طرحت شبكة "نتفليكس" فيلم "لا تنظر للأعلى" الذي يسلّط الضوء على إهمال السياسيين لقضايا المناخ، إذ حاول مخرج وكاتب الفيلم آدم مكاي انتهاج الكوميديا السوداء والهجاء ليبرهن على عدم اكتراث العديد من صانعي القرار والمشاهير والإعلاميين بشأن كوكبنا الأزرق.

ومنذ عرضه على المنصة العالمية الجمعة 24 ديسمبر/كانون الأوّل، خلق الفيلم ضجة وجدلاً واسعيْن لما يبرز من خطر وشيك يداهم كوكب الأرض، وهو ما أظهره الفيلم أن مذنباً يقترب من تدمير الحياة على الأرض على نحو كامل، وذلك وسط سخرية ومواقف هزلية من أشخاص مسؤولين منوط بهم أخذ تحذيرات العلماء على محمل الجد، والتحرّك السريع لتوعية سكان الأرض وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

قبل فوات الأوان

يروي فيلم "لا تنظر للأعلى" قصة عالميْن فلك مغموريْن، يجسّد دوريهما جينيفر لورنس وليوناردو دي كابريو، يحاولان مراراً تحذير العالم من نيزك يوشك على تدمير الأرض في غضون ستة أشهر، ويفعلان كل ما بوسعهما خلال تلك الفترة لتحذير وحثّ صنّاع القرار على التحرّك وأخذ تحذيراتهما على محمل الجد.

وتستمرّ أحداث "لا تنظر للأعلى" وسط كوميديا سوداء اعتبرها نقّاد تجسّد واقعنا اليوم، فبطلا الفيلم يحاولان هذه المرة تنبيه سكّان الأرض مباشرةً على مرأى ومسمع من الجميع، عبر إفشاء مسألة المذنب الذي يوشك على مهاجمة الأرض، مطالبين الجميع بالتحرّك قبل فوات الآوان، غير أنّ ذلك يواجَه بسخرية من الإعلاميين الذين سرعان ما حولوا الخبر إلى مادة للتسلية الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتستمرّ أحداث "لا تنظر للأعلى" وسط كوميديا سوداء اعتبرها نقّاد تجسّد واقعنا اليوم، فبطلا الفيلم يحاولان هذه المرة تنبيه سكّان الأرض مباشرةً عبر على مرأى ومسمع من الجميع، إفشاء مسألة النيزك الذي يوشك على مهاجمة الأرض، مطالبين الجميع بالتحرّك قبل فوات الآوان، غير أنّ ذلك يواجَه بسخرية من الإعلاميين الذين سرعان ما حولوا الخبر إلى مادة للتسلية والفرقعة الإعلامية وتحقيق "الترند" على مواقع التواصل الاجتماعي.

اسقاط واستعارة

ويرى الكاتب ذاته بمقاله المنشور بمجلة "فوربس"، أنّ الفيلم يحمل رسالة قوية واستعارة لقضية تغير المناخ، إذ يشعر العالمان دي كابريو ولورانس بالإحباط المتزايد لتجاهل الحكومة ووسائل الإعلام والجمهور تحذيراتهم، فيما "يتحمّس السياسيون حصراً عندما يعود عليهم ذلك بمكاسب سياسية" حسبما يرى تاسي.

ويرى الكاتب ذاته بمقاله المنشور بمجلة "فوربس"، أنّ الفيلم يحمل رسالة قوية واستعارة لقضية تغير المناخ، حيث يشعر العالمان دي كابريو ولورانس بالإحباط المتزايد لتجاهل الحكومة ووسائل الإعلام والجمهور تحذيراتهم، فيما "يتحمّس السياسيون حصراً عندما يعود عليهم ذلك بمكاسب سياسية" حسبما يرى تاسي.

حتمية كارثية

وصف دي كابريو فيلمه "لا تنظر لأعلى" بأنّه "هدية فريدة من نوعها على نحو مدهش، مشدّداً على رغبته وصنّاع الفيلم "نقل رسالة بشأن أزمة المناخ". وأشاد مراقبون باختيار النجم الأمريكي البارز لأداء هذا الدور باعتباره ناشطاً مناخياً فاعلاً، حيث وقع اختيار الأمم المتحدة عليه ليكون مبعوثاً للسلام لقضايا المناخ، كما حرص على التبرّع لمشاريع الحفاظ على البيئة لأكثر من عقدين.

وربط البعض اسم الفيلم بما قاله الباحث الأكاديمي جوزف كامبل، منتقداً آفة العصر الحديث الّتي ألهت الإنسان عن القضايا الهامة، إذ تحدّث كامبل عن قاطني المدن الكبرى قائلاً إنّ "الإنسان فيها محروم من رؤية السماء، بسبب ارتفاع الأبراج وكثرة الإعلانات وزحمة مشاغل الحياة"، وهو ما يجنّبه أن "ينظر للأعلى"، والتفكير والتأمّل في كيفية التعامل مع القضايا الكبرى وإيجاد حلول مناسبة لها.

وحسب الكاتب الصحفي بشبكة "CNN" بريان لوري، فإنّ العمل الفني نجح عبر سخريته الفجّة من الواقع الأمريكي والعالمي إذ يعاني الجميع من قصر نظر واضح بحيث يتعذّر عليهم التركيز على تهديد وجودي، ما اعتبره الناقد الفنّي، بول تاسي، سيؤدّي في نهاية المطاف إلى "حتمية كارثية وموت جماعي".

TRT عربي