نادى تحالف للمستقلين بالبرلمان المحلول، بضرورة التوافق على وحدة السودان بحدوده الجغرافية الحالية، وطرح مبادرة للتوافق بين القوى السياسية والمجتمعية بالبلاد.
التغيير- الخرطوم: سارة تاج السر
أعلن تحالف النواب المستقلين بالبرلمان السوداني المحلول، أمس الثلاثاء، مبادرة للصلح بين القوى السياسية والمجتمعية بالبلاد.
وأودع التحالف- الذي تكون داخل الهيئة التشريعية في النظام البائد- نسخة من مبادرته منضدتي رئيس مجلس السيادة الانقلابي عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
وسيطر حزب المؤتمر الوطني المحلول على أغلبية مقاعد المجلس الوطني المحلول، وبموازاة ذلك شكل مجموعة من المستقلين تحالفاً لمناهضة القرارات والإجراءات التي كان يمررها الحزب بالأغلبية الميكانيكية، غير أن صوتهم لم يكن مؤثراً.
بنود المبادرة
وتتضمن المبادرة «6» بنود أبرزها ضرورة التوافق على وحدة السودان بحدوده الجغرافية الحالية، والاعتراف بمبدأ المواطنة القائم على الحقوق والواجبات لجميع السودانيين بكافة إثنياتهم وأعرافهم وتقاليدهم وثقافتهم.
وتحدثت المبادرة عن ضرورة توفير المعاش للمواطنين عبر توفير جميع مدخلات الإنتاج قبل وقتٍ كاف للمنتجين، بجانب توفير سبل العيش الكريم للفقراء والنازحين والمعوقين وفاقدي السند بعدالة، عبر آليات مجتمعية شفافة ورقابة حاسمة من الحكومة والمجتمع.
ونص البند الرابع من المبادرة، على إلزام الحكومة بتعويض أسر الشهداء والمعاقين بصورة مجزية وعادلة وبشكل عاجل، ومحاكمة كل من تسبب في إهدار الأموال وارتكب الجرائم وانتهك الحرمات بمحاكم عادلة وعاجلة دون تسييس، والتوافق على تنمية الوطن سياسياً وأمنياً ودبلوماسياً برسم خارطة سياسة خارجية متوازنة تحفظ للبلاد مكانتها وسط إقليمها وجيرانها.
اتصالات
وقال رئيس التحالف محمد طاهر عسيل في مؤتمر صحفي عقد بالخرطوم أمس، إنهم سيباشرون اتصالات بجميع القوى السياسية باستثناء المؤتمر الوطني، اعتباراً من اليوم الأربعاء، وأوضح أن اللقاءات تشمل اللجنة المركزية لقوى الحرية والتغيير وقوى الميثاق الوطني، حزب الأمة القومي، الاتحادي الديمقراطي الأصل، الشيوعي، المؤتمر الشعبي، وقوى الحراك الوطني، بجانب تجمع المهنيين، لجان المقاومة، إضافة إلى عبد الواحد محمد نور، وعبد العزيز الحلو، والإدارات الأهلية والطرق الصوفية وأساتذة الجامعات ورجال الأعمال.
وشدد على أنهم ليسوا طلاب مناصب لأن قضيتهم الوطن ابتداءً.
مجرد وسيط
وتوقع عضو التحالف أحمد صباح الخير، عدم تجاوب بعض القوى السياسية مع المبادرة، واتهم قوى الحرية والتغيير «المجلس المركزي» بالتنكر لهم بعد وصولهم السلطة.
وأشار إلى أنه لا أحد يمكنه المزايدة على مواقف النواب المستقلين الذين شكّلوا جبهة معارضة واضحة في وجه النظام المخلوع.
فيما أكد عضو التحالف عبد الجليل عجبين، أنهم مجرد وسيط لإحداث عملية التفاف سياسي لأنها الضامن الوحيد لبناء قانوني ومؤسسى لكل مؤسسات الدولة بجانب اكتمال هياكل الدولة العدلية من مجلس القضاء العالي، مجلس النيابة، المحكمة الدستورية.
وأشار عجبين إلى أنه في ظل التشظي الحالى يصعب تحقيق عدالة انتقالية.
ويمر السودان بفترة غير مسبوقة من انسداد الأفق السياسي بعد قيام قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، بانقلاب عسكري على الحكومة الانتقالية في 25 اكتوبر الماضي، والذي قوبل برفض حزبي وشعبي واسع وأدى لكثير من التعقيدات في المشهد.
