لم يكن مستبعداً أن يمر الهلال بحالة من الاهتزاز الفني بعد فوزه بدوري أبطال آسيا وتأهله للمرة الثالثة في تاريخه إلى كأس العالم للأندية، إذ منذ بدأ الموسم مع البرتغالي جارديم والفريق "الأزرق" لم يكن بكامل عافيته، وعجز عن إقناع جماهيره الكبيرة بأنه الفريق الذي ينتظرونه مع مدربه الذي يملك اسماً وسيرة جديرتين بالاحترام.
وليست المرة الأولى التي يحقق فيها "الزعيم" بطولة ويعتلي منصات المجد وهو دون إقناع فني يليق باسمه وقيمته، وهو ما لم تتنبه له إدارة الرئيس فهد بن نافل، إذ كان الفريق بحاجة منذ بداية الموسم الماضي لتجديد حقيقي على مستوى العنصر الأجنبي وهو ما لم يحدث ليستمر الفريق بعيداً عن المعهود وتتفاقم أزمته ويرحل مدربه الروماني رازفان وهو الرحيل الذي لم يُحدث المأمول منه.
بات واضحاً أن بقاء الثلاثي كويلار وكاريلو وغوميز لن يضيف الجديد للفريق، وقبلهم كان أكثر وضوحاً أن الأرجنتيني فييتو سيأخذ خانة لاعب أجنبي دون تأثير يُذكر، صحيح أن الفترة الحالية لا تحتمل تغيير الرباعي الأجنبي لكن تغيير اسمين إلى ثلاثة أسماء قبل كأس العالم يبدو أمراً منطقياً، بل ومطلباً كبيراً وواقعياً للمدرج الكبير الذي لطالما أثبت التاريخ أن رؤيته هي الأدق والأصوب، إذ تعلمنا التجارب أن لا رأي أكثر صحة من إجماع المدرج.
في الوقت ذاته، لا أعلم إن كان صانع القرار الهلالي وتحديداً الرئيس فهد بن نافل وقف بنفسه على علاقة المدرب جارديم بلاعبي فريقه وإن كان استشار لاعبي الفريق في مسألة تحديد المدرب، أو إن كان ناقش المدرب ودرس معه مستقبل الفريق معه وقدرته على التعامل مع هذا المطب وإخراج الفريق منه إن من خلال العمل على تصحيح الفوضى الفنية وتغيير القناعات التي شوهت صورة الهلال أو عبر إدارة ملف العناصر الأجنبية والتدعيم المنتظر قبل الاستحقاق العالمي الكبير وبقية المنافسات.
لا يحتاج الأمر إلى كثير من التأني والمراجعة، فالوقت عامل مهم وخطير حين يتعلق الأمر باتخاذ قرار داخل منظومة فرق كرة القدم، وهو يختلف عن اتخاذ قرار إداري أو قرار يتعلق بإدارة شركة أو منظمة غير رياضية، فالوقت والنتائج وحدة المنافسة وقبل ذلك الجماهير لن ترحم الممسكين بدفة القيادة، ولطالما كان الإخفاق والفشل ممحاة لأكبر المنجزات وإن كانت غير مسبوقة، وبالتالي فإن أزمة الهلال حقيقية وليست عابرة وليست ثمة مبالغة إن وضع عشاق "الزعيم العالمي" أيديهم على قلوبهم بانتظار تحرك الرئيس.
نقلا عن "الرياض"
