مصر الجديدة تعيد ذوى الهمم إلى حضن الوطن


المعاناة، الآلم، الخذلان من المجتمع، مشاعر حاصرت ذوى الهمم وعائلاتهم على مدار سنوات فى الدراسة والعمل وممارسة الرياضات إلا أنهم رفضوا الاستسلام، استمروا فى الحياة رغم كل معاناتها، قرروا أن يحققوا أحلامهم ويعانقوا المجد فى مجالات عدة، رافضين تقبل تنمر هذا، وعدم إيمان ذلك بقدراتهم، مؤمنين أنهم قادرون باختلاف أن يتخطوا العقبة تلو الأخرى ويصلوا لأحلامهم، مدركين دعم الرئيس السيسى المباشر لهم واهتمامه بقضاياهم وسعيه لحصولهم على حقوقهم فى الحياة.


«الأخبار» تعرض خلال السطور التالية نماذج مشرفة أدركوا حقهم فى الحياة، وخاضوا رحلات مختلفة فى مجالات الدراسة والعمل والرياضة حتى تمكنوا من تحقيق المستحيل وقهره.


الاسم هبة عاطف، السن 24 عاما، المهنة قهر المستحيل وتحقيق الأحلام واحدة تلو الأخرى رغم إصابتها بمتلازمة داون لتتخطى الصعاب واحدة تلو الأخرى منذ أيامها الأولى فى الحياة، وتعانق الأمل فى كل مرحلة مستندة على أمها سونيا بيومى التى رفضت الاستسلام لأى إحباطات تواجه مستقبل ابنتها واستمرت حتى صارت هبة أول مرشدة من أصحاب الهمم بمتحف القوات الجوية فضلا عن كونها مذيعة بالراديو.
أخبر الأطباء الأم بإصابة ابنتها بمتلازمة داوون منذ ولادتها، لتبدأ رحلتها فى البحث عن علاج يحسن من حالة ابنتها حتى وصلت لشراء دواء مستورد ينشط خلايا المخ، وبالتوازى مع جلسات علاج الطبيعى من عمر الـ 40 يوما لتطبيع الحركة البدنية عند الكبر.. متلازمة داون هى متلازمة صبغوية تنتج عن تغير فى الكروموسومات، تصاحبها غالباً ضعف فى القدرات الذهنية والنمو البدنى، ومظاهر وجهية مميزة.
لم تقف رحلة هبة عند ذلك الحد فكانت جلسات التخاطب التى ساعدتها فى التعبير عن نفسها والالتحاق بمدرسة «عادية» وعدم الانعزال فى مركز مخصص لأبناء متلازمة داون.


مجتمع متكامل
تعلق الأم سونيا بيومى إن الأمر لم يكن سهلا خاصة مع نظرة مجتمع تصنف ذوى الإعاقة على مختلف إعاقتهم أنهم غير قادرين، عكس ما يحدث الآن من اهتمام مباشر من الرئيس السيسى واحتفالية قادرون باختلاف، فلم يكن أحد يرى أن لهم فرصة لتحقيق أى إنجاز، مضيفة: « لكنى صممت على عدم إلحاق ابنتى بمركز مخصص، وأردت أن يحيطها مجتمع متكامل يدفعها للأمام ولا يقيدها بوهم عدم قدرتها على إنجاز الأشياء.


تفوق دراسى ونجاح لازم هبة منذ اختبارات التقديم بأحد المدارس الدولية حتى نجاحها فى دراسة الإعلام بأحد الجامعات الخاصة والتخرج بتقدير جيد جدا، وتنطلق فى رحلة العمل لتبدأ فى الضيافة الجوية ثم مرشدة فى متحف القوات الجوية ومذيعة بالإذاعة.


وتقول الأم إن ابنتها تخطت الكثير من الصعاب حتى وصلت إلى هذه المرحلة، وأنه على الرغم من تحقيقها الكثير إلا أن «قادرون باختلاف» كانت نقطة تحول فى نظرة المجتمع لذوى الإعاقة، وفى إمكانياتهم، وفى نظرتهم لأنفسهم.

تقدير إمكانياتهم


وتضيف إن ابنتها تفتخر بمقابلة الرئيس السيسى، وأنه يقدر مواهبهم وإمكانياتهم، وأنه زاد من ثقتهم بأنفسهم وبقدرتهم.


وعن عملها بالمتحف تقول الأم إنه كان بمبادرة من المهندسة أمل مبدى، رئيس الاتحاد الرياضى للإعاقات الذهنية والتى عرضت الأمر على اللواء مجدى دويدار مدير المتحف والذى وافق بشدة لإيمانه بقدراتهم، لتنطلق رحلتها فى التدريب والعمل والذى يحتاج إلى دقة فى المعلومات وطريقة جذابة للإلقاء، وهو ما تنجح فيه هبة.


من هبة إلى عبد الرحمن الذى آمن بأن الحياة الجيدة حقه، وأن حياته يجب أن تستمر، وأن مستقبله يجب أن يكون باهرا حتى إن رفضته الكثير من المدارس ورياض الأطفال صغيرا لإصابته بمتلازمة داون بحجة أن أولياء الأمور الآخرين لن يرحبوا بوجوده وسط أبنائهم.

 

«رفض تام من المجتمع لتقبله، وعدم إدراك أنه يمكنه أن يفهم ويتعلم وأنه له حق فى الحياة الجيدة الآمنة، فكانوا يوجهونى بالدخول للمراكز المتخصصة وعدم دمجه، وهو ما كنت أرفضه بشكل قطعى لإرادتى أن يعيش ابنى فى مجتمع يساعده وليس محيطا يحبطه نفسيا»، كلمات الأم داليا واصل عن بداية رحلة ابنها عبد الرحمن.


وتضيف إنه حضانات الأطفال كانت ترفضه أو إن قبلته تتركه يجلس وحيدا فى آخر الصفوف دون الاعتناء به، وحين اعترض يستنكروا أفعالى بقولهم أنه لن يفهم أبدا مهما حدث.


تحيا مصر

رحلة بحث عن «حضانة» لعبد الرحمن كللت بوجود إحداها تقبل حالات الإعاقة إلا أن الفرحة لم تستمر كثيرا فأرادت مالكتها أن تغلقها لتقرر الأم شراءها، مشيرة إلى أن كل أملها وقتها كان ضرورة وجود بيئة آمنة لعبد الرحمن الذى أصبح اليوم بطلا للجمهورية فى السباحة ويستعد لخوض تصفيات للصعود لبطولة عالمية.


تقول إن حياة ذوى الهمم اختلفت الآن، وأن الجميع أصبح يقدر إمكانياتهم بفضل ما قدمه لهم الرئيس السيسى، وأن عبد الرحمن اكتسب ثقة كبيرة فى نفسه، وأصبح يشعر أنه له الحق فى الحياة والنجاح، وأن الجميع يقدره مضيفة أنه عندما يرى صورة الرئيس السيسى يقدم التحية العسكرية ويقول تحيا مصر.
وتشير إلى أن مقابلة الرئيس السيسى أصبحت الدافع الأكبر فى حياة عبد الرحمن وأنه رغم تحقيقه بطولة الجمهورية، يحلم بالوصول للعالمية وتحقيق ميدالية ليقابل الرئيس من جديد.


وعن أحلامهم للمستقبل تقول داليا واصل والدة عبد الرحمن، إنهم يضطرون لتقديم احتبار ذكاء جديد فى كل مرة يتقدمون فيها لإستخراج أى ورقة أو تقديم فى مكان ما، حتى وإن كان نتيجة الاختبار الأخير قبل أسبوعين، وهو ما يعتبر تكلفة كبيرة على ذوى الهمم، فى حين أن المصابين بمتلازمة داون لا تختلف درجات ذكائهم، أو احتياجهم فى كل عام دراسى لقرار جديد للدمج التعليمى، مختتمة أن الرئيس منذ انتخابه فى 2014 وهو يسعى لتحسين أوضاع ذوى الهمم.

حل بديل
لم يكن مواجهة صعوبات فى التعليم حال عبد الرحمن وحده فنورهان عاطف هى الأخرى واجهت الكثير من التنمر خلال مرحلتها الابتدائية لكنه لم يكن من طلاب فى نفس عمرها فقط بل شمل المدرسين أيضا الذين لم يكونوا يسمحوا لها بالإجابة، أو حتى فرصة التعلم الجيد، لدرجة أن إحدى المعلمات قالت لوالدتها: « وهل حين أحاول تعليمها الإنجليزية ستفهم؟ّ!».


التنمر على نورهان من الطلاب والمدرسين قاد عائلتها لقرار الابتعاد عن المدارس بعد المرحلة الابتدائية خشية على نفسية الطفلة واللجوء لمركز متخصص فى تعليم هذه الحالات كحل بديل للدراسة.


زراعة الأمل
بالتوازى مع الرحلة التعليمية خاضت نورهان رحلة مختلفة فى ممارسة الرياضات المختلفة بين السباحة والبولينج وتنس الطاولة، لتخوض أول مسابقة وهى فى عمر التسع سنوات وتفوز بالمركز الأول، ومن ثم تبدأ رحلتها فى عالم الرياضة التى توجتها بخمس ميداليات عالمية فى ثلاث لعبات مختلفة.


وخاضت نورهان منافسات بطولة العالم لتنس الطاولة فى شانغهاى فى 2007 وحققت الميدالية البرونزية، قبل أن تحقق ذهبية أثينا فى السباحة 2011، وذهبية بطولة البولينج فى دورة الألعاب الافريقية الشرق أوسطية التى أقيمت بالقاهرة 2014، بالإضافة إلى ميداليات أخرى.


وتقول رضا محجوب، والدة نورهان، إن قادرون باختلاف زرعت الأمل فى نفوس ذوى الإعاقة وأنها أشعرتهم أنهم قادرون على تحقيق الكثير من الإنجازات، وأنه يكرمهم الرئيس السيسى، مشيرة إلى حصول نورهان على وسامين استحقاق من الرئيس السيسى، وأنه بفضله اختلف نظرة المجتمع لهم وأصبحوا يقدرونهم.


وتحلم والدة نورهان بدار رعاية مخصص ومؤهل لذوى الهمم ممن يفقدون أهلهم أو المسئولين عن رعايتهم حتى لا يفقد الأبناء مع رحيلهم معنى لحياتهم ويتمكنوا من الاستمرار فى الحياة، ويكونوا أشبه بمن مات حيًا.

تاريخ الخبر: 2022-01-04 23:21:26
المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 52%
الأهمية: 58%

آخر الأخبار حول العالم

مركز دراسات مصري : المغرب رائد إقليمي في مجال صناعة السيارات

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 18:25:06
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

مجلس الحكومة يصادق على مقترحات تعيين في مناصب عليا

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 18:25:15
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية