كبش فداء

عودة للموسوعة
لوحة للفنان ويليام هولمان هونت.

التضحية بكبش الفداء (من العمل "ضحى بكبش فداء") هي انتقاء طرف معين لمعاملته معاملةً سلبية غير مُستحَقة أولومه كما لوكان كبش فداء. ويمارس هذا السلوك أفراد تجاه أفراد آخرين (كأن تقول: "لست أنا مَن عمل ذلك، وإنما فلان!"، أوأفراد تجاه جماعات (مثل: "لقد رسبت بسبب محاباة مدرستنا للأولاد")، أوجماعات تجاه أفراد (مثل: "إن فلان هوالسبب في خسارة فريقنا")، أوجماعات تجاه جماعات (مثل: "يستأثر المهاجرون بجميع الوظائف"). ويمكن حتىقد يكون كبش الفداء شخصًا بالغًا، أوشقيقًا، أوطفلاً، أوموظفًا، أورفيقًا، أوجماعة عرقية أودينية، أودولة بأكملها.

المفهوم الديني

في المعتقد اليهودي، كبش الفداء هوذاك الكبش الذي أخذ على عاتقه ذنوب بني إسرائيل وهام بين الأحراش وعلى رأسه تلك الذنوب. ويصف بها المسيحيون بصورة رمزية صلب المسيح لتحمله خطايا البشرية. أما عند المسلمين عمليهم تحمل وزر اخطائهم بشجاعة أوالتوبة عنها سريعا. حيث حتى كبش الفداء له مفهوم آخر فقد ذكر في القرآن الكريم بأن الله أمر إبراهيم عليه السلام بذبح ابنه إسماعيل ، اختباراً لقوة ايمانهما. وعندما مضىا معا لمكان الذبح وهم إبراهيم عليه السلام بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام أنزل الله لهم كبشاً من السماء فداءاً له ومكافأة من الله على نجاحهم في الاختبار وتطبيقهم لأمر الله بدون تخاذل.

على مستوى الأفراد

التعريف الطبي لكبش الفداء هو: "عملية تُستخدَم فيها آليات الإسقاط أوالإحلال النفسي لصب مشاعر الهجوم، والعدائية، والإحباط، إلخ على فرد آخر أوجماعة أخرى؛ ويكون قدر اللوم لا مُبرِر له."

التضحية بكبش فداء هي تكتيك يُستخدم غالبًا لإلقاء اللوم على مجموعة كاملة من الأفراد لما ارتكبه عدد صغير ينتمي إليها من أعمال غير أخلاقية. ويرتبط هذا العمل بمغالطة الذنب بالارتباط والقولبة النمطية.

وعلى مرِّ التاريخ، تعرضت كافة الجماعات التي يمكن تصورها للتضحية بها ككبش فداء، وضم ذلك الجماعات المقسمة حسب: النوع الجنسي، والديانة، والأفراد الذين ينتمون إلى أعراق أوجنسيات المتنوعة، والأفراد ذوي المعتقدات السياسية المتنوعة، والأفراد الذين يختلفون في سلوكهم عن الأغلبية. ويمكن حتى ينطبق ذلك أيضًا على المؤسسات، مثل الحكومات أوالشركات أوالجماعات السياسية المتنوعة.

الإسقاط: هوحتى يسقط المرء بلا وعي المشاعر والأفكار غير المرغوب فيها على إنسان آخر، مما يجعل هذا الشخص الآخر كبش فداء للمشكلات التي يعاني منها المرء. ويمكن حتى يتسع نطاق هذا المفهوم ليضم الجماعات أيضًا. وفي هذه الحالة، يصير الفرد أوالجماعة المحددة كبش الفداء لمشكلات الجماعة الكلية. "وتزخر الاضطرابات السياسية في جميع الدول بهذا النوع من الإسقاطات، بالضبط كما هوالحال مع الأفراد والجماعات الصغيرة." ويرى الطبيب النفسي السويسري، كارل يونغ، حتى "بعض الناس، بالتأكيد، يتصرفون على نحوخاطئ؛ بمعنى أنهم يمارسون دور كبش الفداء للأشخاص العاديين الذين يهتمون بهم بشكل خاص".

والإسقاط، في فهم النفس، هوآلية دفاع يشيع استخدامها، بوجه خاص، لدى الأفراد الذين يعانون من اضطرابات الشخصية

  • الشخصية المعادية للمجتمع
  • الشخصية الحدية
  • الشخصية النرجسية
  • الشخصية المرتابة
  • الشخصية السيكوباتية

على مستوى الجماعات

تقدم نظرية كبش الفداء، التي تتناول الصراع بين الجماعات، تفسيرًا لارتباط الفترات، التي شهدت إحباطًا اقتصاديًا نسبيًا، بارتفاع معدلات التحيز والعنف تجاه الجماعات الخارجية التي لا ينتمي إليها الفرد. على سبيل المثال، أظهرت الدراسات، التي أُجريت على العنف ضد السود في جنوب الولايات المتحدة في الفترة ما بين عامي 1882 و1930، ارتباطًا وثيقًا بين الظروف الاقتصادية السيئة واندلاع أعمال العنف (مثل، عمليات الإعدام دون محاكمة التي كانت ينفذها أفراد المجتمع) ضد السود. والعلاقة بين ثمن القطن (المنتج الرئيسي في جنوب أمريكا آنذاك) وعدد حالات إعدام السود على يد البيض تراوحت ما بين -0.63 و-0.72، ما يشير إلى حتى ضعف الاقتصاد دفع البيض إلى التفريغ عما كان يعتريهم من إحباط بمهاجمة إحدى الجماعات الخارجية التي لا ينتمون إليها.

لكن، على الجانب الآخر، تتطلب التضحية بإحدى الجماعات ككبش فداء حتى يتفق أفراد الجماعة الداخلية على هدف معين لإلقاء اللوم عليه فيما يتعلق بمشكلاتهم. ويزيد، كذلك، احتمال ظهور هذا السلوك عندما تعاني الجماعة من خبرات سلبية مريرة طويلة المدى (على عكس المضايقات البسيطة). فعندما تسفر الظروف السلبية عن إحباط محاولات الجماعة للحصول على معظم احتياجاتها الأساسية (مثل، الطعام والمأوى)، يمكن حتى تؤسس هذه الجماعة أيدولوجية مشهجرة مُقنِعة. وعندما تجتمع هذه الأيدولوجية مع الضغوط السياسية والاجتماعية، يمكن حتى تؤدي إلى أكثر صور التضحية بكبش فداء تطرفًا، وهي:الإبادة الجماعية.

يمكن حتى يؤدي سلوك التضحية بكبش فداء، أيضًا، إلى مهاجمة الجماعات المقهورة لجماعات مقهورة أخرى. فعندما تمارس جماعة الأغلبية الظلم ضد الأقليات، يمكن حتى تهاجم إحدى هذه الأقليات جماعة أقلية أخرى بدلاً من لقاءتها جماعة الأغلبية الأكثر قوة.

أما في مجال الإدارة:، فيشيع اتباع سلوك التضحية بكبش فداء في الإدارة حيث يُلقَى باللوم على أحد موظفي المستويات الدنيا في الهرم الوظيفي لما ارتكبه مسؤولوالإدارة العليا من أخطاء. ويرجع ذلك عادةً إلى افتقار الإدارة العليا للمساءلة.

على سبيل المثال، يمكن حتىقد يكون المدرس، الذي يتعرض دومًا للوم أوالاتهام، كبش فداء، إذا كان ذنبه الوحيد هوأداؤه لعمله على درجة عالية من الكفاءة، ما يسيء إلى مظهر زملائه أمام الإدارة العليا. فيمكن حتى يؤدي ذلك إلى إضافة تقارير ضده في الملفات الدائمة، والتعرض لملاحظات متعالية من زملائه، واللوم الدائم من الإدارة.

"آلية كبش الفداء" في الأنثروبولوجيا الفلسفية

كان الفيلسوف والناقد الأدبي، كينيث بروك، أول مَن صاغ تعبير "آلية كبش الفداء" ووصفه في كتابيه Permanence and Change (الدوام والتغيير) (1935)، وA Grammar of Motives (قواعد الدوافع) (1945). وقد أثر هذان الكتابان على بعض فهماء الأنثروبولوجيا الفلسفية، من أمثال إرنست بيكر ورينيه جيرار.

رينيه جيرار

توسع رينيه جيرار في تطوير هذا المفهوم كنوع من التفسير للثقافة الإنسانية. فمن وجهة نظره، مَن يعاني من معضلة العنف هم البشر، وليس الرب. فالإنسان مدفوع برغبته فيما يمتلكه أويرغب فيه الآخرون (الرغبة في المحاكاة). ويتسبب ذلك في صراع الرغبة والنتائج لدى الأطراف ذوي الرغبات المتنوعة. وتظل هذه العدوى المحاكية في تزايد حتى تصل إلى فترة يصير المجتمع معها معرضًا للخطر. وعند هذه الفترة، تظهر آلية كبش الفداء[9]. فيُشار إلى إنسان واحد بأصابع الاتهام لكونه السبب في المشكلة، وتقصيه الجماعة أوتقتله. ويكون هذا الشخص هوكبش الفداء. ويستعيد المجتمع نظامه، إذ يشعر الناس بالرضا لقضائهم على المشكلات، التي كانوا يعانون منها، باستبعادهم الشخص الذي ضحوا به ككبش فداء، وتبدأ الدورة من جديد. تكمن الأهمية هنا في حدثة "الرضا"؛ فالتضحية بكبش فداء تمنح الجماعة شعورًا بالراحة النفسية. ويزعم جيرار حتى هذا ما وقع في حالة المسيح. لكن الفارق في هذه الحالة - كما يرى جيرارد - هوحتى المسيح (وفق الاعتقاد المسيحي) قد بُعِث من الموت وثبتت براءته. وبذلك، صارت البشرية على وعي بنزعاتها العنيفة، وانبترت الدائرة. ولذلك، يُعَد عمل جيرار مهمًا لكونه تجديدًا لنظرية الفداء في المسيحية، أوما يُعهد باسم "المسيح الغالب".

كتابات أخرى

الخط

  • Colman, A.D. Up from Scapegoating: Awakening Consciousness in Groups (1995)
  • Douglas, Tom (1995)
  • Dyckman, JM & Cutler JA Scapegoats at Work: Taking the Bull's-Eye Off Your Back (2003)
  • Girard, René: The Scapegoat (1986)
  • Perera, Sylvia Brinton Scapegoat Complex: Toward a Mythology of Shadow and Guilt (Studies in Jungian Psychology By Jungian Analysts) (1986)
  • Pillari V Scapegoating in Families: Intergenerational Patterns of Physical and Emotional Abuse (1991)
  • Quarmby K Scapegoat: Why We Are Failing Disabled People (2011)
  • Wilcox C.W. Scapegoat: Targeted for Blame (2009)
  • Zemel, Joel: Scapegoat, the extraordinary legal proceedings following the 1917 Halifax Explosion (2012)

الموضوعات الأكاديمية

  • Binstock, RH The aged as scapegoat The Gerontologist 1983 23(2):136-143
  • Boeker, W Power and managerial dismissal: Scapegoating at the top. Administrative Science Quarterly, v37 n3 p400-21 Sep 1992
  • Gemmill, G The dynamics of scapegoating in small groups Small Group Research, Vol. 20, No. 4, 406-418 (1989)
  • Katz, I Glass, DC Cohen, S Ambivalence, guilt, and the scapegoating of minority group victims - Personality and Social Psychology Bulletin, Vol. 18, No. 6, 786-797 (1992)
  • Khanna, N., Poulsen, A.B. (1995), "Managers of financially distressed firms: villains or scapegoats?", Journal of Finance, Vol. 50 pp. 919–40.
  • Maybee, Janet. The Persecution of Pilot Mackey. The Northern Mariner/le marin du nord, XX no. 2 (April, 2010), pp. 149–173.
  • Schopler, E Parents of psychotic children as scapegoats - Journal of Contemporary Psychotherapy Volume 4, Number 1 / December, 1971
  • Vogel, EF & Bell, NW The emotionally disturbed child as a family scapegoat Psychoanalytic Review, 1960 - PEP Web

وصلات خارجية

  • Scapegoating
  • Scapegoating in Group Analytic Theory (PDF files)
  • Scapegoat Society
  • The Scapegoat

مراجع

  1. ^ "scapegoating - Definition". Mondofacto.com. 1998-12-12. مؤرشف من الأصل في 19 أكتوبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 07 مارس 2012.
  2. ^ M.-L. von Franz, in C. G. Jung, Man and his Symbols (London 1964) p. 181
  3. ^ C. G Jung, Analytical Psychology (London 1976) p. 108
  4. ^ Poppe, Edwin (2001). "Effects of changes in GNP and perceived group characteristics on national and ethnic stereotypes in central and eastern Europe". Journal of Applied Social Psychology. 31 (8): 1689–1708.
  5. ^ Hovland, C. I. (1940). "Minor studies of aggression: VI. Correlation of lynchings with economic indices". Journal of Psychology: Interdisciplinary and Applied. 9: 301–310.
  6. ^ Glick, Peter (2005). Choice of Scapegoats. In: On the nature of prejudice: Fifty years after Allport. Dovidio, John F. (Ed.); Glick, Peter (Ed.); Rudman, Laurie A. (Ed.). Malden: Blackwell Publishing. صفحات 244–261.
  7. ^ The Art of Scapegoating in IT Projects PM Hut, 15 October 2009 نسخة محفوظة 19 أكتوبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
تاريخ النشر: 2020-06-02 03:19:12
التصنيفات: اضطهاد, سفر اللاويين, شعائر, كلمات وعبارات الكتاب المقدس العبري, ماعز, مجازات تشير إلى حيوانات, موت, يوم الغفران, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, بوابة موت/مقالات متعلقة, بوابة التاريخ/مقالات متعلقة, بوابة علم الاجتماع/مقالات متعلقة, بوابة علم النفس/مقالات متعلقة, بوابة علم الإنسان/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, قالب تصنيف كومنز بوصلة كما في ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P244, صفحات تستخدم خاصية P227, صفحات تستخدم خاصية P268

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

مدرب اتحاد سيدي قاسم يبرر أسباب هزيمته امام الكوكب المراكشي

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-07 21:15:22
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 38%

جريمة قتل تنهي حياة أستاذ جامعي متقاعد بنواحي سطات

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-07 21:15:24
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 42%

بنكيران: الغلاء “كارثة وطنية” وحكومة أخنوش ضعيفة

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-07 21:15:25
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 36%

انعقاد مجلس الحكومة يوم الخميس المقبل

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-07 18:25:46
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 62%

انعقاد مجلس الحكومة يوم الخميس المقبل

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-07 18:25:50
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 66%

السفير الأمريكي الجديد بالرباط: المغرب رائد إقليميا

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-07 21:15:27
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 38%

مشاركة مغربية رسمية في السوق العالمية للأسفار في لندن

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-07 21:15:34
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 47%

المغرب يقدم منحا لعشرات الطلاب الموريتانيين في هذه التخصصات

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-07 21:15:29
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 46%

تحميل تطبيق المنصة العربية