يعدّ مقطع فيديو الجندي التونسي الذي كان يقف حاميا لمقر البرلمان التونسي خلال محاولة راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الدخول إليه، بعد ساعات من قرارات الرئيس قيس سعيد تجميد أعماله واختصاصاته، واحدا من أبرز المشاهد التي التقطتها الكاميرات هذا العام في الساحة السياسية التونسية، حيث وثقت للحظات تاريخية عاشتها تونس ومثلت موقفا حاسما أدخل البلاد إلى مرحلة جديدة وكانت له رمزية كبيرة في الأزمة السياسية التي تعيشها تونس.
من خلال الفيديو الذي شاهده ملايين الأشخاص، دار نقاش متوتر بين الجندي والغنوشي ونائبته سميرة الشواشي، حاول خلاله الأخير إقناع الجندي للسماح له بالدخول إلى مقر البرلمان المغلق، وقال له "الجيش التونسي هو من دافع عن الثورة وحماها ننتظر منكم ذلك.. أيها الجيش الوطني، حامي الحمى والدين"، في حين قالت نائبته "أقسمنا كلنا على حماية الدستور"، لكن رد الجندي كان صادما للغنوشي، وقال "نحن أقسمنا على الدفاع عن الوطن".
وظل الغنوشي فور وصوله إلى أبواب البرلمان في باردو، يحاول الدخول إليه، لكن الجنود المتمركزين في داخله رفضوا فتح الأبواب الموصدة بالأقفال، ليقرّر الاعتصام داخل سيارته أمام البرلمان، في محاولة لتحشيد وتجييش الشارع ضد قرارات سعيّد، لكنّه فشل في ذلك، في مشاهد ستبقى في ذاكرة التونسيين.
من جهته، أشاد الرئيس التونسي قيس سعيد بالجندي الذي منع الغنوشي وعددا من النواب من دخول مبنى المجلس ليلة 25 يوليو، بعد ساعات من إعلانه عن تجميد عمل البرلمان، وقال إن رد الجندي "سيخلّده التاريخ وسيبقى عابرا للزمن وللتاريخ وللقارات".