قد لا ترغب في إعادة النظر في الأحداث المؤلمة لعام 2021 فقد ترك الوباء على سبيل المثال أثراً لا يمحى على كل جانب من جوانب حياتنا، لقد فقدنا أحباء وأصدقاء وزملاء بسبب فيروس كورونا أو أسباب أخرى وقد تغيّرت طريقة عيشنا، وتسليتنا، والتسوق والعمل.. لقد واجهنا أسوأ أزمة اقتصادية في التاريخ. أصبحت بنوك الطعام، والحجر الصحي الذاتي، وأغطية الوجه، والتهديدات التي يتعرض لها العاملون في الخطوط الأمامية جزءًا من الوضع الطبيعي الجديد. أصبح العمل عن بعد وإرهاق الزووم جزءًا من لغتنا العامية. ومع ارتفاع الوباء بمعدلات تنذر بالخطر فقد تسبب في أزمة صحية نفسية ذات أبعاد لا تصدق على الصعيد الوطني.

اليوم ومع بداية عام جديد ليس أمامنا سوى التفاؤل والتفكير بإيجابية فقد ذكرت الأبحاث النفسية أن الأشخاص الذين يتمتعون بنظرة إيجابية أكثر ميلًا للبقاء بصحة جيدة والتمتع بحياة مستقلة من أقرانهم الأقل بهجة.. ومن الفوائد الناتجة عن التفكير الإيجابي زيادة العمر الافتراضي، وانخفاض معدلات الاكتئاب، وانخفاض مستويات التوتر، وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وتحسين مهارات التأقلم أثناء المصاعب وأوقات التوتر. وهناك ما يُعرف بالتفاؤل المكتسب قدمه عالم النفس مارتن سيليجمان الذي يُعتبر والد حركة علم النفس الإيجابي.. حيث يعتقد أنه يمكن لأي شخص أن يتعلم كيف يصبح أكثر تفاؤلاً.

اليوم التخطيط للتغيير لعام جديد مليء بالأهداف والإنجازات سواء صغيرة أو كبيرة يحقق لنا المزيد من المكافآت وبعض الإيجابية والتفاؤل وهذه يمكن أن تكون في النهاية بمثابة نقطة انطلاقة لتحسينات دائمة لصحتنا وسعادتنا.

اليوم من المهم ممارسة الامتنان من خلال القيام بعمل جرد لحياتك والتفكير في كل الأشخاص والأشياء في حياتك التي تشعر بالامتنان من أجلها.. وتقبل أن التغيير جزء من الحياة، واتخاذ إجراءات بشأن المشكلات بدلاً من مجرد الأمل في اختفائها أو انتظار حلها بنفسها.

اليوم من المهم التدريب على تجنب تضخيم الموقف بشكل مبالغ فيه فلا تدع تجربة سلبية واحدة تحكم نظرتك بأكملها..بل ركز على الحل وليس المشكلة.. وستشعر بمزيد من القوة للتعامل مع المشكلة وعندما توسع منظورك ستساعدك العدسة ذات الزاوية العريضة على رؤية الإمكانات في الصورة الكبيرة.

تدرب على مهارات الذات الإيجابية في الأوقات الصعبة بأن تكون لطيفًا مع نفسك كما تفعل مع صديقك المفضل. واستبدل ضرب نفسك بالهراوات واستخدام الإهانات والانتقادات بممارسة التعاطف مع الذات. أكد التعليقات الإيجابية وذكّر نفسك بكل مواردك الشخصية وما نقاط قوتك؟.. ثم تدرب على العزلة فستمنحك نظرة شاملة لحياتك اليومية واستبدل الفوضى بالصفاء.. واقضِ ما لا يقل عن خمس دقائق يوميًا بمفردك لممارسة التأمل والصلاة واليوجا أو التفكير في الطبيعة والتواصل مع شيء أكبر منك من أجل الإلهام وراحة البال.