المجد لله فى الأعالى.. الأقباط يحتفلون بعيد الميلاد: صلوات وهدايا للمحتاجين

يترأس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، غدا، القُداس الذى تقيمه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية احتفالًا بعيد الميلاد المجيد، فى كاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة، التى تعد أكبر كنيسة فى الشرق الأوسط.

واعتاد البابا تواضروس الثانى الاحتفال بعيد الميلاد فى كاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة، وبرأس السنة وعيد «الغطاس» فى الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالإسكندرية، بينما يقضى خميس العهد والجمعة العظيمة وعيد القيامة داخل الكاتدرائية الكبرى فى منطقة العباسية بالقاهرة، أما أحد الشعانين فيكون فى كاتدرائية دير الأنبا بيشوى فى وادى النطرون.

وقد أوفد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أحمد الأنصارى، أمين رئاسة الجمهورية، إلى طائفة الأقباط الإنجيلية للتهنئة وحضور الاحتفال بعيد الميلاد المجيد.

لأول مرة.. السماح بالحضور فى أكبر كنيسة بالشرق الأوسط فى العاصمة الإدارية

يحضر الأقباط قداس العيد فى كاتدرائية «ميلاد المسيح» للمرة الأولى، وطلب القمص موسى إبراهيم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فى بيان نشره عبر صفحته بموقع «فيسبوك»، من راغبى الحضور تسجيل أسمائهم فى الكشوف المخصصة بكنائسهم. وأعلنت الكنيسة عن توفير مواصلات، ذهابًا وعودة، للمقبولين، مع إمكانية الذهاب إلى الكاتدرائية بالسيارات الخاصة، مشيرة إلى أن أبواب الكاتدرائية ستُفتح فى الخامسة مساء اليوم، على أن يبدأ القداس من السابعة حتى الثانية عشرة من منتصف ليل الخميس- الجمعة.

وعقب انتهاء قداس عيد الميلاد مباشرة، ينطلق البابا تواضروس الثانى إلى دير الأنبا بيشوى فى وادى النطرون، بعدما اعتذرت الكنيسة بشكل رسمى عن عدم استقبال التهانى خلال العام الجارى، ضمن التزامها بخطة الدولة للوقاية من فيروس «كورونا المستجد».

يأتى ذلك مخالفًا لما اعتاده البابا، خلال السنوات الماضية، فقد كان يتوجه إلى كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس الكبرى فى العباسية، ويقضى يوم العيد بها حتى الخامسة مساءً، ثم ينطلق إلى دير الأنبا بيشوى فى وادى النطرون، وهو ما لن يحدث هذا العام بسبب «كورونا». 

ورغم تغير جدول الاحتفال، وعدم استقبال تهانى رسمية، مثل كل عام، استقبل البابا تواضروس الثانى، داخل المقر البابوى فى القاهرة، أمس الأول الثلاثاء، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ووفدًا من قيادات المشيخة وجامعة الأزهر، إلى جانب كل من الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، لتهنئته بعيد الميلاد المجيد، فضلًا عن استقباله تهنئة مماثلة هاتفية، من قبل المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية السابق. واستقبل البابا كذلك عددًا من قيادات الكنائس الأخرى، الذين حرصوا على تهنئته بعيد الميلاد المجيد، بداية من الدكتور القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية، على رأس وفد ضم كلًا من: الدكتور القس جورج شاكر، نائب رئيس الطائفة، ورؤساء وممثلين عن طوائف الرسولية والنعمة ونهضة القداسة والمعمدانية، وكلية اللاهوت الإنجيلية، والهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية. وضمت قائمة المهنئين من قيادات الكنائس، البطريرك إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك، على رأس وفد من كنائس الكاثوليك، ضم جورج شيحان، مطران الكنيسة المارونية، وكلاوديو لورانى، مطران اللاتين الكاثوليك، وستيفانو ماتزوتى، مستشار سفارة الفاتيكان فى مصر، وكريكور أغسطينوس كوسا، مطران الأرمن الكاثوليك، بالإضافة إلى ممثلين عن عدد من الكيانات الكاثوليكية فى مصر، مثل كلية اللاهوت الكاثوليكية وهيئة «كاريتاس».

حرم آمن لحماية المصلين وتطبيق للإجراءات الاحترازية

إلى جانب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تحتفل بقية الكنائس بعيد الميلاد المجيد، وفق جورج فهمى، قائد كشافة فى إيبارشية حلوان، موضحًا أن جميع الكنائس المصرية تزينت بعلم مصر، منذ فترة طويلة. وأضاف «فهمى» أنه تم وضع سرادق خشبى أو حديدى أمام الكنائس كافة، لتأمين القادمين للصلاة فيها والتأكد من هوياتهم، فضلًا عن الاطمئنان على التزامهم بتطبيق الإجراءات الاحترازية اللازمة للوقاية من فيروس «كورونا المستجد»، بالتعاون بين قوات وعناصر الشرطة، والأمن الإدارى وفرق الكشافة بكل كنيسة.

وشرح قائد الكشافة أن «هناك بوابات يقف عليها أحد أفراد الكشافة، للتحقق من عدم حمل أى زوار آلة حادة أو سلاحًا من أى نوع، وذلك بجانب فرد من الأمن الإدارى فى الكنيسة يتولى التحقق من هوية المصلى وانتمائه للكنيسة، فضلًا عن رش الكحول على يديه حال عدم وجود بوابة تعقيم».

وواصل: «بعد التحقق من هوية الزائر، يصطحبه إلى داخل الكنيسة فرد من أفراد الكشافة، للاطمئنان على جلوسه فى مكان بعيد عن أقرب مكان له، فى إطار الحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعى». 

وقررت عدة إيبارشيات تخفيض أعداد الحضور فى كنائسها إلى ٥٠٪ فقط من سعة الكنيسة، فى إطار الإجراءات الاحترازية المتخذة للوقاية من فيروس «كورونا» والسلالة المتحورة عنه «أوميكرون».

متنزهات ورحلات نيلية للصغار وزيارات للمسنين

فى عيد الميلاد، يعيش الأقباط فرحتين، روحانية وأخرى اجتماعية.. فكما يؤدون الصلوات والقداسات، ينعمون برعاية الكنيسة التى تحتضنهم اجتماعيًا وتقدم لأطفالهم الهدايا التى تنشر بينهم السعادة والبهجة، وتكفل المحتاج منهم على جميع المستويات. فى السطور التالية، يتحدث عدد من خدام الكنيسة لـ«الدستور»، حول أنشطتهم مع الأقباط خاصة الأطفال خلال عيد الميلاد، وكيف يعملون على نشر البهجة والفرحة فى أوساطهم، إلى جانب الأنشطة الأخرى فى رعاية وكفالة المحتاجين والذين يعانون أزمات أخرى، وغيرها من التفاصيل.

قال بطرس شفيق، الخادم فى إيبارشية المرج، إن الكنيسة تتعامل مع الشباب خاصة فى المرحلة الثانوية على أنهم رجال يتحملون مسئوليات متعددة، لذلك تكون الاحتفالات المخصصة لهم متناسبة مع طبيعة سنهم. وأضاف «شفيق» أن الكنيسة تنظم احتفالات أخرى للأطفال فى سن الابتدائى، ومنها رحلات نيلية أو فى المتنزهات مع تخصيص هدايا لهم تتناسب مع سنهم ومرحلتهم. وأكد أيمن تودرى، الخادم بإيبارشية طهطا وجهينة، أن الاحتفالات مع شباب المرحلة الإعدادية تتناسب أيضًا مع سنهم وطبيعتهم المقتربة من مرحلة المراهقة، وتقدم لهم الكنيسة هدايا مثل «كوفيات وآيس كابات»، مع تنظيم رحلات وفقرات خاصة بهم. وقالت تاسونى حنة من إيبارشية المنيا، إن الأولاد فى المرحلة الإعدادية يحبون «الماسكات» التى يرتديها الخدام لشرح قصة الميلاد، موضحة أن الكنيسة تحرص على تثبيت قصة الميلاد وأبطالها فى أذهان النشء، خاصة فى تلك السن الصغيرة. ووجهت الكنيسة اهتمامًا خاصًا بالمسنين والأيتام والوحيدين، خلال العيد، لاحتضانهم اجتماعيًا ونفسيًا وكفالة من يحتاج منهم. وأكد بيشوى فايز، الخادم بإحدى خدمات الرحمة، أنه تخصص فى خدمة المسنين، حيث يرافق كاهن كنيسته لزيارة أكبر قدر من دور المسنين، وكبار السن الذين يعيشون بمفردهم فى منازلهم لمعايدتهم فى يوم العيد. وذكر أن راعى الكنيسة يعطى العيدية للمسن، ويقرأ معه فصلًا من فصول الكتاب المقدس ويصلى معه ويأخذ اعترافاته بالخطايا، ثم يقرأ له «التحليل»، ويحثه على الحضور للكنيسة إذا ما كان فى إمكانه، وإذا كان معتلًا صحيًا يتفق معه على موعد يأتى فيه ليناوله من الأسرار الكنائسية.

كرنفالات احتفالية للأيتام.. زيارة للملاجئ.. واحتواء أُسر المسجونين

قال عبدالسيد سعيد، الخادم بإيبارشية أسيوط، إن للأيتام نصيبًا كبيرًا من الاهتمام والرعاية، مشيرًا إلى أنه كوّن فريقًا من كنيسته نصفه يجيد العزف والترنيم والنصف الآخر يجيد تنظيم ورش العمل والفقرات، لاصطحاب راعى الكنيسة خلال زيارة الملاجئ يوم العيد. وذكر أنهم يقسمون أنفسهم إلى فرق لإقامة كرنفال للنزلاء، بحيث يعزفون للنزلاء ويرنمون معهم ترانيم الكريسماس، ثم ينفذون الفقرات لهم، تشمل الرسم على وجوههم بالألوان الصحية وممارسة بعض الألعاب. وأشار إلى أن الاحتياجات المادية التى تستهلكها الخدمة تأتى من التبرعات التى يدفعها أعضاء الفريق من عشور مرتباتهم بشكل شهرى.

وأكد درياس حنين، الخادم بإيبارشية أخميم وساقلتة، أنه ينفذ بعض الخدمات التى تهتم بالمسجونين وأسرهم بالقاهرة، لافتًا إلى وجود راعٍ بكل سجن، يزوره النزلاء بين حين وآخر، لأداء قداسات إلهية وأخذ اعترافاتهم ومتابعتهم روحيًا. وذكر أنه يعمل على الاهتمام بأسر المسجونين، مشيرًا إلى أن كل خادم، أو اثنين، يتولى رعاية كل أسرة بشكل دورى من حيث الافتقاد والمتابعة، وإبلاغ الكنيسة بجميع احتياجاتها المادية والاجتماعية والروحية والرعوية. وتابع: «تحل الكنيسة محل الأب المسجون أو الأم أو الأخ أو الأخت، كما تؤهل الكنيسة أسر المسجونين ليؤمنوا بأن جميع البشر خطاءون، وبأن الله يحب من يتوب عن خطئه».

كرتونة طعام وملابس لإخوة الرب.. وضوابط كتابية لرسم الأيقونة

أكد عزت عادل، خادم بكنيسة، رفض الإفصاح عن اسمها، أن الكنيسة تتكفل بجميع احتياجات إخوة الرب، وأن التبرعات التى تتلقاها الكنيسة من المحبين فى العيد قد تصل إلى ٦٠ ألف جنيه، يجرى توجيهها بالكامل لخدمتهم.

وأضاف: «تهدى الكنيسة كل أسرة من أسر إخوة الرب كرتونة البركة التى تحتوى على لحم الدجاج واللحم الأحمر، والزيت والسكر والأرز والمكرونة وخلافه، وظرف به عيدية لرب الأسرة، وملابس جديدة تتناسب مع أفراد الأسرة». ويهتم الأقباط بتعليق أيقونات الميلاد المرسومة بالفن القبطى أو بالفنون الأخرى فى منازلهم، فى العيد.

وفى هذا الصدد، قال إيهاب وفيق، الحاصل على دبلوم الفنون من معهد الدراسات القبطية، الرسام المتخصص فى الفنون القبطية والكنسية، إن هناك أبعادًا كتابية تجب مراعاتها أثناء رسم أيقونة الميلاد.

وأضاف: «الأيقونة الصحيحة يجب ألا يظهر فيها المجوس مثلًا، لأن المجوس لم يتمكنوا من الوصول إلى السيد المسيح إلا بعدما بلغ من العمر عامين، لذا يجب ألا يكون لهم وجود فى أيقونة المسيح التى نرى فيها المسيح فى المهد». وتابع: «يجب أن توضح الأيقونة الفقر المدقع الذى ولد فيه المسيح، فحينما ذهب يوسف النجار الراعى لأسرة المسيح إلى بيت لحم لإجراء الاكتتاب وإنهاء الأوراق الحكومية التى كانت مطلوبة حينها، لم تكن الأسرة تملك ثمن تأجير غرفة لتلد بها السيدة العذراء، فاضطرت إلى أن تضع مولودها فى عشة أو زريبة أو مزود للبقر، وهو مكان يحتفظ فيه الأثرياء بمواشيهم».

وأوضح «وفيق» أن الأيقونة القبطية الصحيحة تظهر بها «سالومى» وهى القابلة أو الداية التى ساعدت السيدة العذراء فى ولادة المسيح، ويروى التقليد الكنسى أنها حاولت الكشف عن عذرية السيدة العذراء، لأنها لم تكن تصدق أن السيدة العذراء لا تزال بكرًا لم يمسسها رجل، إلا أن يدها شُلت ولم تشف إلا بعد صلاة السيدة العذراء لأجلها.

تاريخ الخبر: 2022-01-05 19:22:27
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 54%
الأهمية: 62%

آخر الأخبار حول العالم

دوري أبطال أوروبا.. دياز يواجه مزراوي في ذهاب نصف نهائي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-30 15:27:21
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 64%

دوري أبطال أوروبا.. دياز يواجه مزراوي في ذهاب نصف نهائي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-30 15:27:20
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 70%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية