وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت 1.50 دولار، ليبلغ 80.48 دولار للبرميل. وصعدت أسعار خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.48 دولار إلى 77.56 دولار للبرميل.
واتفق وزراء الطاقة خلال الاجتماع الوزاري الـ24 لمنظمة أوبك والمنتجين المستقلين "أوبك +"، الذي عقد افتراضيا برئاسة الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة وألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي على إضافة الزيادة الإنتاجية الشهرية وقدرها 400 ألف برميل يوميا لشباط (فبراير) المقبل.
وقال بيان لمنظمة "أوبك" إنه بالنظر إلى أساسيات سوق النفط الحالية والإجماع على آفاقها، فإن منظمة "أوبك" والشركاء من الدول المنتجة خارج المنظمة قرروا إعادة تأكيد قرار الاجتماع الوزاري العاشر لـ"أوبك" والمنتجين المستقلين في 12 نيسان (أبريل) 2020 والمصادقة عليه في الاجتماعات اللاحقة بما في ذلك الاجتماع الوزاري الـ19 لـ"أوبك" والمنتجين المستقلين في 18 تموز (يوليو) 2021.
وأشار البيان إلى إعادة تأكيد خطة تعديل الإنتاج وآلية تعديل الإنتاج الشهرية التي تمت الموافقة عليها في الاجتماع الوزاري الـ19 لمنظمة "أوبك" وخارجها، وقرار تعديل الإنتاج الشهري الإجمالي بالزيادة بمقدار 0.4 مليون برميل يوميا لشباط (فبراير) المقبل.
وجدد البيان تأكيد الأهمية الحاسمة للالتزام بالمطابقة الكاملة وآلية التعويض والاستفادة من تمديد فترة التعويض حتى نهاية حزيران (يونيو) 2022 حيث يجب تقديم خطط التعويضات وفقا لبيان الاجتماع الوزاري الـ15 لـ"أوبك" وغير الأعضاء في المنظمة.
ولفت البيان إلى أنه تقرر عقد الاجتماع الوزاري الـ25 للمنظمة وغير الأعضاء في 2 شباط (فبراير) المقبل. وسبق عقد الاجتماع الوزاري، اجتماع لجنة المراقبة الوزارية لتحالف "أوبك +"، الذي استعرض مدى مطابقة المنتجين لاتفاق الإمدادات وتدارس تداعيات أزمة انتشار إصابات الوباء الحالية وتأثيرها في الطلب العالمي على النفط الخام والوقود.
وقال لـ"الاقتصادية" محللون نفطيون، إن المعنويات المتفائلة استمرت في دعم الأسعار مع بداية العام الجديد، حين أكدت مجموعة "أوبك +" قناعتها بحدوث تأثير محدود في نمو الطلب العالمي جراء انتشار المتغير الجديد للوباء.
وذكروا أن المخزونات النفطية تسجل حاليا مستويات منخفضة وقد ترتفع خلال فترة ضعف الطلب الموسمي في الربع الأول من العام الجديد، لافتين إلى أنه بحسب بيانات "أوبك" تقل المخزونات النفطية في الدول المتقدمة بمقدار 170 مليون برميل عن متوسطها لـلفترة 2015 - 2019.
وأشاروا إلى استمرار صعوبة إضافة الزيادة الجديدة في إنتاج "أوبك +" في بعض الدول مثل أنجولا ونيجيريا اللتين تكافحان للتغلب ضعف الاستثمار والاضطرابات التشغيلية.
وفي هذا الإطار، يقول لـ"الاقتصادية" سيفين شيميل مدير شركة "في جي إندستري" الألمانية: إن حالة من التفاؤل رافقت اجتماع "أوبك +" الذي عزز حالة القناعة بصمود الطلب وقدرته على تحقيق مستويات جيدة من النمو في العام الجديد، حيث شددت المجموعة على أن أوميكرون سيؤثر بشكل محدود في الطلب العالمي على النفط وقد قلصت المجموعة توقعاتها بشأن فائض المعروض في السوق إلى 1.4 مليون برميل يوميا للربع الأول 2022، وهو أقل من نصف الفائض البالغ ثلاثة ملايين برميل يوميا الذي قدرته قبل شهر.
ولفت إلى أن الموافقة على زيادة أخرى بمقدار 400 ألف برميل يوميا في حصص الإنتاج لشباط (فبراير) كان موضع توقع من مختلف الأطراف المعنية بالسوق النفطية، حيث كان هذا الاجتماع أقل توترا وأقل في الضغوط الدولية على مواقف المنتجين منوها إلى العودة إلى توقعات بلوغ سعر البرميل 100 دولار في المدى القصير وذلك من جانب شركات وبنوك استثمارية دولية.
من جانبه يقول روبين نوبل مدير شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات: إن تقلص مستويات المخزونات النفطية واستمرار نمو الطلب على الطاقة في قارة آسيا يمثلان أبرز العوامل التي دفعت المنتجين إلى الحفاظ على خطتهم السابقة بإضافة الزيادة الشهرية المتفق عليها سابقا في الإمدادات النفطية والمطبقة منذ آب (أغسطس) الماضي، كما أنه من المتوقع أن تستمر مخزونات النفط الخام الأمريكية في الانخفاض على المدى القريب.
وأضاف أن مجموعة "أوبك +" تمضي بخطى ثابتة على طريق استعادة مستوى الإنتاج الذي توقف أثناء الوباء، لافتا إلى أن الكثيرين على قناعة الآن بأن متحور أوميكرون يمثل ضربة خفيفة للسوق، وأن تجاوزها بات قريبا خاصة مع استمرار ازدحام حركة النقل في الدول الآسيوية التي تعد ركيزة الاستهلاك الرئيسة في العالم، إضافة إلى تضاؤل مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة.
بدوره أوضح ماركوس كروج كبير محللي شركة "إيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، أن قرار "أوبك +" بإضافة 400 ألف برميل يوميا للمعروض النفطي في شباط (فبراير) المقبل يعكس الثقة بتعافي الطلب وبقدرة السوق على امتصاص الإمدادات الإضافية، مشيرا إلى بيانات صادرة عن شركة "رابيدان إنرجي" تؤكد أن متغير أوميكرون لن يسحق الطلب مجددا ولن يؤدي إلى ركود اقتصادي أو إغلاقات واسعة في مختلف دول العالم.
وثمن دور وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان في تعزيز معنويات السوق من خلال إعلانه قرار أن اجتماع "أوبك" ظل منعقدا من الناحية الفنية منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ما يسمح بتغيير مستوى الإنتاج في وقت قصير وذلك في حالة الضرورة. من جهتها تقول مواهي كواسي العضو المنتدب لشركة "أجركرافت" الدولية: إن التحدي الأبرز الذي يواجه الطلب في المرحلة الراهنة، هو إلغاء رحلات الطيران بسبب ارتفاع الإصابات بين أطقم الطائرات، وهو ما أثر سلبا في استهلاك الوقود ولكنها في الأغلب ستكون أزمة مؤقتة وعابرة.
ولفتت إلى أن توقعات تحالف "أوبك +" تذهب إلى أن سوق النفط العالمية ستعود إلى حالة الفائض في المعروض، الذي سيتسع في الأشهر المقبلة مع بدء الإفراج عن احتياطيات الطوارئ النفطية من قبل الولايات المتحدة والمستهلكين الآخرين، مشيرة إلى أن التوقعات ترجح وصول الفائض إلى 2.6 مليون برميل يوميا في آذار (مارس) المقبل ما قد يتطلب من "أوبك +" إجراء تعديلات إنتاجية جديدة في بداية الربع الثاني من العام الجاري.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 78 دولارا للبرميل الإثنين مقابل 77.97 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق أول ارتفاع عقب انخفاض سابق وأن السلة كسبت نحو ثلاثة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 75.63 دولار للبرميل.
