طريق جديد ترسمه الدولة أمام المُقبلين على الزواج للتيسير عليهم، وهو توفير شقق مفروشة لهم بالإيجار، وذلك هو الأمر الذي أشار إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته أثناء افتتاح المرحلة الأولى من مدينة أسوان الجديدة، قائلًا "نعمل على توفير شقق مفروشة للإيجار وقلت هعمل 100 ألف شقة إيجار بفرشها.. والله هعملها".

فكيف إذن لهذا القرار أن يُقلل أو ينهي المُشكلة الأصعب في الزواج والتي نشأنا على وجودها كعائق أساسي في إتمامه وهي"الشقة"، بل ويوفرها "مُجهّزة ومفروشة".

المهندس خالد عبد العزيز علق على القرار ووصفه بالقرار العظيم والمُنقِذ للعديد من الشباب، خاصة في ظل الارتفاع الرهيب في أسعار الشقق التمليك، كما أنه يُقلل كثيرًا من صعوبات الزواج التي تسببت في رفع نسب العنوسة بين الشباب والفتيات، وما تابع ذلك من آثار سلبية على الفرد و المُجتمع.

وتابع "عبد العزيز" في حديثه لـ"الدستور" أن الدولة تتجه حاليًا إلى إعادة تطوير البنية التحتية، والتي يُعد الإسكان أحد ركائزها، مشيرًا إلى أن توفير شقق مفروشة للشباب سيُصلح من منظومة الإسكان ويُحقق بها التوازن بدلًا من أن تُبنى وحدات سكنية لا يسكنها أحد لارتفاع أسعارها.

وعلى جانب أخر لفت نائب الإسكان إلى أهمية تنفيذ قرار الرئيس السيسي بتوفير شقق مفروشة للمُقبلين على الزواج بالإيجار ولكن مع مراعاة تحقيق مبدأ الاستقرار، بمعنى أن تؤجر هذه الشقق لفترات زمنية طويلة للشباب المُتزوج لكي لا يتنقلوا منها عقب فترة وجيزة بعد أن استقرت أمورهم فيها مثل أن يكونوا قد أنجبوا وألحقوا أبناؤهم بمدارس في مُحيطها، لذا فيجب أن تكون فترة عقد الإيجار هذا طويلة تحقيقًا للاستقرار العائلي.

"عندك شقة" هو في الغالب السؤال الأول الذي يصطدم به الشاب من قبل أهل الفتاة التي آمل أن تكون شريكة حياته عند تقدمه للزواج منها، لتكون الإجابة عليه هي المُحدد الرئيسي في استكمال تلك "الجوازة" من عدمه، فإذا كان يمتلك شقة تمليكًا فمرحبًا به عريسًا أما في حال عدم امتلاكه سيكون رفض الزواج في الغالب هو الرّد، وبالتالي سيفشل مشروع هذا الزواج.

 منى جمال 27 عامًا حالت الشقة بينها وبين حبيبها الذي تمنت الزواج منه بعد قصة حب دامت خمس سنوات، إذ لم يمتلك هذا الشاب الذي كان قد أشرف على بدايات الثلاثينيات شقة من أجل الزواج فيها، ليكون ذلك هو السبب وراء رفض والد" منى" له وتصميمه على هذا الرفض، لتستمر منى من بعد تلك القصة إلى الآن رافضة أي عروض للزواج، فهي مازالت تحب هذا الشخص الذي لم يتقبله أبيها زوجًا لها بسبب عدم توافر الشقة ورفض الأب للشقق الإيجار، ظنًا منه أن وجود هذه الشقة التمليك هو الضمان الوحيد لجدّية ذلك الشاب-على حد قول الأب.
 ‏
يحلم إبراهيم فؤاد 28 عامًا أن يتزوج ويكّون أسرة مثله مثل العديد من الشباب، ولكنه لا يقوى على التقدم إلى أهل أي فتاة لكونه لا يمتلك شقة لذا وصف إبراهيم قرار الرئيس بأنه سيجعل الكثير ممن رغبوا بالزواج ولكن منعهم عدم وجود الشقة تحقيق تلك الرغبة.

وتشير آخر تقارير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء إلى أن عدد الذكور الذين لم يتزوجوا في فئة العمر (35 سنة فأكثر) بلغ نحو 687 ألف حالة، بنسبة 5.4% من إجمالي أعداد الذكور في الفئة العمرية نفسها، و472 ألف حالة للإناث بنسبة 3.3% للفئة العمرية نفسها. وصلت هذه النسبة لذكور الحضر 8.6%، مقابل 4.2% في الري.