يقدمها: محمد الشندويلى
فقدت مصر الاسبوع الماضى أحد أعمدة ب بعد رحلة عطاء فى الابتهالات والإنشاد الدينى استمرت أكثر من ستين عاما.. وفضيلته لم يكن منشدا أو مبتهلا وإنما بدأت رحلته منذ طفولته فى كقارىء متميز.. ولكن حبه وتعلقه بالإنشاد هو الذى جعله يسبح فى بحر الإنشاد مما جعل له سمته وجمهوره ومحبوه وتلاميذه.. رحل بعد أيام قصيرة من اصابته ب.
ولد فضيلة الشيخ رفيق على النكلاوى وشهرته الشيخ رفيق النكلاوى - فى 5/4/1942م بقرية الأصلاب - مركز شبراخيت محافظة البحيرة - حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ سيد خليفة - صاحب كتاب من كتاتيب القرية.. والده فلاح بسيط توفى وعمره أربع سنوات - مع حفظه للقرآن - وجدته أم والدته هى التى قامت على تربيته ورعايته - حفظ القرآن الكريم فى سن مبكرة وعمره لا يتعدى الحادية عشرة فبدأ منذ نعومة أظفاره فى قراءة القرآن الكريم تلاوة.. وشجعه الكثيرون نظرا لتميز صوته فى قراءة القرآن الكريم.
التحق بمعهد القرآن بدمنهور.. وبدأ يتجه للإنشاد الدينى تأثرا ببعض المنشدين القدامى مثل الشيخ سيد النقشبندى والشيخ الفيومى وغيرهم وعندما كان عمره لا يتعدى الخامسة عشرة بدأ بالإنشاد.. فى موالد العارفين بالله.. وإحياء الليالى كمنشد دينى.
قصة دخوله الإذاعة
فى بداية الثمانينيات تقدم فضيلته بطلب للإذاعة المصرية بطلب لدخوله الإذاعة.. كمبتهل دينى بتشجيع من المستمعين وبعض المسئولين وذكر الشيخ رفيق فى مذكراته أنه كان خائفا من دخوله الإذاعة نظرا للاختبارات الكثيرة.. وصلى الظهر ودعياً الله أن يثبته أمام لجنة اختبار القراء بالإذاعة.. وفعلا اجتاز الاختبار من أول وهلة.. وخرج من الإذاعة ليحصل على أعلى الدرجات كمبتهل ومنشد ديني..
ويعتبر الشيخ رفيق من المبتهلين والمنشدين فى المحافل والموالد.. فكل ذلك أعطاه شعبية كبيرة وكل ذلك كان قبل دخوله الإذاعة ويعتبر أول نقل إذاعى على الهواء مباشرة لفضيلته.. كان معه القارىء فضيلة الشيخ محمد أحمد شبيب كقارىء رحمه الله فى مسجد الإمام الحسين.. وهذا أول فجر إذاعى له سنة 1984م.
مبتهلاً ومنشداً عالمياً
الجدير بالذكر أن فضيلة الشيخ رفيق النكلاوى - من أوائل المبتهلين الذين سافروا وأحيوا ليالى دينية فى بعض الدول العربية وغيرها مثل الطرق بدعوى كريمة من الحكومة العراقية وقد حضرها الرئيس الراحل صدام حسين وأثنى عليه وأعجب به.
وسافر إلى المملكة العربية السعودية على مدار سنوات متتالية.. وكان بدعوة من محبى الإنشاد الدينى ثم سافر إلى سوريا إبان حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد وابنه الرئيس الحالى بشار الأسد والذى كرمه..
وسافر إلى دولة فلسطين وصلى فى المسجد الأقصي.. وكما قلنا قبل ذلك أنه سافر إلى السعودية ليؤدى الصلوات فى المسجد الحرام.
مواقف
كان رحمه الله رقيقا - ومتصوفا - وعزيز النفس بعيداً كل البعد عن ذكر عيوب زملائه - ولم يغتاب أحدا وكان محبا للجميع وجميع زملائه يذكرونه بالخير حتى فى إنشاده كان له أسلوبه الخاص به والمميز به - تعرفه من أول وهلة - تعرف أنه الشيخ رفيق.
الخشت والنكلاوى
يقول فضيلة الشيخ محمود الخشت القارىء الإذاعى الكبير - ونائب نقيب محفظى وقراء القرآن الكريم.. أننى صحبت الشيخ رفيق النكلاوى فى أمسيات دينية كثيرة - فوجدته قارئا للقرآن الكريم مجيداً.. ومبتهلا قلما تجد مثله أعطى لنفسه لونا خاصا به - يختلف كل الاختلاف فى سمته وبصمته فى الإنشاد جعلته أحد أعمدة الإنشاد الديني.. وهذا ما يؤكده كل المنشدين والمبتهلين.
أسرته
تزوج فضيلته فى عام 1964م.. وله من الأبناء على رفيق يعمل بوزارة الصحة ونجلاء وتعمل بوزارة الزراعة وعماد ويعمل بالهيئة الوطنية للإعلام ومحمود ويعمل بإحدى قرى الساحل الشمالى وزينب وتعمل بكهرباء البحيرة وأحمد ويعمل بشركة كهرباء البحيرة.. وأسماء وتعمل بهيئة البريد المصري.
ثم توفيت زوجته عام 2009 ثم تزوج بأخرى وأنجب آخر أبنائه فى الصف الرابع الابتدائى وفضيلته لم يورثهم لا دينارا ولا درهما.. وإنما ورثهم تقوى الله وكتابه الكريم..
الوفاة
توفى فضيلته يوم الثلاثاء الموافق 21 ديسمبر عام 2021 فى الساعة التاسعة صباحا.. وقد أصاب فضيلته بفيروس كورونا.. ومن المفارقات أنه كان له آخر فجر أذيع على الهواء مباشرة يوم الثانى من ديسمبر الحالي.. وكان متجليا.. كما أشار الإذاعيون والمستمعون - إنه كان فى لحظة تجلى وكأنه يودع الدنيا بما فيها.