أسعار النفط تستهل الأسبوع على تباين .. و3 عوامل تنبئ بعودة المكاسب


تباينت أسعار النفط أمس، إذ تراجع الخام الأمريكي بعد إلغاء شركات طيران آلاف الرحلات في عطلة يوم الميلاد، في حين ارتفع خام برنت مدعوما بآمال بأن المتحور "أوميكرون" لن ينال من الطلب العالمي.
وجاء التباين وسط ضعف في أحجام التداولات وهدوء التعاملات بالتزامن مع عطلة نهاية العام الميلادي.
وتستمر أسعار النفط في الكفاح ضد التأثيرات السلبية للانتشار السريع من إصابات كورونا الجديدة التي تهدد الطلب على النفط الخام والوقود خاصة وقود الطائرات، وذلك بعد إلغاء آلاف رحلات الطيران في موسم الإجازات الحالي.
وقال لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون "إن اقتصادات الدول المنتجة للنفط الخام في وضع أفضل هذا العام"، لكنهم حذروا من وجود مؤشرات حالية على ضعف الطلب على النفط في آسيا نظرا إلى الانتشار السريع لمتغير "أوميكرون" لفيروس كورونا.
لكن في الوقت نفسه أشاروا إلى ثلاثة عوامل تنبئ بعودة مكاسب النفط، هي أزمة الطاقة في أوروبا واضطرابات الإمدادات في ليبيا ونيجيريا واحتمالات تدخل "أوبك+" في الاجتماع الشهري المقبل.
وأكد روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية أن تقلبات الأسعار خلال الأسبوع الجاري كانت متوقعة سابقا بسبب هدوء التعاملات المرتبط بعطلة نهاية العام، إضافة إلى اتساع المخاوف من الإصابات الجديدة الواسعة والسريعة من متغير "أوميكرون" من فيروس كورونا.
وأشار إلى أن وفرة المعروض في مقابل استمرار معاناة الطلب خاصة مع عودة قيود كورونا وفرض الإغلاقات وقيود السفر حول العالم لاحتواء انتشار الوباء تحد من مكاسب النفط.
من جانبه، قال ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، "إن ضخ مزيد من الإمدادات ربما لن يمنع من صعود الأسعار، خاصة إذا أخذ في الحسبان معاناة أوروبا أزمة الطاقة، حيث قلصت روسيا الإمدادات وانقطعت الطاقة النووية في فرنسا، ما أدى إلى إجهاد شبكات الكهرباء في أبرد شهور العام، إلى جانب ذلك إعلان ألمانيا أن خط أنابيب نورد ستريم 2 الروسي المثير للجدل لن تتم الموافقة عليه في النصف الأول من 2022 وهي خطوة من المحتمل أن تبقي الإمدادات محدودة في الصيف. من ناحيته، ذكر ماثيو جونسون المحلل في شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات أن التقلبات السعرية قد تستمر في التأثير في السوق لفترة غير قصيرة، مشيرا إلى تقرير لشركة ريستاد إنرجي الدولية للطاقة في النرويج التي تعد الزيادة في الأسعار الآجلة إشارة إلى عام آخر من التقلبات واستمرار بيئة الأسعار المرتفعة.
وذكر أنه إلى جانب تأثيرات الوباء الواسعة هناك عودة للمخاطر الجيوسياسية التي تؤثر على نحو واسع في السوق خاصة في ضوء التوترات الراهنة بين روسيا وأوكرانيا التي تبقي التجار في حالة توجس مع تزايد المخاوف بشأن غزو روسي محتمل لأوكرانيا.
بدورها، قالت نايلا هنجستلر مدير إدارة الشرق الأوسط في الغرفة الفيدرالية النمساوية "إن أسعار النفط الخام كسبت نحو 50 في المائة هذا العام مع انتعاش قوي من تداعيات الوباء، لكن الارتفاع تعثر في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بعد ظهور متغير "أوميكرون" وما رافقه من مخاوف واسعة وحادة في أسواق النفط الخام، ما هبط بالأسعار على نحو دراماتيكي".
وذكرت أن اضطرابات الإمدادات في ليبيا ونيجيريا وأزمة الطاقة في أوروبا واحتمالات تدخل "أوبك+" في الاجتماع الشهري المقبل لمصلحة تأجيل أو تخفيف الزيادة الشهرية تعزز فرص عودة مكاسب الأسعار خاصة بعدما تعززت توقعات الطلب في الأيام الأخيرة، من خلال أخبار إيجابية تقلل من شدة ومخاطر متغير أوميكرون".
وفيما يخص الأسعار، تراجع النفط في الولايات المتحدة أمس بعدما ألغت شركات طيران آلاف الرحلات في عطلة يوم الميلاد وسط تزايد حالات الإصابة بكوفيد - 19، لكن خام برنت ارتفع مدعوما بآمال بأن المتحور "أوميكرون" لن ينال من الطلب العالمي. وألغت شركات طيران أمريكية أكثر من 1300 رحلة الأحد بسبب كوفيد - 19.
وبحسب "رويترز"، نزل سعر خام غرب تكساس الوسيط 89 سنتا أي بنسبة 1.2 في المائة إلى 72.90 دولار للبرميل خلال التعاملات أمس. وأغلقت الأسواق الأمريكية الجمعة بسبب عطلة. وارتفع سعر خام برنت العالمي 12 سنتا أي 0.2 في المائة إلى 76.26 دولار.
وارتفع برنت هذا العام مدعوما بانتعاش الطلب وتخفيض منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" والدول المتحالفة معها وهي المجموعة المعروفة باسم "أوبك+" إنتاجها. وارتفعت أسعار النفط الأسبوع الماضي بعد أن أظهرت بيانات أولية أن المتحور "أوميكرون" يسبب أعراضا متوسطة من المرض.
ويترقب المستثمرون كذلك اجتماع "أوبك+" المقبل في الرابع من كانون الثاني (يناير) لتحديد إذا ما كانت ستمضي قدما في خطتها لزيادة 400 ألف برميل يوميا من إنتاجها في شباط (فبراير).
وفي الشهر الماضي، تمسكت "أوبك+" بسياستها الإنتاجية، على الرغم من انتشار "أوميكرون" الذي قالت "أوبك"، "إن تأثيره من المرجح أن يكون قصير الأمد".
وكان التقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز أظهر ارتفاع منصات الحفر والتنقيب عن النفط العاملة في أمريكا بواقع خمس منصات إلى 480 منصة، لتعكس الأعلى لها منذ نيسان (أبريل) 2020 مع ارتفاعها للأسبوع الثالث على التوالي والثامن في تسعة أسابيع، وشهد الإنتاج الأمريكي للنفط الأسبوع السابق انخفاضا بواقع مائة ألف برميل يوميا إلى 11.6 مليون برميل يوميا، موضحا الأعلى له منذ مطلع أيار (مايو) 2020.
والإنتاج الأمريكي للنفط تراجع 1.5 مليون برميل يوميا أو 13 في المائة من الأعلى له على الإطلاق عند 13.1 مليون برميل يوميا في آذار (مارس) 2020 وذلك من جراء إغلاق بعض منصات حفر وتنقيب مسبقا نظرا إلى اتساع الفجوة بين تكلفة الاستخراج وسعر البيع وبالأخص عقب جائحة كورونا.
وبلغ الإنتاج الأمريكي للنفط أدنى مستوى له في آب (أغسطس) 2020 عند 9.7 مليون برميل يوميا قبل أن يشهد تعافيا أخيرا.

تاريخ الخبر: 2021-12-28 01:23:07
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 32%
الأهمية: 38%

آخر الأخبار حول العالم

أمطار مصحوبة برياح مثيرة للأتربة والغبار على 7 مناطق السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-05 06:23:35
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 55%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية