أنامل رشيقة تتنقل بحيوية البصيرة تلامس أطرافها 88 مفتاحا مزجت ألوانها بين الأبيض والأسود حفظت ترتيبها، لتلون بها آذان مستمعيها بألحان موسيقية عذبة النغمات.

لتجلس “نهى” صاحبة الأنامل الذهبية أمام البيانو، آلاتها الموسيقية التي ترافقها الطريق منذ صغرها، فهي لا تعرف الحياة إلا من خلال صحبته، ولا يمر يوما عليها إلا بالتقاءه ليدور بينهما حديث يشدو أجمل الألحان.

نهى لم تمنح حاسة البصر منذ ولادتها، التي ورثته عن والدها دكتور الفلسفة الإسلامية بجامعة حلوان، ولكنها ورثت المحنة بروح من المنحة، لترث أيضا عن والدها موهبته الموسيقية التي فتحت لها أبواب الحياة.

تكتشف أسرتها الصغيرة موهبتها الموسيقية وهي في عمر الثالثة، أثناء لهوها كأي طفلة مع آلاتها الموسيقية، ولكن ترتيب الأصوات الموسيقية هو ما لفت انتباه والدها بفطرتها وبأذنيها الموسيقية، لتلتحق بمدرسة الكونسرفتوار بعمر أقل بثلاث سنوات من عمر الإلتحاق المعتمد، ليرافق مسار دراستها التعليمي، دراستها الموسيقية جنبا الى جنب.

حفظ النوتة الموسيقية المكتوبة كانت أول التحديات التي اعترضت مسار نهى، ولكن كل تحدي تذلله الإرادة، ليساندها والديها في كتابة النوتة الموسيقية بطريقة برايل، لتلامس يديها الاحرف البارزة وتترجمها لألحان تنصت لها الأذان.

الألحان الغربية، هي ما كانت تعزفه أصابع نهى، للفرق الأجنبية خاصة في توقيت السبعينات والثمانينات، ولكن هنا كان للموسيقار الكبير عمار الشريعي، دوره في ان تبدع بموهبتها. فعمار الشريعي هو صديق طفولة لوالدها، وبمثابة الأب الروحي لها، وهو ما أثرى موهبتها من إضافة تعلم اللحن الشرقي لكبار المطربين لموهبتها، وهو ما أضاف إلى قائمتها الحان أغاني المطرب محمد عبد الوهاب والعندليب عبد الحليم حافظ.

ولمزيد من التدريب على الموسيقى الشرقية، فكنت عازفة الاورج في فرقة الحرية للموسيقى العربية لقصور الثقافة، فريق التذوق للموسيقى العربية للمايسترو محمود أبو زيد، والفرقة الذهبية للمايسترو عمرو الحسيني.

وليبدأ الشريعي معها طريقها للتوزيع الموسيقي، لتضع بصمتها، في توزيع مقطوعات من الموسيقى الداخلية لمسلسل أرابيسك وأيضا مسلسل حليم، توزيع الموسيقى التصويرية لفيلم حليم للفنان الراحل احمد زكي.

وبجانب عشقها للموسيقى، فهي تعمل مدرسة للغة العربية في احدى مدارس المكفوفين، معلقة "الموسيقى هي حياتي، وهي كانت نعم الرفيق المخلص لشخصيتي".

تعاون المحيطين بها هو ما حول التحديات لإنجاز فني، لتختتم نهى، لايوجد ماهو صعب، ولكن يوجد إرادة وإصرار تواجه أي من صعوبات الحياة" كما اوصت الأباء والامهات للإنتباه لمواهب أبناءهم لانها من الممكن أن تكون طريقهم المستقبلي.

لينك اللايف 

https://fb.watch/aiJbmdd2nP/