ساندرا فريد تجيب عن سؤال العصر: كيف تصبح رائد أعمال ناجحًا؟

قصة نجاح ملهمة بطلتها ساندرا فريد، الثلاثينية الشغوفة بريادة الأعمال، التى استطاعت أن تؤسس شركتها الخاصة، وتصبح مستشارة اقتصادية لوزير السياحة والآثار، الدكتور خالد العنانى.

«الدستور» التقت رائدة الأعمال الشابة، للتعرف على تجربتها فى المجال، وللحصول على إجابة عن سؤال العصر: كيف تصبح رائد أعمال ناجحًا؟

■ فى البداية.. هل لك أن تعرفينا أكثر على رائدة الأعمال ساندرا فريد؟

- عمرى ٣٤ عامًا، من مواليد مدينة الإسكندرية، تعلمت فى المدرسة الألمانية، ولدى أخت، شخصية رياضية وأمارس رياضة كرة السلة، منذ أن كان عمرى ٦ سنوات حتى ٢٥ عامًا، وبعد أن انتقلت إلى القاهرة التحقت بالجامعة الأمريكية، ودرست إدارة الأعمال فى قسم التسويق، ثم درست الاقتصاد.

تخرجت فى الجامعة بالتزامن مع أحداث يناير ٢٠١١، التى أثرت حينها على مسار حياتى المهنية، ففى ذلك الوقت كانت هناك العديد من الفرص المعروضة، وفاضلت بينها جميعًا، لكن كل الأمور انقلبت رأسًا على عقب، وأغلق عدد كبير من الشركات وقتها، ولم أستسلم للأمر، وتوافرت لى منحة للحصول على درجة الماجستير فى اقتصاديات الشرق الأوسط بألمانيا لمدة سنتين.

■ أين عملتِ بعد حصولك على ماجستير اقتصاديات الشرق الأوسط؟

- عملت فى شركة استشارات لمدة عامين، ثم فى بنك التنمية الإفريقى لمدة ٤ أشهر، فى وظيفة مساعد وزير التعاون الدولى، وكنت منتدبة حينها فى الوزارة، ثم أسست شركتى الخاصة فى العشرينيات من عمرى، كان هذا الحلم الذى راودنى دائمًا، وكل ما فعلته قبلها كان مجرد إعداد وتهيئة لتلك الخطوة التى ستنقلنى إلى أبعد مما تصورت.

■ كيف استفدتِ من تخصصك فى الاقتصاد بمجال ريادة الأعمال؟

- أقدم بعض الخدمات منها إعادة هيكلة الشركات المتوسطة والصغيرة عن طريق تعيين موظفين بمواصفات معينة، وإعادة رسم المخطط الوظيفى، فضلًا عن تقديم برنامج «الحاضنة» الخاص بريادة الأعمال للشركات الناشئة، الذى يتمثل فى تبنى تلك الشركة لمدة تبلغ ٤ أشهر مثلًا، من أجل تقديم المشورة وإبداء الرأى فى كيفية إدارة العمل بالشكل الصحيح.

وأقدم كذلك الاستشارات الحكومية، فقدمت خدماتى لمجموعة من الوزارات والهيئات مثل التجارة والصناعة، والتخطيط والتعاون الدولى، والقوى العاملة، ولهيئات دولية مثل منظمة العمل الدولية، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «يونيدو».

■ ما تعريفكِ لمفهوم ريادة الأعمال؟

- ببساطة يعنى أن شخصًا يفتح نشاطًا تجاريًا مدرًا للربح الخاص، سواء بفرد أو مجموعة من الأفراد، وأن يكون هذا النشاط غير تقليدى ومبدعًا ومختلفًا عن الموجود فى السوق.

ويوجد العديد من المناهج المتبعة فى مصر، لكن لدىّ منهجى الخاص الذى أؤمن به، ويتكون من ١١ فصلًا ما بين التسويق، والإدارة المالية، والموارد البشرية، ودراسة السوق، ودراسة العميل، وتكوين المنتج أو الخدمة.

■ وماذا عن ريادة الأعمال فى مصر تحديدًا؟

- تعانى ريادة الأعمال فى مصر من بعض المشكلات، فالسوق مليئة بالعديد من المعلومات، وقليل جدًا من رواد الأعمال يستطيعون بالفعل الاستفادة من المعلومة وتطبيقها، وذلك لأن البيانات مطلقة.

■ مشكلة السياق لا تزال تسيطر على ريادة الأعمال، والتدريبات والكورسات على قارعة الطريق، لكن مَنْ المستفيد؟ وهل يستطيعون تطبيقها بالشكل السليم؟ 

- لا بد من الاختلاط بالواقع والسوق العملية، وهذا ما جعلنى أقدم خدماتى الاستشارية فى هذا المجال، بسبب الفجوة الكبيرة التى وجدتها بين التعليم وسوق العمل.

■ من وجهة نظرك.. من أين يبدأ رائد الأعمال العصامى؟

- يبدأ بالتركيز على مشكلة داخل السوق، ويخطط لحلها، تمامًا مثلما حدث معى، فأنا عندما بدأت فى مجال ريادة الأعمال، كان ذلك فى أعقاب أحداث ٢٥ يناير، ووقتها كبرى شركات الاستشارات فى العالم تركت مصر واتجهت إلى دبى، ولم يبق سوى ٣ أو ٤ شركات صغيرة، وشعرت بأن طريقتها تقليدية ولا تقدم خدمات على مقاس السوق.

كما يجب على رائد الأعمال أن يجد حلولًا مضمونة ومقنعة ومستدامة، حتى لا يضطر إلى إغلاق شركته الناشئة بعد عام أو عامين، وأن يتطور مع احتياجات السوق، مع التركيز على الجانب الإبداعى.

■ هل نجحت المرأة فى مجال ريادة الأعمال؟

- المرأة لديها وضعها فى هذا المجال، فالكثير من رائدات الأعمال ناجحات وقويات، على الرغم من مشكلاتهن المتعددة اللاتى يواجهنها، خاصة إذا كن أمهات ولديهن مسئوليات أخرى خارج العمل، مقارنة بالرجل ذى المسئوليات المحدودة فى مجتمعنا، ومع ذلك نجد أن هناك رائدات أعمال صاحبات شركات كبيرة، ومسئولات عن الأسرة والأطفال، وهن بحق خارقات للطبيعة ومبهرات.

■ ما النصيحة التى توجهينها لرائد الأعمال المبتدئ؟

- هناك العديد من الشباب الذين ينظرون من بعيد، فيقول الشاب لنفسه: ماذا أفعل؟ هل سأنجح؟.. من المهم لرائد الأعمال أن يعطى مثلما يأخذ، هذه طبيعة السوق، ريادة الأعمال لا تزال فى بداياتها فى المجتمع، ولا بد من التعليم الجيد مع بدايته كرائد أعمال، حتى يصل للنتيجة المطلوبة.

■ كيف تقيمين علاقتك بالموظفين العاملين فى شركات ريادة الأعمال؟

- أقضى معهم أجمل الأوقات، وأكون سعيدة بمراقبة الموظفين يكبرون أمام عينى بمرور السنوات وينشئون شركاتهم الخاصة، هذا أمر يسعدنى، فالاستثمار فى الموظفين من أكثر الأمور المربحة فى الحياة.

■ وماذا عن اختيارك لتكونى مستشارة اقتصادية لوزير الآثار والسياحة الدكتور خالد العنانى؟

- فى ظل أزمة «كورونا» كنت أود المساعدة بأى طريقة، وأرسلت خدماتى للعديد من الأشخاص، والوزارات وكبار رجال الأعمال، وحينها كان الدكتور خالد العنانى حديث عهد بمنصبه الجديد وزيرًا للآثار والسياحة بعد ضم الوزارتين، وبالفعل استجاب للدعوة، وقابلته، وتناقشنا فى استراتيجيات العمل، وتم تعيينى مستشارة اقتصادية له.

■ تعملين بالفن إلى جانب التدريس فى الجامعة الأمريكية.. ما الذى أضافه الفن لمسيرتك المهنية؟

- شاركت بالتمثيل فى عملين فنيين، هما مسلسل «ليالى أوجينى» و«هجمة مرتدة»، وأجيد عزف الموسيقى، فى الحقيقة أنا أفعل كل ما يمس شيئًا بداخلى، وفى المقدمة ريادة الأعمال، فهى بالنسبة لى ممتعة جدًا.

استطعت أن أنشئ شركة دون رأسمال كبير أو موظفين أو حتى «براند» فى بداية الأمر، كما أننى أجد التدريس أمرًا مشجعًا، وفرصة للتواصل مع الشباب، أما الفن فهو فرصة لتغذية طاقة الإبداع، فالحياة ليست من أجل العمل والتعب فقط، هناك جوانب أخرى تؤسس شخصياتنا.

تاريخ الخبر: 2021-12-28 19:26:39
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 57%
الأهمية: 57%

آخر الأخبار حول العالم

البرج: مشاريع في المياه والتهيئة برأس الوادي

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 03:24:13
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 62%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية