حالة من الضبابية نستشعرها حول مستقبل التطورات الإقليمية والعالمية خلال عام 2022، وهو أمر مدفوع بديناميكية التطورات الحالية للأوضاع العالمية خاصةً في ظل ما تفرضه متغيرات جائحة (كورونا) من تداعيات مختلفة على الأوضاع الداخلية والخارجية للعديد من دول العالم، حيث شهد عام 2021 تغيّرًا في مرحلة الأزمة الاقتصادية العالمية، والانتقال من الانكماش إلى تسارع التضخم. وفي ضوء هذا طرح مركز الدراسات الإستراتيجية والأمنية الأمريكي (ستراتفور) توقعاته عن أبرز الاتجاهات العالمية والإقليمية المحتملة في عام 2022، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو حتى عسكرية في مناطق العالم المختلفة، ولفت تقرير (ستراتفور) إلى أن الاقتصاد العالمي سيواصل انتعاشه غير المتكافئ، وسط التقدم في تطعيمات (كوفيد-19) في معظم البلدان المتقدمة، مع خطر تفشي الأمراض الجديدة.
ويهتم التقرير في المقدمة بأوضاع الاقتصاد في الولايات المتحدة التي تزداد التوترات الاقتصادية بينها وبين الصين في عام 2022 حيث تُقيد "الولايات المتحدة" وصول "الصين" إلى التكنولوجيا الغربية، وتُحافظ على الرسوم الجمركية المرتفعة على السلع الصينية، كما أظهرت إدارة الرئيس الأمريكي، "جو بايدن" القليل من الاستعداد لتخفيف بعض القيود التي فرضها أسلافه على التجارة الصينية.
وفي أفضل الظروف نجد أن النمو في الولايات المتحدة معتدل، كما أن هناك عراقيل بعينها لا تزال في طريق خطط بايدن من بين الديمقراطيين أنفسهم.
وتطرّق التقرير إلى نمو الهجمات الإلكترونية ذات الدوافع المالية في عام 2022 خاصةً أن المجرمين يستهدفون بدرجة متزايدة أجهزة الجيل الخامس والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء ما يتسبب في مزيد من الاضطرابات وزيادة متطلبات الأمن السيبراني الجديدة في الدول.
ولعله من الطبيعي ألا يغفل التقرير عن برنامج إيران النووي، خاصة أن التقرير قد سُرِّبَت أجزاء منه.
في وقت تعاني فيه المفاوضات في فيينا بشأن برنامج إيران النووي حالة من حالات التعثر الشديدة، حيث نجد أن التقرير يُرجح أن تُسفر المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران عن اتفاق محدود يضمن أن تُخفض "طهران" بعض أنشطتها النووية مقابل تخفيف العقوبات؛ إذ إن رغبة الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين القوية في إبطاء البرنامج النووي الإيراني، بجانب رغبة "طهران" القوية في تخفيف العقوبات وتجنب صراع كبير ستظل تدفع كلا الجانبين إلى العودة إلى طاولة المفاوضات.
السطر الأخير والخطير في التسريبات كان موصولاً. بالأوضاع بين روسيا وأوكرانيا، حيث توقعت «ستراتفور» أن روسيا وحال فشل المفاوضات الأمنية مع واشنطن يمكن أن تُقدِم على عملية عسكرية ولو محدودة تجاه أوكرانيا.
@HindAlahmed
