أكد اقتصاديون أن سلاسل التوريد واجهت عدة تحديات خلال جائحة كورونا، على رأسها: ارتفاع أسعار إيجار الحاويات ونقص العمالة، إضافة إلى تأثر الخدمات اللوجستية، متوقعين أن تتحسن سلاسل التوريد في الربع الثالث من العام الحالي بعد عودة الأنشطة الاقتصادية إلى طبيعتها شريطة أن يتم تقويض تطورات المتحور الجديد أوميكرون.
وأضاف الاقتصاديون أن عودة سلاسل التوريد بحاجة إلى وقت للعودة إلى طبيعتها، خاصة أن تداعيات جائحة كورونا تسببت في إرباك معظم موانئ العالم وتكدس السلع، فيما تعمل الدول حاليا على اتخاذ حلول سريعة لعودة الاقتصاد إلى طبيعته في الفترة المقبلة.
وقال المحلل الاقتصادي عبدالرحمن الجبيري: إن سلاسل التوريد تعرض لعدة تحديات نتيجة لتداعيات جائحة كورونا، مما تسبب في إرباك معظم موانئ العالم، وأدى إلى تكدس السلع التي تجد صعوبة في الوقت الحالي في التسريع بشحنها، مشيرا إلى أن هذا النشاط الحيوي تعرض لتحدٍّ متوقع نتيجة للإغلاق وتعطل معظم الأنشطة التجارية والصناعية.
وأضاف الجبيري: إن سلاسل التوريد هي شبكة ضخمة تتكامل وتتصل ببعضها بعضا من أفراد وشركات وموارد وتقنيات ومعلومات، وما أن بدأت الانفراجة الأولى للأزمة عادت الأنشطة، حتى باتت العملية الإنتاجية التي أتت بعد التوقف في سباق مع الزمن لتشغيل أقصى طاقات ممكنة.
وأشار الجبيري إلى أن نسبة التجارة البحرية تمثل نحو 90 % من إجمالي التجارة الدولية، مما نتج عنه نقص في الحاويات والسفن وارتفاع أسعار تأجيرها وما يرتبط ذلك بخدمات لوجستية ونقص العمالة التي ترتبط ارتباطا وثيقا بصناعة النقل البحري، لافتا إلى أن التحدي الذي يواجه العالم في أزمة سلاسل التوريد هو الأكثر تاريخيا في ظل حالة من عدم اليقين، خاصة في ظل انتشار المتحور الجديد أوميكرون.
ولفت إلى أن حجم الطلب حاليا أكبر من قدرات سلاسل التوريد، إذ إن صناعة السفن والحاويات ورفع مستويات العمالة تأخذ وقتا طويلا، مشيرا إلى أن فترة الشحن تتفاوت من 90 إلى 100 يوم، فيما تزيد المخاوف من ارتفاع أسعار الواردات، فضلا عن أن تكلفة نقل الحاوية الواحدة خلال العام الماضي تضاعفت من 1500 دولار إلى مستوى يتراوح ما بين 9-190 ألف دولار.
وأوضح أن الاقتصاد بحسب رأي المحللين لا يزال بعيدا عن العودة إلى مساره الطبيعي، مشيرا إلى أن عودة سلاسل التوريد لطبيعتها بحاجة إلى وقت لكن على المدى القصير له آثار سريعة على التجارة الدولية، إذ تم تقويض انتشار المتحور بما في ذلك آثاره الصحية التي يرى خبراء الأوبئة أنه أقل حدة في الآثار الصحية مقارنة بما سبقه من متحورات.
وأكد المحلل الاقتصادي بندر الشميلان أن متحور كورونا يؤثر في سلاسل التوريد لا سيما وسط تزايد مخاطر الأسواق العالمية، خاصة أن سلاسل التوريد تعتمد على شبكة دولية من الموردين، إذ إن بعض الشركات ترى أن سلاسل التوريد عامل مهم في تشغيل أي عمل ناجح.
وأضاف الشميلان أن أي شركة تسعى لإدارة ناجحة لتحقيق المستقبل وتعزيز التنافسية، فيما تلعب الكوادر البشرية دورا مهما في إعداد خطة إستراتيجية لتحقيق الابتكارات والإبداعات.
وأوضح أن سلاسل التوريد عامل إستراتيجي، ربما تتأثر بالعوامل الخارجية في الربع الأول من العام الحالي وتتحسن في الربع الثالث، وذلك في حال القضاء على المتحور الجديد، وسط تخوف من عودة بعض الإغلاقات للأنشطة التجارية في بعض الدول، مما يؤدي إلى تقليص عملية التصدير والتوريد.
وأشار إلى أن سلاسل التوريد عامل مهم في المنافسة وعمليات الإنتاج، خاصة أن الاقتصاد بعد كورونا أدى إلى اتخاذ حلول سريعة وتزداد قوة في بعض الدول.
