لم تقتصر خدمات المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» على مشروعات تطوير البنية التحتية ومد المرافق الأساسية من كهرباء ومياه شرب وصرف صحى، إلى جانب تجديد الطرق والمنازل المتهالكة، وامتدت لتتضمن كل ما يشمله مفهوم «بناء الإنسان»، الذى يشدد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كل مناسبة. واتساقًا مع هذا المفهوم، تضمنت مبادرة «حياة كريمة» إنشاء عدد من المكتبات فى القرى الفقيرة المستهدفة، على رأسها مكتبة «كتابك» فى قرية «المراشدة» التابعة لمركز الوقف بمحافظة قنا، التى افتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسى ضمن مشروعات أخرى فى القرية، أواخر ديسمبر الماضى. وتعد مكتبة «كتابك»، التى تمت إقامتها بالتعاون بين «حياة كريمة» ووزارة الثقافة، النموذج الأول من نوعه ضمن المبادرة، بهدف تحقيق العدالة الثقافية والوصول بالمنتج الثقافى للقرى والنجوع فى المحافظات النائية، إيمانًا بأهمية إنشاء المكتبات الثقافية لنشر الوعى والمعرفة فى مختلف هذه القرى.

مصطفى سيد: وفرت وقتًا وجهدًا كبيرًا فأقرب مكتبة تقع فى «المحافظة»

قال مصطفى سيد حسن، من أهالى «المراشدة»، إن قريته «محظوظة» بأن تكون مقرًا لأول مكتبة ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، مشيدًا بالانتهاء منها فى فترة وجيزة جدًا، والعمل على بناء الكثير منها بنفس المواصفات فى قرى المبادرة.

وأضاف أن إقامة هذه المكتبة تأتى فى إطار سعى الدولة لتنمية الوعى ونشر ثقافة القراءة بين المصريين، وهو ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى عند افتتاحه لها بقوله: «الهدف هو توعية الأطفال والشباب». وواصل: «المكتبة تشجع أهل القرية على تثقيف أبنائهم، بعدما عانوا طويلًا لتحقيق ذلك، فى ظل أن أقرب مكتبة لنا موجودة فى المحافظة نفسها «مركز قنا»، وتوجد صعوبة كبيرة فى الوصول إليها، نظرًا لطول المسافة واحتياجها لاستقلال مواصلات، حتى جاءت تلك المكتبة بالقرب منا، ووفرت علينا الكثير من الجهد والأموال». 

واعتبر أن «المراشدة» من القرى التى تشجع على إقامة أى مشروع، لذا حظيت باهتمام من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى زارها مرتين فى خطوة لم يفعلها مع أى من قرى الجمهورية، وذلك لامتلاكها ظهيرًا صحراويًا ممتدًا، والكثير من الأراضى التى يمكن بناء المشروعات عليها.

وأشار إلى مساهمة المشروعات التى أقيمت بقرية «المراشدة» فى توفير عشرات من فرص العمل للشباب، وجعلهم يستقرون فيها، بدلًا من السفر والغربة فى محافظات أخرى، خاصة بعدما نقلتها مبادرة «حياة كريمة» نقلة نوعية، من خلال الخدمات والمشروعات الكثيرة المُنفذة فيها. 

سامح عبدالرحيم: تفيد الأطفال والطلاب.. وتتيح لأبناء القرية الاطلاع على كل ما هو جديد

وجه سامح عبدالرحيم، من أهالى قرية «المراشدة»، الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، على توجيهاته ببناء مكتبة «كتابك» كواحدة من المشروعات العديدة التى تم تنفيذها فى القرية ضمن مبادرة «حياة كريمة».

وقال «عبدالرحيم» إن بناء هذه المكتبة يسهم فى تنمية وعى أطفال وشباب القرية، خاصة طلاب المدارس والجامعات، فضلًا عن تحقيق الهدف ذاته بالنسبة للفتيات اللاتى يجدن صعوبة كبيرة فى مغادرة القرية من أجل الذهاب إلى المكتبات الموجودة بالمحافظة، فى إشارة لمركز ومدينة قنا. وأضاف: «المكتبة حاجة جميلة جدًا.. فيها كل حاجة تساعد فى تنمية الوعى والثقافة والفكر لدى أهالى القرية جميعًا، سواء أطفال أو شباب أو سيدات، خاصة مع احتوائها على كتب قيمة فى كل المجالات»، معقبًا بقوله: «مكناش نحلم أبدًا بمكتبة زى دى.. حلم جميل تحقق بفضل (حياة كريمة)».

وأشار إلى أن إنشاء المكتبة يتسق مع العصر الذى نعيشه فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، خاصة ما يتعلق ببناء الإنسان، ومحاولة الاستفادة من التقدم والتطور العلمى فى العالم كله، لكونها منصة تتيح لأبناء القرية الاطلاع على كل ما هو جديد. وأشاد بالاهتمام الذى تلقاه «المراشدة» من قبل الرئيس السيسى، موضحًا أن الرئيس زارها مرتين، الأولى كانت لافتتاح مجموعة من الصوامع الضخمة، وتسليم أراضٍ للمواطنين، والثانية لافتتاح مجموعة من المشروعات المهمة على رأسها هذه المكتبة، فى أواخر ديسمبر الماضى.

وشدد «عبدالرحيم» على أن «المراشدة» كانت ضمن القرى المهمشة فى العصور السابقة، ما أدى إلى افتقارها للعديد من المرافق والخدمات الأساسية، لكن كل هذا تغير إلى الأفضل، بعدما وجه الرئيس السيسى بتنمية قرى الريف المصرى، من خلال مبادرة «حياة كريمة».

واختتم بأن «هناك تغييرًا جذريًا شهدته قرية المراشدة بفضل هذه المبادرة، بعد أن أُدخل إليها كل المرافق من كهرباء ومياه شرب وصرف صحى وغاز، وذلك فى فترة قصيرة لم تتعد ٤ أشهر وليس سنوات كما اعتدنا فى الماضى، وهو إعجاز بفضل الله من قبل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وكل القائمين على المبادرة».

أحمد عبادى: تخدم أكثر من 22 نجعًا

أكد أحمد عبادى أن «المراشدة» كانت محرومة من وجود المكتبات، ولم يكن هناك سوى قصر ثقافة بسيط فى مركز «دشنا»، لكنه لم يمثل أى استفادة لأهالى القرية بسبب بُعده وبدائيته، لذا مثلت إقامة مكتبة «كتابك» مفاجأة جميلة للجميع.

وأضاف «عبادى»: «كنا مفتقدين وجود مكتبات لأولادنا، بعد أن عشنا- نحن الآباء- محرومين منها لسنوات، لتأتى هذه المكتبة وتمثل نافذة ثقافة وعلم وفكر لأولادنا، وتمنع معاناتهم مما عانى منه آباؤهم».

وكشف عن أن المكتبة تخدم أكثر من ٢٢ نجعًا، وتوفر لها ما تحتاجه، متابعًا: «هتكون خير علينا وعلى أولادنا، وهتساعدهم فى بناء وعيهم وثقافتهم، وهى أفضل دليل على التطوير الذى يشهده ملفا التعليم والثقافة فى مصر».

وأشاد بمبادرة «حياة كريمة» ككل، بعد أن غيرت حياة القرى المستهدفة تغييرًا جذريًا من عدة نواحٍ، خاصة ما يتعلق بتوفير خدمات الغاز الطبيعى والكهرباء والصرف الصحى.

شريف جمال: نافذة معرفية جديدة لبناء الإنسان 

شدد شريف جمال على أن المكتبة تسهم فى تثقيف وتنمية الفكر لجميع المراحل العمرية لأهل القرية، لأن القراءة لها دور كبير فى بناء فكر وعقل الإنسان.

وأضاف: «القراءة تساعد ناس كتير وفئات كثيرة على توسيع مجال المعرفة، وبالتالى نقدر نشوف ناس بتبنى فى البلد فى جميع المجالات»، مشيرًا إلى أن مشروعات مبادرة «حياة كريمة» أسهمت فى تطوير وتغيير جذرى لقرية المراشدة.

ولفت إلى أنه تم إنشاء مستشفيات مطورة ووحدة صحية على أعلى مستوى للمواطنين، متابعًا: «ودخل القرية أيضًا الصرف الصحى والغاز الطبيعى، ما وفر علينا الكثير بسبب سعر الأسطوانة المرتفع، وكذلك رفع قدرة محولات الكهرباء بعد معاناة مستمرة من انقطاع الكهرباء لأكثر من ٦ أو ٧ ساعات فى اليوم».

مصطفى أبوالحسن: تسهم فى تثقيف الشباب وتنمية المهارات

رأى مصطفى أبوالحسن أن مكتبة «كتابك» تسهم بشكل كبير فى تثقيف أطفال وشباب أهل القرية، لافتًا إلى أنها تساعد أيضًا فى البناء العقلى للأطفال وتنمية مهاراتهم فى القراءة. وقال «أبوالحسن»: «سيكون لهذه المكتبة دور كبير فى تنمية الثقافة الدينية والاجتماعية والرياضية والتاريخية»، مشيرًا إلى أن «حياة كريمة» جعلت من قرية المراشدة نموذجًا للقرى الأخرى وبدأت بتركيب وصلات الغاز الطبيعى الذى وفر على الأهالى جهدًا كبيرًا فى الحصول على أنبوبة البوتاجاز.

وشدد على أن مبادرة «حياة كريمة» لم تترك مجالًا إلا ودخلته، ووفرت كل ما تحتاجه القرى وجعلتها أشبه بالمدن والحضر بعد سنوات طويلة من التهميش والمعاناة.