل الأزمة، ناهيك عن العراقيل المتزايدة في وجه التجارة العالمية بسبب السياسات الحمائية والحروب التجارية.
على مدار التاريخ، كان التضخم هو الغول الأكبر الذي يهدد الناس بدْ من أيام الحرب العالمية التي تستببت في موجة ارتفاع قياسية في الأسعار...وفقد الملايين وظائفهم حول العالم وكان الفقر والعوذ هما العنوان العريض لعالم في قبضة غول لا يرحم، فهل ينجح العالم في تحجيمه أم إنها مسألة وقت حتى يبسط الغول قبضته
