بلغ عدد الواصلين الى السواحل الايطالية 16 الف و700 شخص منذ بداية السنة الى غاية 27 من الشهر الجاري ويمثل التونسيون 45 % منهم.
تتعرض قوارب الهجرة غير النظامية الى الغرق يوميا وتطفو جثث المهاجرين الحالمين بالسواحل الايطالية على الشواطئ بين الفترة والاخرى، ورغم ذلك تتواصل عمليات الهجرة بصفة يومية من السواحل التونسية فقد بلغ عدد الذين تم منعهم منذ بداية السنة الحالية الى غاية يوم 27 ديسمبر اكثر من 26 الف و231 شخصا، في حين تمكن ما لا يقل عن 16700 شخصا من الوصول الى السواحل الايطالية.
ويظل مصير العديد من المهاجرين مجهولا ويتم ترحيل البعض الاخر قسرا دون احترام لحقهم في اللجوء وفي هذا الاطار انعقدت امس ندوة صحفية بمقر نقابة الصحفيين طالب فيها ممثلون عن منظمات حقوقية بوقف كل مسارات التعاون مع الجانب الايطالي في مجال الهجرة إلى حين الكشف عن مصير المهاجرين التونسيين غير النظاميين المفقودين والكشف عن ملابسات وفاة العديد منهم في ظروف مسترابة.
وتاتى هذه الندوة التى شارك فيها ممثلون عن المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان ومنظمة محامون بلا حدود، فضلا عن مشاركة النائب في البرلمان المجمدة اعماله، عن التيار الديمقراطي المقيم بايطاليا على خلفية الزيارة المرتقبة لوزير الشؤون الخارجيّة الايطالية.
وتهدف الندوة وفق رمضان بن عمر عن المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية الى الكشف عن الوفاة المسترابة للمهاجر التونسي وسام عبد اللطيف في 28 نوفمبر الماضي بعد نقله من مركز لاحتجاز المهاجرين بروما إلى أحد المستشفيات، إضافة إلى المطالبة بالكشف عن مصير آلاف المهاجرين التونسيين غير النظاميين الذين انقطعت اخبارهم منذ سنوات.
وقال بن عمر إن الجانبين الايطالي والأوروبي يفرضان على تونس مسارات غير عادلة من خلال انتهاك حقوق المهاجرين وسوء معاملتهم منذ وصولهم إلى السواحل الايطالية كذلك من خلال عملية الترحيل القسري التي تطالهم دون اي احترام لحقهم في اللجوء وقد رحلت السلطات الايطالية خلال العشرية الماضية اكثر من عشرة الاف مهاجر تونسي غير نظامي، مفيدا انها رحلت خلال العام الجاري والى غاية شهر افريل الماضي 1651 مهاجرا تونسيا غير نظامي، بالتعاون مع السلطات التونسية عبر مطار طبرقة بعيدا عن رقابة الصحافة ومنظمات المجتمع المدني...
كما طالب رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان طاهر الطاهري من السلطات التونسية بالتدخل للكشف عن ملابسات وفاة المهاجر التونسي غير النظامي وسام عبد اللطيف، مؤكدا أن هذا المهاجر توفي في ظروف مريبة اثر تعرضه لسوء معاملة بحسب شهود عيان.
كما انتقد ما اعتبره انخراطا من قبل السلطات التونسية في عمليات الترحيل القسري للمهاجرين التونسيين غير النظاميين من ايطاليا، معربا عن امتعاضه من غياب الشفافية في مسار التعاون التونسي الايطالي في مجال الهجرة وعدم اعلام الراي العام الوطني بكل ما يقع من اتفاقات ثنائية في هذا المجال.
