حثّ البيت الأبيض اليوم الأربعاء، جميع الأطراف في كازاخستان على الهدوء وضبط النفس، وذلك رداً على اضطرابات واسعة هي الأسوأ منذ عقد من الزمن في كازاخستان.

وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، جين بساكي، إن الاتهامات الروسية بأن الولايات المتحدة حرضت على الاضطرابات "خاطئة تمامًا".

وكان ديميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، قد صرّح الأربعاء، بأنه كان بالإمكان حل مسألة الاحتجاجات في كازاخستان بشكل داخلي لولا تدخّل دول خارجية.

وأضاف، كازاخستان دعت موسكو لمساعدتها في إرساء الاستقرار، ولذلك ندعو الى الاحتكام الى القوانين والدستور للمطالبة بالحقوق بدلاً من الفوضى والتمرد وأعمال العنف في الشوارع.

وبدأت الأحداث في كازاخستان، يوم الأحد الماضي، من خلال احتجاجات على ارتفاع أسعار الوقود في البلاد، ليتّسع نطاقها بعد أيام وتتحوّل إلى هجوم عنيف على النخبة الكازاخية الحاكمة، ويبدأ المحتجون باقتحام المباني الحكومية ومحطات التلفزيون والمطار. ووصف الرئيس الكازاخي، قاسم جومارت توكاييف، المتظاهرين على أنهم "إرهابيون"، طالباً من روسيا تقديم الدعم العسكري لكازاخستان لإخماد الاضطرابات كجزء من الاتفاقية الدفاعية الموقّع بين البلدين، دون أن يتّضح بعد إذا ما كانت روسيا تعتزم نشر قواتها في كازاخستان.

وتعتبر المظاهرات، ظاهرة نادرة في كازاخستان، التي يبلغ عدد سكانها 19 مليون نسمة، حيث تعد هذه الموجة من الاحتجاجات هي الأكبر ضد حكم نور سلطان نزارباييف المستمر منذ ثلاثة عقود. وكان الرئيس السابق سلطان نزارباييف 81، قد استقال عام 2019، ولكنه استمر بالسيطرة على كواليس الحكم تحت مسمى "أبو الأمة".

وفي وقت يتصاعد فيه التوتر بين موسكو وواشنطن بسبب الحشود العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا، تعزز أزمة "كازاخستان" من الخلاف الأميركي الروسي حول أحقية موسكو بالنفوذ في دول كانت من ضمن أراضي الاتحاد السوفيتي قبل سقوطه.

وتأتي أهمية كازاخستان بالنسبة لواشنطن، من عدة عوامل، أهمّها موقعها على حدود خصمي أميركا الرئيسيين، روسيا والصين، كما تقف كازاخستان في طليعة الدول المواجهة لتهديدات طالبان.

وحافظت كازاخستان، البلد ذي الغالبية المسلمة، منذ سقوط الاتحاد السوفييتي على علاقات متوازنة مع جيرانها ومع الولايات المتحدة، حيث عملت واشنطن عن كثب مع الحكومة الكازاخية لتفكيك الترسانة النووية للبلاد، الموروثة من الحقبة السوفييتية. وتمتلك كازاخستان 12٪ من احتياطي اليورانيوم في العالم، و 43٪ من إنتاج الخام من اليورانيوم، بالاضافة الى غناها بالثروات المعدنية الهامة للصناعات الثقيلة.

وتعدّ كازاخستان تاسع أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، حيث تمتلك أكثر من 70٪ من الناتج المحلي الإجمالي لآسيا الوسطى، وتحتل المركز الخامس عشر من حيث احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة. ولعب النفط عاملاً رئيسياً في تنمية البلاد خاصة مع توجه شركات أميركية مثل "اكسون موبيل" وشيفرون" الى إطلاق استثمارات كبيرة في النفط، الى جانب أكثر من 700 شركة أميركية أخرى تستثمر في البلاد.

وسعت واشنطن في السنوات الأخيرة إلى إطلاق الية للتعاون الاستثماري والاستراتيجي مع كازاخستان، ليتم اطلاق "مجلس الأعمال الأميركي الكازاخستاني" في سبتمبر عام 2020، لغرض تعزيز العلاقات الاقتصادية.