مختصون في ندوة النصر: ثقافـــة استهــلاك و تخزيــن زيت الزيتـون ترهـن تسويقـــه

أجمع مختصون في ندوة النصر، على أن هناك مغالطات كبيرة و ثقافة استهلاكية خاطئة لزيت الزيتون بالجزائر، حيث أنها بعيدة عن المعايير العالمية خصوصا أن نسبة كبيرة منه تُنتج محليا، كما أن طرق التخزين و التعليب التي توارثها الجزائريون غير صحيحة، داعين إلى وجوب العمل على توسيع نشاط مخابر مراقبة الجودة و النوعية، وإقناع المواطن بأن ما يستهلكه بعيد عن الزيت ذي الجودة العالية.

ندوة من إعداد: كريم طويل

* محمد بن الصغير صاحب معصرة و مُصدِّر
الممارسات الخاطئة تصعب ترويج الزيت الجيد
يرى، محمد بن صغير، وهو فلاح و صاحب معصرة” زيت كتامة” و مُصدّر لزيت الزيتون، بأن الثقافة الاستهلاكية  لهذه المادة والسائدة لدى أغلب المواطنين خاطئة،  الأمر الذي جعله يجد صعوبات عديدة في تسويق زيته المنتج وفق المواصفات الصحية و العالمية محليا.

و قال، المتحدث، إنه استطاع بعد جهد متواصل تصدير كميات من زيت الزيتون نحو السوق الأوربية، بعدما واجه صعوبات محليا، أبرزها الممارسات السلبية و الأفكار الخاطئة المتوارثة حول استهلاك زيت الزيتون.
ويضيف الفلاح أن الحصول على زيت يتوافق مع المعايير العلمية و الصحية العالمية لتسويقه، يتطلب تتبع العديد من الخطوات و المراحل، حيث تنطلق من جني الزيتون بطرق حديثة، و اللجوء للمعاصر الحديثة، أما الأنواع الموجودة فهي في زيت الزيتون البكر الممتاز، البكر و العادي.
 وفي أوروبا، يتم فرض عدة معايير من أجل دخول السوق، إذ يتم قبول الزيت البكر الممتاز و الزيت البكر، و جلها ترتكز على درجة الحموضة، التي تتراوح بين 0.2 غرام في اللتر، إلى 2.2 غرام في اللتر، لتسويق المنتوج للاستعمال في الأكل.
و يتابع محدثنا “تجربتي كانت تعتمد على اتباع الطرق العلمية، على غرار موعد جني الزيتون و الذي يكون في وقت محدد، بعدها أقوم بنقله في أقل من 72 ساعة للمعصرة، و أضمن نقله في صناديق بلاستيكية”، ويضيف الفلاح “يجب خلال مرحلة تخزين زيت الزيتون وضعه في قارورات من  الزجاج أو  الإينوكص أو الطين”
وقال المستثمر، بأنه ينبغي توعية أصحاب المعاصر بعدم حرق الزيتون، كما أعطى مثالا بأنه لابد من توفير شروط للطحن، و أبرزها أن لا تتجاوز درجة الحرارة 27 درجة عند القيام بهذه العملية.
و أشار بن صغير، إلى أنه حاول إدخال ثقافة استهلاك زيت الزيتون بمواصفات عالمية وصحية، لكنه وجد صعوبة كبيرة، فجل من يشتري كمية من الزيت يقوم بإرجاعها، لأن المستهلك الجزائري يركز، حسبه، على عدة معايير حسية خاطئة، مثل المذاق الحلو و اللون الأخضر، وهي صعوبات قال إنها دفعته إلى التوجه لتصدير المنتوج نحو الخارج، و ذلك بكمية تقارب 10 ألاف لتر نحو فرنسا، كما لجأ للتعليب بطرق صحية تراعي عدة معايير و شروط.

* عبد العالي علاب رئيس مكتب الإرشاد و التكوين بمديرية الفلاحة
نركز على تحسيس أصحاب المعاصر لتقديم منتوج ذي جودة عالية
أشار، عبد العالي علاب، رئيس مكتب الإرشاد و التكوين بمديرية الفلاحة بجيجل، إلى وجود ممارسات خاطئة في جني محصول الزيتون و تحويله في العديد من المعاصر، ما يتطلب، العمل على تحسيس العائلات و المعاصر بالطرق السليمة الواجب إتباعها.

و ذكر رئيس المكتب بأن الوزارة الوصية تسعى إلى تصحيح العديد من الممارسات الخاطئة في جني الزيتون من قبل المواطنين، و كذا توفير كافة الشروط الصحيحة للعصر و تقديم منتج صحي ذي جودة للمستهلك، واستعرض تجربة ولاية جيجل في عملية التحسيس بحيث تمت خلال هذا الموسم برمجة خرجات إرشادية و حملة ولائية لمرافقة معاصر زيت الـزيتون بزيارة أكثر من 100 معصرة.
و سيتم الوصول إلى كل المعاصر عبر الولاية و المقدرة هذا العام بـ 164 معصرة، أين يتم عبر مختلف الخرجات التطرق إلى تحسين كل الممارسات الجيدة التي يجب التركيـز عليها من نظافة، احترام الشروط الصحية، مدة العجن، درجة حرارة العجين، العصر، و تخزين الزيت.
كما تم تقديم كل المعايير الحسية و الكميائية لزيت الزيتون و التي يجب المحافظة عليها لإنتاج زيت عالي الجودة، كما شُرع في تطبيق القرار المتعلق بإنشاء المدارس الحقلية لشعبة الزيتون، و التي سيتم من خلالها التطرق لأهمية الجني بالطرق السليمة للمحافظة على صحة الشجرة و حبات الزيتون الموجهة للمعاصر و تكوين الفلاحين.

* الدكتور لعشيبي موسى الإطار بمعهد الأبحاث الزراعية
الجزائري يدفع مبالغ باهظة لشراء زيت غير صحي
قال الدكتور لعشيبي موسى وهو إطار بالمعهد الوطني للأبحاث الزراعية، بأن الجزائري يقتني زيت الزيتون المنتج محليا بأسعار مرتفعة مقارنة بثمنه في السوق العالمي، ويرى أن الثقافة المتوارثة في استهلاكه خاطئة ويجب العمل على توعية المستهلك حول الزيت الصحي.

و ذكر المختص، بأنه لابد من تحسيس المواطن بأهمية نوعية زيت الزيتون المنتج في الظروف الصحـيـة، إذ لابد أن يـرتبط بقيمة غذائية و صحية، تتجلى تدريجيا عبر الغـرس و الاعتناء بالشجرة،  وصولا إلى الجني،  نقل الزيتون و ظروف عصره و تخزينه، مضيفا بأن مراقبة الزيت المستخرج من قبل الجهات المختصة جد مهم، فالتخزين و التعليب لابد من أن يتما في ظروف و شروط صحية دقيقة.
و لا تتجاوز مدة التخزين سنتين، مع وجوب توفر شهادات الضمان من قبل مخابر معتمدة، و الملاحظ عموما، حسب المختص، وجود مفاهيم خاطئة لدى بعض المنتجين الذين يشتغلون خارج الإطار التنظيمي، بالإضافة إلى وجود أصحاب معاصر يروجون لمفاهيم خاطئة، مع انتشار ظاهرة بيع الزيت بالمحلات التجارية في قارورات لا تراعي المعايير الصحية، يرافقها عدم وعي المستهلك بخطورة طرق التعليب و الحفظ الخاطئة.
و قال الإطار بأن الواقع الجزائري يشير إلى أن جل الكميات المنتجة، تكون من قبل العائلات و هي الجهة المسؤولة عن ضخها في السوق بطرق غير صحية،  مضيفا أن ضعف قوة الإنتاج وفق معايير سليمة يعتبر من بين العوامل المساعدة على تسويق منتوج دون مواصفات صحية و ذات جودة.
من جهة أخرى، قال المتحدث إن الكميات المنتجة من مختلف الأصناف، لا تلبي احتياجات السوق المحلية، فالمعطيات تُظهر أن المخزون الموجود بالمعاصر، ينفد في أقل من ثلاثة أشهر، بدليل تصريحات أصحاب المعاصر، الذين أكدوا وجود طلب كبير على الزيتون المنتج محليا حسب كل منطقة، وهو أحد أهم العوامل التي يجب مراعاتها.
و أضاف المتحدث، بأنه يجب دفع الجزائري إلى استهلاك الزيت بالمعايير الصحية العالمية،  كما قال إن سعر زيت الزيتون المنتج محليا يصل لحدود 1000 دينار للتر، وهو أغلى من ثمنه في السوق العالمية، الذي يصل إلى حوالي 400 دينار كأقصى تقدير و بمواصفات عالية، على عكس الأول.

* يدوي الطيب الأستاذ بقسم الميكروبيولجيا التطبيقية وعلوم التغذية
يُمنع التخزين في القارورات البلاستيكية غير الغذائية
حذّر يدوي الطيب الأستاذ بقسم الميكروبيولجيا التطبيقية و علوم التغذية بجامعة جيجل، بأن تخزين زيت الزيتون في القارورات البلاستيكية غير الغذائية خطير للغاية، و يجب أن يتم منعه من قبل السلطات.

و أوضح المختص، بأن استعمال القارورات البلاستيكية غير الغذائية، يمكن أن يحدث تفاعلات بين الزيت و المادة البلاستيكية، و ينصح استعمال الزجاج أو الألمنيوم أو اللجوء للبلاستيك الغذائي، و كذا تخزينه في مكان مظلم لا يصله الضوء، فكلما تعرض الزيت للضوء، حسبه، زادت نسبة الأكسدة.
و أشار المتحدث إلى أن استعمال الطرق التقليدية قديما، ناجم عن الحاجة التي كان يعيشها الأفراد في تلك الفترة، حيث حاولوا من خلالها الحفاظ على المنتوج و تسهيل عملية الطحن، ومع مرور الوقت، عوضت الآلة النقص الحاصل، لذلك يفضل أن يتم إتباع الطرق الحديثة عبر الجني و العصر، مؤكدا بأن جل زيت الزيتون المعصور بالطرق التقليدية، نسبة الحموضة به مرتفعة.
و قال الأستاذ، بأنه لابد من المرور إلى مرحلة الإنتاج الصناعي، عبر اتخاذ جملة من الإجراءات على غرار انخراط العائلات في إنتاج زيت زيتون تنافسي أو تقديم دعم للمستثمرين لغرس حقول الزيتون، و يمكن الاعتماد عليها في ضمان توفير إنتاج حقيقي يوجه للتصدير و للاستهلاك المحلي.
كـ. ط

تاريخ الخبر: 2021-12-29 11:30:05
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 51%
الأهمية: 59%

آخر الأخبار حول العالم

أهدى شقيقته خاتماً في زفافها.. فقتلته أسرة زوجته! - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-07 03:23:36
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 67%

وفاة قبطان سفينة «تيتانيك» برنارد هيل - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-07 03:23:35
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 65%

شخص يتقدم بـ 21 ألف شكوى من ضوضاء الطائرات - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-07 03:23:37
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 52%

قتل زوجته ففضحه «قوقل»! - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-07 03:23:34
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 51%

دعاية النظام الجزائري.. خطاب صبياني واتهامات مضللة

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-07 03:24:50
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 51%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية