مرّت على عام 2021 أحداث عديدة أثّرت على مختلف بلدان العالم، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، على غرار اقتحام أنصار ترامب مبنى الكابيتول وتنصيب بايدن الرئيس 46 لأمريكا وسيطرة طالبان على حكم أفغانستان.

نستعرض عليكم في الورقة التالية أبرز الأحداث العالمية التي هزّت العالم.

جانفي: اقتحام مبنى الكابيتول في أمريكا 

لم يعرف التاريخ الأمريكي أحداثا بقوّة وجسامة ما شهده مبنى الكابيتول بتاريخ 6 جانفي 2021، عندما اقتحم عدد من المتظاهرين المبنى في محاولة لمنع المصادقة على فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية، وهو ما عطل مصادقة الكونغرس الأمريكي على نتائج الانتخابات وأسفر عن مقتل 5 أشخاص من بينهم ضابط شرطة الكابيتول فضلا عن عشرات المصابين.

ومع ذلك فقد تولى الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن مهامه رسميا بتاريخ 20 جانفي، وأصبح بذلك الرئيس 46 في تاريخ الولايات المتحدة في ظلّ جو مشحون عاشته البلاد في ختام حكم الجمهوري الشعبوي دونالد ترامب.

فيفري: وصول "مسبار الأمل" إلى كوكب المريخ

وفي 9 فيفري وصل "مسبار الأمل" الإماراتي إلى كوكب المريخ، وهي أبعد نقطة في الكون يصلها العرب عبر تاريخهم، بهدف فهم أفضل للتغيرات المناخية على المريخ، واكتشاف أسباب تآكل الغلاف الجوي، ما أدى إلى غياب بيئة مناسبة للحياة على سطحه، لتصبح الإمارات بذلك خامس دولة في العالم، وأول دولة عربية تنجح في وضع مسبار فضائي في مدار كوكب المريخ.

مارس: جنوح سفينة ضخمة في قناة السويس المصرية وتوقف حركة الملاحة

في 23 مارس 2021، توقفت حركة الملاحة البحرية في قناة السويس المصرية، بسبب حادثة جنوح سفينة الحاويات، بعد أن واجهت السفينة عاصفة رملية قوية بلغت سرعتها 50 كيلومتر في الساعة (27 عقدة)، وتسببت العاصفة في فقدان السيطرة على السفينة وانحراف هيكلها وباتت محصورة بين جانبي القناة، مما تسبب في انسداد القناة وتوقف حركة الملاحة البحرية.
وأسفر الحادث عن تشكّل طابور طويل من السفن على الممر المائي مكون من نحو 150 سفينة بانتظار حل المشكلة، بينما توقفت 15 سفينة أخرى على الأقل في المراسي.

أفريل: مصر تخطف الأنظار بـ "موكب المومياوات الملكية"

وبتاريخ 3 أفريل 2021، توجهت أنظار العالم إلى مصر في إطار حدث عظيم عُرف بـ "موكب المومياوات الملكية"، حيث تمّ نقل 22 مومياء ملكية من المتحف المصري إلى موقعها الجديد بالمتحف القومي للحضارة بالفسطاط، واجتماعهم لأول مرة وذلك بعد ترميم أجسادهم. 

ماي: انقلاب عسكري في مالي

وبتاريخ 24 ماي من هذه السنة وقع انقلاب عسكري في مالي يعد الثالث من نوعه خلال الـ 10 سنوات الأخيرة، تم بناء عليه وضع الرئيس "باه نداو" ورئيس الوزراء قيد الإقامة الجبرية، ثم تمّ إطلاق سراحهما لاحقا.

جوان: تشكيل حكومة جديدة في الجزائر

وفي 7 جوان تمّ تشكيل حكومة جديدة في الجزائر برئاسة أيمن بن عبد الرحمن، وفي اليوم ذاته تمّ اغتيال رئيس هايتي جوفينيل مويس على يدّ مجموعة من المسلحين في مقر إقامته.

وفي الخامس عشر من جوان اجتاحت عدةّ دول أوروبية أمطار غزيرة وفيضانات مدمرة، أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 180 شخصا وفقد آخرين، ووصفت تلك الموجة بأنّها الأسوأ منذ عقود في أوروبا الغربية، في خطّ متواصل مع تصاعد خطر التغير المناخي على العالم، وبعد أيام من هذه الفيضانات توفي ما لا يقل عن 250 شخصا جراء فيضانات شديدة اجتاحت ولاية ماهاراشترا الهندية.

جويلية: الجزائر تقطع علاقاتها مع المغرب

وقد شهدت العلاقات الجزائرية المغربية توترا شديدا هذه السنة، بسبب قضية الصحراء الغربية على وجه الخصوص، أدّى إلى إعلان الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب بتاريخ 20 جويلية.

وفي معرض تقديم الأسباب التي أدت إلى هذا القرار قال وزير الخارجية الجزائري "لقد ثبت تاريخيا، وبكل موضوعية، أن المملكة المغربية لم تتوقف يوما عن القيام بأعمال غير ودية وأعمال عدائية ودنيئة ضد بلدنا وذلك منذ استقلال الجزائر" في 1962، ساردا الأحداث منذ حرب 1963 إلى عملية التجسس الاخيرة باستخدام برنامج بيغاسوس الإسرائيلي.

أوت: طالبان تسيطر على أفغانستان

تطورات متسارعة شهدتها أفغانستان في 15 أوت، تمثلت في استعادة حركة طالبان السيطرة على أفغانستان وتوجت حملتها العسكرية بتسلم كابل بعد انهيار الحكومة الأفغانية وقواتها ومغادرة الرئيس أشرف غني البلاد إثر الانسحاب الأمريكي نهائيا.

سبتمبر: وفاة رئيس الجزائر سابقا عبد العزيز بوتفليقة 

وبتاريخ 17 سبتمبر  وفاة الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة عن عمر ناهز 84 عاما، وكان بوتفليقة الرئيس السابع للبلاد منذ استقلالها عن فرنسا عام 1962، ويعدّ بوتفليقة الرئيس الأطول حكما للجزائر ببقائه ما يقارب 20 عام في الحكم، وذلك من 1999 حتى 2019.

وبعد أيّام قليلة من وفاة بوتفليقة، فارق الرئيس الجزائري السابق عبد القادر بن صالح عن عمر ناهز 79 عاما الحياة يوم 22 سبتمبر، وكان بن صالح قد استلم الحكم مؤقتا لمدّة 90 يوما فقط، بعد استقالة عبد العزيز بوتفليقة.

أكتوبر: انقلاب عسكري في السودان و''فيسبوك'' يتوقف عن العمل لمدّة 6 ساعات

كانت آمال السودانيين كبيرة مع بداية العام 2020 في تحقيق أهداف ثورتهم، والمضي في استكمال هياكل السلطة الانتقالية بحثا عن استقرار سياسي واقتصادي بعد سنوات من المعاناة، لا سيما أن الحركات الموقعة على اتفاق السلام وصلت إلى الخرطوم.

بيد أنّ رئيس مجلس السيادة في السودان، الفريق عبد الفتاح البرهان، أعلن في خطاب متلفز حلّ مجلسي السيادة والوزراء وحالة الطوارئ وتعليق العمل ببعض مواد الوثيقة الدستورية.

وفي هذا الانقلاب، اعتقل الجيش، فجر الإثنين، عددا من المسؤولين المدنيين في الحكومة والمجلس الانتقالي من بينهم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وزوجته، وتولى مجلس السيادة المنحل وحكومة، والاثنان يضمان عسكريين ومدنيين، السلطة في السودان منذ أوت 2019 بموجب اتفاق توصل إليه الأطراف بعد بضعة أشهر على الإطاحة بالرئيس عمر البشير في أفريل من العام نفسه وإنهاء حكمة الذي استمر 30 عاما.

ويشار إلى أنّ الخرطوم وقعت اتفاقا برعاية جنوب السودان لإحلال السلام مع حركات مسلحة ضمن تحالف "الجبهة الثورية"، في 3 أكتوبر 2020، لم يشمل حركة جيش تحرير السودان التي يقودها عبد الواحد محمد نور، والحركة الشعبية شمال، بزعامة عبد العزيز الحلو، ووقعت على الاتفاق حركات دارفور، أبرزها العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم وحركة تحرير السودان بقيادة اركو مناوي وتحرير السودان المجلس الانتقالي برئاسة الهادي إدريس، وكذلك الحركة الشعبية بقيادة مالك عقار التي تقاتل في جنوب كردفان والنيل الأزرق.

وإنفاذا لاتفاق السلام، تمّ قبول استقالة حكومة حمدوك الأولى، وتشكيل حكومة جديدة تتضمن الحركات المسلحة في السلطة بحسب الاتفاق.

وشهد تاريخ 4 أكتوبر حادثة غير مسبوقة تمثلت في شلل تقني عالمي شامل في توقف تطبيقات "فيسبوك" و"انستغرام” و"وواتساب"، حيث خسرت شركة "فيسبوك" نحو 20 مليار دولار وانخفضت قيمتها السوقية إلى 967 مليار دولار في غضون 6 ساعات هي فترة الانقطاع.

العطل أسفر عن حركة نزوح كبيرة حيث شهدت التطبيقات المنافسة إقبالا كبيرا بعد توقف حيث قال “تلغرام” إنه عانى من بعض البطء خلال الساعات الأخيرة بعدما استقبل أعدادا هائلة من المستخدمين، الذين لجؤوا إليه لمواصلة اتصالهم بالعالم.

هذا العطل أسفر عن حركة نزوح كبيرة، حيث شهدت التطبيقات المنافسة إقبالا كبيرا بحيث انضم الملايين إلى موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" لمتابعة آخر الأخبار والمستجدات المتعلقة بالحدث. ومن جهته، استغل "تويتر" هذه الحادثة وقال بشكل ساخر: "مرحبا بالجميع حرفيا".

وبعد أيّام قليلة من هذا العطب التقني، أعلنت شركة "فيسبوك" تغيير إسمها إلى "ميتا"، وذلك في إطار عملية إعادة تسويق شاملة، وجاء هذا التغيير خاصة بعد تصاعد الأجواء السلبية تجاه فيسبوك، إثر اتهامات وجهتها موظفة سابقة للشركة بأنها تغلب الربح المادي على سلامة المستخدمين.

نوفمبر: رحيل الفنان ''صباح فخري''

وفي 2 نوفمبر، ودعت الموسيقي العربية أحد أهم أعمدتها وواحد من أهم رموز الطرب العربي الأصيل، الفنان صباح فخري، المتربع منذ أكثر من ستة عقود دون استثناء على عرش غناء القدود الحلبية، بعد أن وفاته المنية عن عمر يناهز 88 عاما.

ديسمبر: بعد 16 عاما.. ميركل تودع الحكم

وشهد العالم يوم 4 ديسمبر 2021 الكسوف الأخير في عام 2021، وهو كسوف كلي يمكن مشاهدته في القارة القطبية الجنوبية، وجنوب المحيط الأطلسي، ويشاهد جزئيا في معظم جنوب إفريقيا ولن يشاهد في الوطن العربي وهو الكسوف الثاني والأخير سنة 2021.

ويحدث عندما يمر القمر بين الأرض والشمس، مما يؤدي إلى حجب صورة الشمس كليا أو جزئيا لمشاهد على الأرض، ويحدث الكسوف الكلي للشمس عندما يكون قطر زاو القمر أكبر من الشمس، مما يحجب كلّ ضوء الشمس المباشر، ويحوّل النهار إلى ظلام وتحدث الكلية في مسار ضيق عبر سطح الأرض، مع كسوف جزئي للشمس مرئي فوق المنطقة المحيطة بعرض آلاف الكيلومترات.

وبتاريخ 8 ديسمبر 2021 انتهت رسميا فترة حكم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الذي دام 16 عاما، وقد خلفها الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس، الذي كان نائبها ووزير ماليتها في السنوات الأربع الماضية لكن من حزب منافس.