رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس هيئة جائزة الملك فيصل، حفل إعلان الجائزة أسماء الفائزين بدورتها الـ 44.

وأوضح أمين عام جائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالعزيز السبيّل أن لجان الاختيار لجائزة الملك فيصل بفروعها الخمسـة (خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية والأدب، والطب، والعلوم) أقامت سلسلة من الجلسات امتدت من الاثنين 30 جمادى الأولى إلى الأربعاء 2 من شهر جمادى الآخرة عام 1443هـ، مطلعة على الأعمال المرشحة وتقارير المحكّمين.

سبعة فائزين بنسخة 2022

وبيّن أن اللجان قررت منح جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام بالاشتراك لكل من علي حسن مويني الرئيس الأسبق لجمهورية تنزانيا الاتحادية، والأستاذ الدكتور حسن محمد الشافعي، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.

تراث الأندلس الإسلامي يستعصي على الباحثين

وقد منح فخامة الرئيس علي حسن مويني الجائزة لمبررات منها: قيادته لبلاده فترة حكمه للتحرر من الاستعمار والاشتراكية حيث أدخل التعددية الحزبية وأسس عددا من الأنظمة والمؤسسات الإسلامية الاجتماعية في بلاده، ونشاطه في الدعوة الإسلامية، حيث عمل على بث روح التسامح الديني، وإنشاء المدارس الإسلامية، وترجمة الكثير من المصادر والمراجع في الحديث والفقه والسيرة إلى اللغة السواحلية التي يتحدث بها الملايين في شرق إفريقيا.

ثورة علمية في تعديل الجينات

بالإضافة إلى اهتمامه بتعليم المسلمين والرفع من مستواهم التعليمي والاجتماعي وتحسين أوضاعهم الاقتصادية، حيث قدم أنموذجًا ناجحًا في توجيه بلاده نحو الإصلاح.

طرق مبتكرة في تحليل المعادلات الرياضية

كما مُنح الأستاذ الدكتور حسن محمود الشافعي، الجائزة لمبررات منها: إسهاماته العديدة في خدمة العلوم الإسلامية، تدريسًا، وتأليفًا وتحقيقًا وترجمة، وإسهامه في إنشاء الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد، ووضع مناهج كلياتها، وتولي رئاستها، إضافة إلى جهوده الكبيرة في إنشاء سلسلة من المعاهد التي تعنى بالدراسة الأزهرية، وخدمته اللغة العربية خلال رئاسته لمجمع اللغة العربية بالقاهرة.

مشروع أميركي لتجديد المنظور النقدي للقصيدة العربية

وأشار إلى أن اللجنة قررت حجب جائزة الملك فيصل للدراسات الإسلامية وموضوعها "تراث الأندلس الإسلامي"؛ لعدم تحقيق الأعمال المرشحة معايير الجائزة.

وفي مسار اللغة العربية والأدب وموضوعها (دراسات الأدب العربي باللغة الإنجليزية) قررت اللجان منح الجائزة بالاشتراك لكل من البروفيسورة سوزان ستيتكيفيتش، الأميركية الجنسية، الأستاذة في جامعة جورج تاون في الولايات المتحدة الأميركية، والبروفيسور محسن جاسم الموسوي، الأميركي الجنسية، الأستاذ في جامعة كولمبيا في الولايات المتحدة الأميركية.

وقد منحت البروفيسورة سوزان ستيتكيفيتش الجائزة لمبررات منها: امتلاكها لمشروع نقدي علمي، تمثل في بحوثها ودراساتها التي شملت القصيدة العربية في عصورها المتعاقبة منذ العصر الجاهلي وحتى القصيدة الإحيائية في العصر الحديث، وتميزها في قراءة النص الشعري في سياق نظري محكم ومنهج تحليلي رصين، ومحاولة جادة لتجديد المنظور النقدي للقصيدة العربية الكلاسيكية، عبر الاستعانة بعلوم الأنثروبولوجيا والنظرية الأدبية والبنيوية وما بعد البنيوية والفلكلور وتاريخ الأديان. وأصبحت دراساتها تشكل مدرسة مميزة في دراسة الأدب العربي.

أما البروفيسور محسن جاسم الموسوي فقد مُنح الجائزة لمبررات منها: تجديده في دراسات النثر العربي القديم والحديث، وتميز دراساته بنقد علمي، ومعرفة بالنظريات النقدية العالمية، وتأثير دراساته وأبحاثه تأثيرا واسعا وعميقا على دارسي الأدب العربي في الغرب والعالم العربي، لما له من تميز في الطرح، والاستدلال، والتأويل النقدي.

بالإضافة إلى انفتاحه على النص الإبداعي العربي والعالمي، سردا وشعرا، وتناوله الأدب العربي بصفته أدبا عالميا؛ وأضحى منظوره النقدي جسرا متينا بين الثقافتين العربية والغربية.

وفي مسار الطب وموضوعها "تقنيات تعديل الجينات"، للبروفيسور ديفيد لو الأميركي الجنسية، الأستاذ في جامعة هارفارد، ومعهد ماسيتيوشس للتكنولوجيا (MIT). وقد منح الجائزة لمبررات منها: إسهاماته الفعالة في تطوير ميكانيكية التعديل الجيني التي مثلت ثورة علمية، حيث طور الجيل الثاني من هذه التقنية، مما سيكون له تطبيقات فعالة في علاج الأمراض النادرة والشائعة، وكان لجهوده العلمية دور كبير في التعرف على أساسيات وميكانيكية هذه التقنية، ويعد إنجازه في اختراع تقنيات التعديل القاعدي والتحرير الأولي، مساهمة مميزة في تطوير تقنيات التعديل الجيني لتصبح أكثر دقة وتطويعا في التطبيقات الطبية.

وفي مسار جائزة الملك فيصل للعلوم قررت لجنة الاختيار منح الجائزة وموضـــوعهـا (الريــاضـــيات) بالاشتراك، لكل من البروفيسور مارتن هايرر، البريطاني الجنسية، الأســـتاذ في Imperial College London، والبروفيسور نادر المصمودي، التونسي الجنسية، الأستاذ في جامعة نيويورك. وقد منح البروفيسور مارتن هايرر الجائزة لمبررات منها: تميز أعماله في استحداث طرق مبتكرة في تحليل المعادلات التفاضلية العشوائية، والوصول لمنظور جديد في مجال الأنظمة العشوائية اللامتناهية، ثنائية الأبعاد المتكررة وغيرها مثل "معادلات نافييه-ستوكس" و"KPZ".

كما أن تقديمه للتراكيب المنتظمة وفر إطاراً مرناً وواضحاً لعمليات فصل النواحي الجبرية، والاحتمالية والتحليلية في المعادلات التفاضلية الجزئية العشوائية التي تتطلب إعادة تقييمٍ ذاتي في الميكانيكا الإحصائية.

وقد منح البروفيسور نادر المصمودي الجائزة لمبررات منها: جهوده المميزة في تحليل المعادلات غير الخطية التفاضلية والجزئية، وإسهاماته البارزة في النظريات الرياضية لديناميكيات الموائع من خلال إدخال تقنيات رياضية مبتكرة، خاصة دراساته لحالات الاستقرار أو انعدامه في حركة الموائع كما تصفها "معادلات نافييه-ستوكس" التي لم يتمكن علماء الرياضيات من وضع نظرية أساسية تتعلق بحلها ليقوم المصمودي لاحقا بتطوير أعمال الفيزيائي الروسي "ليف لانداو" في مجال إحصائيات السوائل.

يشار إلى أن جائزة الملك فيصل تمنح بشكل سنوي لعدد من المميزين في (خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية والأدب، والطب، والعلوم)، وتقدم لكل فائز في كل فرع من أفرعها الخمسة مبلغاً قدره 750 ألف ريال سعودي وميدالية ذهبية عيار 24 قيراطًا ووزنها 200 جرام، بالإضافة إلى براءة مكتوبة بالخط العربي بتوقيع رئيس هيئة الجائزة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل تحمل اسم الفائز وملخصًا لمبررات فوزه.

الأمير خالد الفيصل متوسطاً عدداً من الضيوف والفائزين بالجائزة