استعرض الدكتور مهندس محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، جهود الوزارة فى تأمين الطاقة الكهربائية، موضحاً أنَّ البلاد كانت تعانى فى عام 2014 من عجز على مستوى إمدادات الوقود الكهربائى، واختناقات كبيرة فى شبكة نقل الكهرباء وتقادم 30% من وحدات الإنتاج، وعجز يومى يتراوح من 2000 إلى 3000 ميجاوات، والذى وصل فى أحد الأيام بصيف 2014 إلى 6050 ميجاوات.

وأضاف «شاكر»، خلال حفل افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى لمحطة بنبان للطاقة الشمسية وعدد من مشروعات قطاع الكهرباء بصعيد مصر، أنَّ الرئيس وجّه بحل مشكلة الكهرباء فى أسرع وقت ممكن، مبيناً أنَّه جرى اتخاذ أكثر من إجراء، مثل تنفيذ خطة عاجلة لإضافة 3636 ميجاوات خلال 8.5 شهر، بتكلفة استثمارية قدرها 47 مليار جنيه، مع استكمال المحطات تحت الإنشاء ورفع كفاءة محطات التوليد، والتعاقد على تنفيذ 3 محطات توليد عملاقة، واصفاً ذلك بـ«أمر غير مسبوق على الإطلاق».

وتابع «شاكر» أنَّ المشروعات العاجلة التى نفّذتها الوزارة تضمّنت محطة توليد كهرباء غرب أسيوط بقدرة 1000 ميجاوات، إذ جرى البدء فيها خلال شهر ديسمبر عام 2014، مع تشغيلها تجارياً فى مايو من العام التالى، وهناك محطة توليد كهربى فى غرب دمياط بقدرة 500 ميجاوات، وبدأ المشروع فى ديسمبر، وبدأ التشغيل التجارى فى أغسطس من عام 2015. ونوه بأنَّ الوزارة كانت تعمل بطرق غير تقليدية إلى جانب التواصل مع بعض الشركات المتعاونة، للحصول على ما يلزم، بهدف التشغيل المباشر للمشروعات.

وأوضح «شاكر» أن الوزارة استكملت محطات توليد الكهرباء التى بدأ العمل بها قبل عام 2014، وأن القدرات الكهربية التى تم استكمالها فى المحطات حتى نهاية 2015 بلغت 3650 ميجاوات، وتم استكمال محطة السويس البخارية فى 2016، ليبلغ حجم جميع القدرات التى تم استكمالها 4250 ميجاوات. وأضاف: التكلفة الاستثمارية لهذه المشروعات بلغت 55 مليار جنيه، مثل محطة توليد كهرباء بنها بقدرة 750 ميجاوات، حيث بدأ العمل فيها فى عام 2011، وتم تشغيلها تجارياً فى يوليو 2014، ومحطة العين السخنة بقدرة 1300 ميجاوات، وبدأ العمل فيها فى عام 2009 ودخلت الخدمة فى مارس 2015»، مشيراً إلى أن ما تمّ إنجازه فى الخطة العاجلة، مقارنة بما كان يتم سابقاً، تميز بالسرعة غير المسبوقة.

وقال «شاكر» إن الوزارة تعاقدت مع شركة «سيمنز» الألمانية على بناء 3 محطات عملاقة باستثمارات بلغت 6 مليارات يورو، لإنتاج 14400 ميجاوات كهرباء، وإن الرئيس السيسى قاد المفاوضات وحصلنا على أسعار «عمرنا ما اشتغلنا بيها قبل كده ولا هنجيبها بعد كده، مش فى مصر بس ولكن فى العالم كله». وأضاف أنّ استثمارات تأمين الطاقة الكهربائية فى مصر، وصلت إلى نحو 355 مليار جنيه منذ 2014 حتى الآن، موضحاً أنّ الدولة أنفقت على الصعيد 102 مليار جنيه. وأضاف أنّ القدرات الكهربائية الموجودة فى صعيد مصر حالياً تصل إلى 12 ألف ميجاوات.

وأكد أنّ الدولة لم تلجأ منذ يونيو 2015 لتخفيف الأحمال فى الطاقة الكهربائية، وتسعى إلى تحسين شبكات الجهد الفائق والعالى والمتوسط، وأنها أدخلت خلال 7 سنوات طاقة كهربائية قُدّرت بنحو 14 ضعف قدرة السد العالى، متابعاً: «كنت فى مؤتمر بره مصر، والكل أجمع على أن اللى بيحصل فى مصر مثال يُدرّس ويُحتذى به، خصوصاً للدول الأفريقية».

وأضاف «شاكر»: «هناك حجم عمل هائل، ومنذ عام 2014 وحتى الآن جرت إضافة 8822 ميجاوات للشبكة القومية للكهرباء فى صعيد مصر، وغيرها من المشروعات الكهربائية، بتكلفة 135 مليار جنيه، موزّعة على توريد ونقل وتوزيع الكهرباء». وتابع: «منذ عام 2014 بلغ إجمالى استثمارات المشروعات الحالية والمستقبلية 1058 مليار جنيه». وتابع «شاكر» أنّ إجمالى قدرات التوليد الموجودة فى الشبكة القومية للكهرباء يُقدّر بنحو 59 ألف ميجاوات لـ75 محطة لتوليد الكهرباء، وأشار إلى أنّ تشغيل محطات سيمنز كـ«حمل قاعدة» فى فترة تتراوح من 5 لـ6 سنوات، كان من شأنه توفير الوقود الذى يغطى المحطات الثلاث التى تعاقدنا عليها مع الشركة الألمانية، والذى يقدّر بنحو 6 مليارات دولار، هى قيمة المحطات الثلاث.

«شاكر»: مليارا دولار تكلفة الربط مع قبرص واليونان و1.8 للسعودية

وقال إن التكلفة الاستثمارية لمركز التحكم القومى بالعاصمة الإدارية الجديدة تقدّر بنحو 840 مليون جنيه، وسيتم الانتهاء من تنفيذها خلال 24 شهراً، حيث بدأ التعاقد مع التحالف الفائز «حسن علام وسيمنز» فى ديسمبر 2020. واستعرض الوزير استراتيجية الوزارة للربط الكهربائى مع دول الجوار، موضحاً أن الدولة لديها مشروعات للربط الكهربائى مع الأردن والسعودية، والربط الثلاثى مع الأردن والعراق، والربط مع الأردن، وهيئة الربط الخليجى. وأضاف أن قدرة الخط القائم حالياً تقدّر بنحو 450 ميجاوات، وجارٍ العمل على زيادة هذه القدرات إلى 2000 ميجاوات، وذلك فى مشروع الربط مع دولة الأردن.

وتابع أن قدرة مشروع الربط مع السعودية تقدر بنحو 2000 ميجاوات بتكلفة 1.8 مليار دولار، تتحمّل مصر منها 550 مليون دولار، ومن المقرّر أن ينتهى هذا المشروع فى نهاية عام 2024. وأكد أن قدرة خط الربط مع السودان تبلغ 300 ميجاوات، ولا يتم إرسال أكثر من 80 ميجاوات عن طريقه: «تعاقدنا على المعدات التى يمكن وضعها فى الشبكة السودانية لكى نستطيع إرسال طاقة كهربائية حتى الـ300 ميجا، وتم التعاقد مع «سيمنز»، التى تقوم بدور علمى بحت فى هذا المشروع».

الانتهاء من مركز التحكم القومي بالعاصمة الإدارية الجديدة خلال عامين باستثمارات 840 مليون جنيه.. ونتمنى أن يكون لدينا ربط قاري مع أفريقيا

وواصل: «نتمنى أن يكون لدينا ربط قارى مع أفريقيا بالكامل، وهناك ربط كهربائى مع ليبيا فى الوقت الحالى بقدرات تبلغ 100 ميجاوات». ولفت إلى أن التكلفة الاستثمارية التقديرية لمشروع الربط الكهربائى مع قبرص واليونان يُقدر بنحو 2 مليار دولار بقدرات تصل إلى 2000 ميجاوات.

وقال «شاكر» إنه فى تاريخ 11 ديسمبر 2017 تم توقيع إشارة البدء لتنفيذ محطة الضبعة النووية، بهدف إنشاء وتشغيل 4 وحدات نووية بتكلفة 21 مليار دولار، وأول دخول للمفاعلات بالمحطة سيكون خلال عام 2028، والعمر الافتراضى للمحطة من 60 إلى 80 عاماً، وهى مصمّمة على طراز أحدث ما وصل إليه العلم فى تصميم وإنشاء هذه المحطات، فهى قادرة على مواجهة الأعاصير والزلازل وموجات تسونامى وموجات انفجارية وغيرها، فالمحطة تصمد أمام هذه الأمور، والمشروع جارٍ وضع البنية التحتية له، ونسبة المشاركة للشركات المحلية بالوحدة الأولى 20%، وفى الوحدة الثانية 25%، وبعد ذلك الوحدة الثالثة والرابعة 30% و85%. وأشار إلى أنّ إجمالى عدد القرى المستهدفة من مشروع «حياة كريمة»، يبلغ 1447 قرية فى 52 مركزاً، ومن المتوقع إتاحة أكثر من 14 ألف محول كهرباء و18 ألف كشك و60 ألف عمود إنارة.